يتبقى لنا الآن أن نشير إلى الجانب الإيجابي في موضوع "الذئاب المنفردة" هو نجاح الدولة ممثلة في الجيش و الشرطة و أجهزة الاستخبارات و المعلومات في مواجهة الإرهاب واقتلاع جذوره ، وهو ما أوصل تلك الذئاب البشرية لليأس من العمل بطريقة منظمة واللجوء إلى هذه الطرق العشوائية والتي مهما كانت نتائجها مؤلمة فإنها مؤقتة لا تدوم .
إن لجوء تلك المجموعات لهذا التكتيك يعدُ إيذانًا ببداية نهاية الإرهاب واندحاره وانحساره في مصر، واقتراب حسم المعركة لصالح الدولة ، ولصالح الحق و العدل والسلام ، فاللهم شكرًا .
إلا أنه يتبقى لنا الآن أيضًا و بعد التدليل على الجوانب الإيجابية ، وبعد أن شخصنا الداء أن نصف الدواء ، وأن نعرف كيفية مواجهة "الذئاب المنفردة" و القضاء عليها و تجنب شرورها إن شاء الله .
وإن كان الواقع أنه حتى الآن لم تفلح أكبر الأجهزة الأمنية في العالم وعلى رأسها أجهزة الاستخبارات الأمريكية و البريطانية بل والروسية في مواجهة هذه الذئاب أو معرفة كيفية القضاء عليها .
وذلك أن مشكلة تلك الذئاب تكمن في كون "الذئب المنفرد" ليس إلا شخصًا عاديًا جدًا يعيش في المجتمع كفرد من أفراده لا يختلف عنهم في شيء ، وليس له أي نشاط غير عادي أو مريب ، بل غالبًا لا تظهر عليه أي علامة من علامات التدين ، و ربما لا يصلي في المسجد ، و لا ينتمي لأي تشكيل عصابي أو إجرامي ، ولكنه فجأة يقوم بالعملية و بطريقة خاطفة وهو في مأمن تام من أعين المراقبين ، لكونه في الظاهر ليس فردًا من أفراد التنظيمات الإرهابية .
وهذا ما أكدته تحريات الأجهزة الأمنية في مصر و العالم عن كل مرتكبي عمليات "الذئاب المنفردة" التي أشرت إليها آنفًا ، فقد أكدت التحريات وتحقيقات النيابة وغيرها في مصر وكذلك خارج مصر أن من نفذوا تلك العمليات ليس لهم أي نشاط مشبوه أو انتماء لأي من التنظيمات الإرهابية .
وهو السبب الذي جعل الضربات الاستباقية التي تقوم بها أجهزة الأمن غير ذات جدوى في منع تلك الهجمات الإرهابية ، وذلك لأن الضربات الاستباقية تكون مع مجموعات أو تشكيلات يتم القبض عليها في أثناء التخطيط أو الإعداد ، وقبل التنفيذ مما يفشل الفعل قبل وقوعه ، وهو ما لا يمكن مع "الذئب المنفرد" و الذي يعد وحده كل شيء فهو الذي يخطط ويحضر وينفذ و لا تخرج المعلومات من رأسه ولو لأقرب الناس إليه ، كزوجته أو والده أو والدته ، وإنما يحتفظ بكل شيء في ذهنه كجزء من الخطة حتى يحين وقت التنفيذ فتنفجر القنبلة .
وهو ما يجعل القبض عليه قبل تنفيذ عمليته الإرهابية في غاية الصعوبة أو شبه مستحيل ، ولكنه ليس بالمستحيل ، ولا "الذئب المنفرد" برجل المستحيل .
ففي كل خطة مهما كانت محكمة شيطانية تبقى ثغرة يمكن الدخول منها والقضاء عليها ، وقد تبدو الثغرة وكأنها أمر لا يلفت النظر و غير مجدٍ و لكن الحقيقة على خلاف ذلك و لهذا سميت الثغرة .
وتكمن الثغرة هنا في حاجة "الذئب المنفرد" ليس للتواصل مع التنظيم و لكن إلى معلومات كافية عن كيفية صناعة المتفجرات و كيفية تفجيرها و من أين يأتي مكوناتها ، وما شابه ذلك من معلومات ، وهنا تقدم المواقع والمنتديات الجهادية لذئابها الحَلَّ ، فتقوم تلك المواقع بنشر موضوعات كاملة عن صناعة المتفجرات و عن أنواعها و تأثيراتها و كيفية استخدامها .
وهكذا يجد "الذئب المنفرد" ضالته وبغيته فينهم من تلك المواقع ويتردد عليها ليل نهار ذهابًا و إيابًا ، إذ يجد شرحًا مبسطًا و سهلًا بل ما يشبه الدورات السريعة عن كيفية صناعة المتفجرات من مواد بسيطة و يسهل الحصول عليها ، وتقدم له تلك المواقع خطوات إذا تتبعها استطاع تصنيع قنابل شديدة الانفجار والآثار من مكونات سهلة و رخيصة جدًا تباع عن حوانيت بيع مواد البناء أو "المِوَنْ"
وهنا تكمن الثغرة ، فلو قامت الأجهزة الأمنية في مصر بمراقبة هذه المواقع و تلك المنتديات ، وتتبع زوارها و التحري عنهم ، و كذلك لو تم توعية أصحاب محلات "الحدايد و البويات" لمعرفة تلك المواد و الإبلاغ عمن يشتبه في كونه يشتري مكونات القنابل ، لاستطاعت أجهزة الأمن في مصر أن تقضي على النسبة الأكبر من عمليات "الذاب المنفردة" أو "الإرهاب الفردي" ، وتكون الأجهزة الأمنية في مصر قد نجحت فيما فشلت فيه كل أجهزة العالم ، و نكون حينها قدمنا للعالم : "التجربة المصرية في محاربة الإرهاب" .
