الأحد 06 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

باحث آثري يستعرض أهم معاهدات السلام التي عُقدت في عهد الفراعنة

الباحث الآثري أحمد
الباحث الآثري أحمد عامر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشف الباحث الأثري أحمد عامر، عن أن الحضارة الفرعونية لم تخل من الدبلوماسية في التعامل، وذلك في إطار تحقيق التوازن التي سعي إليها بعض الملوك في فترة من الفترات، وأكثر ما يمكننا الإشارة إليه في هذا الشأن لتنوع مصادره هي المعاهدات التي عُقدت بين مصر والآشوريين والبابلين والخيتين.

وأشار عامر في بحثه إلى أن معاهدة رمسيس الثاني لم تكَن أول المعاهدات، بل سبقتها أخرى ولكنها لم تسجل رسمياً، بل كانت تتم وفقاً لتقديرات ونظرات كل طرف إلى خصمه ومنها تحقيق المكاسب أو تقديم التنازلات في ذلك الوقت.

وأضاف عامر خلال بحثه لرصد، "أهم معاهدات السلام التي عَقدت في عهد الفراعنة"، أن أهم تلك المعاهدات كانت تمت في عهد الدولة الحديثة نظراً لكثرة حروب تلك الفتره فنجد الملك " تحتمس الثالث" حيث إنه سجل انتصاراته علي دولة "مياني" في لوحة "جبل البرقل" في العام الثالث والثلاثين من حكمه، وكان لذلك آثر على الأشوريين والبابلين والخيتين حيث إنهم اتبعوا سياسية السلم والمعاهدات وذلك لنيل الرضا من الجانب المصري.

وأوضح، أنه في عهد الملك "تحتمس الرابع" أشارت النصوص إلى وجود معاهدة تمت بين الملك تحتمس الرابع والملك الميتاني كشكل من تدعيم القوة ضد دولة "خاتي"، وقد توجت هذه المعاهدة بالزواج الدبلوماسي للفرعون من ابنة "ارتاتاما الأول" ملك ميتاني تقريباً في عام 1430 ق.م.

ونجد أنه في عهد الملك "أمنحتب الثالث" عاشت مصر فتره من الارتخاء العسكري، تمثلت بالزواج السياسي بين "أمنحتب الثالث" وأميرات من بابل وميتاني، حيث تشير الرسالة التي بعثها ملك ميتاني "توشراتا" للملك "أمنتحب الثالث" إلي تحقيق النصر علي خاتي مع إرساله بعض الغنائم وكان ذلك للتقرب من حليف قوي مثل مصر، ونجد أنه قد عَقدت معاهدة "كوروشتاما" وهي غير محددة التاريخ وقد عَقدت عندما أراد الملك الخيتي "خالياش الثالث" أو "خاتوشيلي الثاني" ترحيل مواطنين مصريين من مدينة "كوروشتاما" الخيتية إلي الأراضي المصرية ليصبحوا رعايا للفرعون المصري.

كما نري معاهدة " شوبيلوليوما وخلفاء توت عنخ آمون" وقد وردت في صلوات الطاعون الثانية لـ"مورشيلي الثاني"، ونجد معاهدة "مواتالي".. حيث من المؤكد أنها قد تمت في بدايات عصر الأسرة التاسعة عشر علي يد الملك "سيتي الأول"، وكان ذلك أمراً عاديا نظراً للمجهود العسكري للملك "سيتي الأول" وقتها.

وأشار عامر إلى أن من أهم معاهدات السلام التي عَقدت هي معاهدة السلام المصرية الحيثية التي جاءت عقب معركة "قادش"، وذلك لأن المعركة لم تحسم من الذي انتصر في الحرب لأنه من المرجح أن الملك "رمسيس الثاني" لم يطرد بالكامل من شمال الشمال، ولكن معاهدة السلام كانت ضرورية للجانب الحيثي، وقد عَقدت بين الملك "رمسيس الثاني" والملك "خاتوشيلي" ملك الحيثين.

وكانت لمعاهدة السلام أسباب لقيامها منها الصراع داخل القصر الملكي في خيتا، الصراع بين "مورشيلي الثالث" وعمه "خورشيلي الثالث" علي العرش، تمرد الممالك الغربية التابعة لخيتا، تهديد شعوب البحر لكل من مصر وخيتا، نجاح عاهل آشور "شلمنصر الأول" في إقصاء خيتا عن مناجم النحاس في إقليم "إيساوا" بالأناضول، انتصارات "شلمنصر الأول" حتى أصبحت آشور قوة عظمي مواجهة للأمبراطورية الحيثية، وقد عَقدت هذه المعاهدة في العام الحادي والعشرين من حكم الملك "رمسيس الثاني" فقد كتب نصها علي معبدي "الكرنك" و "الرامسيوم" أما النص الخيتي فقد كَتب علي ألواح من الطين.

وتضمنت بنود المعاهدة ثلاثة عشر بنداً هي مقدمة لأسماء طرفي المعاهدة وألقابها، الإشارة إلي المعاهدات القديمة بين البلدين، إعلان المعاهدة الجديدة، تجديد المعاهدات القديمة، معاهدة دفاع مشترك بين الطرفين، العمل المتبادل المشترك الذي يتخذ ضد الرعايا الثائرين، الاعتراف بوريث العرش عند كل من الطرفين، تسليم الهاربين من المدنيين، آلهة خيتا ومصر شهود في المعاهدة، اللعنات علي الذين ينقضون المعاهدة والرحمات علي الذين يحافظون عليها، العفو عن المذنبيين الهاربين، ومن هنا نجد أن معاهدة السلام حققت أهدافها وتبادلت الرسائل بين الملكين، ونجد أن ملك الحثيين في العام الرابع والثلاثيين من حكمه فزوج ابنته إلي الملك "رمسيس الثاني.