تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
لست في موقع التقييم لأداء الإعلاميين د. توفيق عكاشة والصحفي أحمد موسى، وربما لا يفيد عمل كهذا قارئا هذه الزاوية.
ومع ذلك لا يستطيع أحد إنكار نجاح هذين الإعلاميين بقدرتهما على الوصول إلى فئات وشرائح عريضة ومتباينة في المجتمع المصري والتأثير في اتجاهاتها وآراءها ومواقفها بل ودفعها إلى سلوك أو فعل معين.
جانب كبير من النخبة الإعلامية والثقافية لا ينظر بإيجابية لأداء الرجلين، بل ويتخذ منهما مادة للسخرية، وتنسى هذه النخبة أن عكاشة وموسى قد استطاعا الوصول إلى فئات اجتماعية لا تحلم هذه النخبة بالوصول إليها وأنهما نجحا في إقناع شرائح كبيرة ومتناثرة في قرى الدلتا ونجوع الصعيد بوحشية جماعة الإخوان وهو ما فشلت فيه مئات الأقلام التي تنتمي لما يسمى "بكريمة النخبة الثقافية".
"لقاء السحاب" كان أول ما قلته عندما شاهدت استضافة أحمد موسى لتوفيق عكاشة
ولا أنكر أن شيئا من السخرية دار بنفسي وقتها.
والحق أن ذلك الإحساس راجع لما أستشعره من أداء كوميدي لكلا الرجلين وليس سخرية أو تقليلا من المضمون فمعظمه جاد وبه معلومات من العيار الثقيل.
متابعتي للحلقة التي امتدت إلى فجر اليوم التالي جعلتني أتصور أنه بدلا من حالة التعالي غير المنطقية من قبل البعض قد يصبح من الأفضل والأكثر فائدة هو طرح تساؤل حول آلية تأثير خطاب موسى وعكاشة لا سيما أن كثيرين من الإعلاميين والصحفيين وكبار المثقفين يرددون ما يقوله عكاشة وموسى ولديهم نفس المواقف من جماعة الإخوان الإرهابية ومع ذلك لا تجد رسائلهم طريقا لذلك الجمهور بل وأحيانا يرفضها إذا وصلت ولا يتفاعل معها بنفس الكيفية.
ربما يستخدم عكاشة وموسى أسلوبا لم تذكره نظريات الإعلام لكن نجاحهما في الوصول إلى الفئات الدنيا والمتوسطة يجعل من الضروري تحليل الأداء الصوتي ولغة الجسد والمصطلحات والألفاظ التي يستخدمانها، بل ويستوجب عمل دراسات على الجمهور الذي يتلقى رسائل عكاشة وموسى وميشابهها من خطاب إعلامي لمعرفة آلية تأثره وتفاعله معها.