و هو عنوان المقال القادم إن شاء الله .
إن لجوء تلك المجموعات لهذا التكتيك يعدُ إيذانًا ببداية نهاية الإرهاب واندحاره وانحساره في مصر، واقتراب حسم المعركة لصالح الدولة ، ولصالح الحق و العدل والسلام ، فاللهم شكرًا .
إلا أنه يتبقى لنا الآن أيضًا و بعد التدليل على الجوانب الإيجابية ، وبعد أن شخصنا الداء أن نصف الدواء ، وأن نعرف كيفية مواجهة "الذئاب المنفردة" و القضاء عليها و تجنب شرورها إن شاء الله .
وإن كان الواقع أنه حتى الآن لم تفلح أكبر الأجهزة الأمنية في العالم وعلى رأسها أجهزة الاستخبارات الأمريكية و البريطانية بل والروسية في مواجهة هذه الذئاب أو معرفة كيفية القضاء عليها .
وذلك أن مشكلة تلك الذئاب تكمن في كون "الذئب المنفرد" ليس إلا شخصًا عاديًا جدًا يعيش في المجتمع كفرد من أفراده لا يختلف عنهم في شيء ، وليس له أي نشاط غير عادي أو مريب ، بل غالبًا لا تظهر عليه أي علامة من علامات التدين ، و ربما لا يصلي في المسجد ، و لا ينتمي لأي تشكيل عصابي أو إجرامي ، ولكنه فجأة يقوم بالعملية و بطريقة خاطفة وهو في مأمن تام من أعين المراقبين ، لكونه في الظاهر ليس فردًا من أفراد التنظيمات الإرهابية .
وهذا ما أكدته تحريات الأجهزة الأمنية في مصر و العالم عن كل مرتكبي عمليات "الذئاب المنفردة" التي أشرت إليها آنفًا ، فقد أكدت التحريات وتحقيقات النيابة وغيرها في مصر وكذلك خارج مصر أن من نفذوا تلك العمليات ليس لهم أي نشاط مشبوه أو انتماء لأي من التنظيمات الإرهابية .
وهو السبب الذي جعل الضربات الاستباقية التي تقوم بها أجهزة الأمن غير ذات جدوى في منع تلك الهجمات الإرهابية ، وذلك لأن الضربات الاستباقية تكون مع مجموعات أو تشكيلات يتم القبض عليها في أثناء التخطيط أو الإعداد ، وقبل التنفيذ مما يفشل الفعل قبل وقوعه ، وهو ما لا يمكن مع "الذئب المنفرد" و الذي يعد وحده كل شيء فهو الذي يخطط ويحضر وينفذ و لا تخرج المعلومات من رأسه ولو لأقرب الناس إليه ، كزوجته أو والده أو والدته ، وإنما يحتفظ بكل شيء في ذهنه كجزء من الخطة حتى يحين وقت التنفيذ فتنفجر القنبلة .
وهو ما يجعل القبض عليه قبل تنفيذ عمليته الإرهابية في غاية الصعوبة أو شبه مستحيل ، ولكنه ليس بالمستحيل ، ولا "الذئب المنفرد" برجل المستحيل .
ففي كل خطة مهما كانت محكمة شيطانية تبقى ثغرة يمكن الدخول منها والقضاء عليها ، وقد تبدو الثغرة وكأنها أمر لا يلفت النظر و غير مجدٍ و لكن الحقيقة على خلاف ذلك و لهذا سميت الثغرة .
وتكمن الثغرة هنا في حاجة "الذئب المنفرد" ليس للتواصل مع التنظيم و لكن إلى معلومات كافية عن كيفية صناعة المتفجرات و كيفية تفجيرها و من أين يأتي مكوناتها ، وما شابه ذلك من معلومات ، وهنا تقدم المواقع والمنتديات الجهادية لذئابها الحَلَّ ، فتقوم تلك المواقع بنشر موضوعات كاملة عن صناعة المتفجرات و عن أنواعها و تأثيراتها و كيفية استخدامها .
وهكذا يجد "الذئب المنفرد" ضالته وبغيته فينهم من تلك المواقع ويتردد عليها ليل نهار ذهابًا و إيابًا ، إذ يجد شرحًا مبسطًا و سهلًا بل ما يشبه الدورات السريعة عن كيفية صناعة المتفجرات من مواد بسيطة و يسهل الحصول عليها ، وتقدم له تلك المواقع خطوات إذا تتبعها استطاع تصنيع قنابل شديدة الانفجار والآثار من مكونات سهلة و رخيصة جدًا تباع عن حوانيت بيع مواد البناء أو "المِوَنْ"
وهنا تكمن الثغرة ، فلو قامت الأجهزة الأمنية في مصر بمراقبة هذه المواقع و تلك المنتديات ، وتتبع زوارها و التحري عنهم ، و كذلك لو تم توعية أصحاب محلات "الحدايد و البويات" لمعرفة تلك المواد و الإبلاغ عمن يشتبه في كونه يشتري مكونات القنابل ، لاستطاعت أجهزة الأمن في مصر أن تقضي على النسبة الأكبر من عمليات "الذاب المنفردة" أو "الإرهاب الفردي" ، وتكون الأجهزة الأمنية في مصر قد نجحت فيما فشلت فيه كل أجهزة العالم ، و نكون حينها قدمنا للعالم : "التجربة المصرية في محاربة الإرهاب" .
و هو عنوان المقال القادم إن شاء الله .