الأربعاء 23 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

كيف يتم التعامل مع العادات العصبية للأطفال ؟

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
التخلص من عادة معينة ليس أمرًا سهلًا، فحتى الكبار يعانون إذا ما حاولوا التخلص من عادة معينة مثل التدخين على سبيل المثال. أحيانًا يستسهل الأبوان السكوت على عادة طفلهما ويتركاه يأخذ وقته لعله يتغلب عليها بدلًا من اتخاذ خطوات لمساعدته، ولكن بالوقت والصبر يمكن أن تساعدا طفلكما في التغلب على عادته السيئة، وتشرح د. جوزيت كيف:

كونا هادئين:
ينصح الأطباء بأن يتعامل الأباء مع أبنائهم بهدوء قدر الإمكان مع عادة طفلهما العصبية دون إعطائها اهتمامًا شديدًا. وتضيف أن العادات العصبية أمرًا شائعًا عند الأطفال الصغار ولأن الطفل الصغير لا يكون على دراية بما يفعل، فيجب ألا يعاقب أو يلام على ذلك. العصبية مع الطفل ستربكه فقط والضغط على الطفل للتوقف عن العادة السيئة سيزيد فقط من ضغطه النفسى.

حيث يجب أن يركز الأبوان على معرفة سبب العادة السيئة بدلًا من التركيز على العادة نفسها، فيجب أن يفكر الأبوان: ما الذي يضايق الطفل؟ هل حدث أي تغير في بيئته مؤخرًا؟ فالتغيرات التي قد لا تبدو ملحوظة أو قد تبدو غير هامة في نظر الأبوين، قد تمثل بالنسبة للطفل أمرًا أساسيًا. على سبيل المثال، مولد طفل جديد في الأسرة، الانتقال إلى بيت جديد، سفر أحد الوالدين للعمل، الانتقال إلى مرحلة مدرسية جديدة، كل هذه أمور قد تزعج الطفل. كثيرًا ما يستحق الأمر أخذ رأى شخص من خارج الأسرة يهتم بالطفل ويستطيع أن يتحدث بصراحة مع أبويه. فلأنه لا يكون له دخل مباشر بالمشكلة غالبًا ما يكون قادرًا على رؤية الأشياء بشكل أكثر وضوحًا عن من هم في المشكلة.

عبرا عن حبكما ومساندتكما لطفلكما من المهم أن تتأكدا من أن طفلكما يشعر بأنه محبوب بغض النظر عن أي عادة عصبية لديه. فبمنح طفلكما الكثير من الحب والمساندة، يمكنكما مساعدته في التغلب على المشكلة. أريحا طفلكما بالكلام وطمئناه إلى أنكما ستكونان دائمًا معه. توضح د. جوزيت أنه إذا احتاج الطفل للوم أو التأنيب على سوء سلوكه في موقف معين، فيجب أن يكون نقد الأبوين للسلوك السئ فقط وليس للطفل ككل.
فكثيرًا عندما يتعصب الآباء يقومون بنقد أطفالهم والتعليق بكلام مثل: “أنت غبى”، أو “لا أحتمل رؤيتك”، أو “أخوك أفضل منك”،.. الخ، ولكن الآباء يجب أن يعلموا أن الطفل لا يعرف البديل السليم لسلوكه السيئ وكل ما ستفعله الإهانة هي أنها ستقلل من تقديره لذاته.

متى يجب أن يقلق الأبوان من العادات العصبية؟ توضح د. جوزيت أنه عندما تصبح العادة العصبية واضحة لدرجة أنها تؤثر على حياة الطفل الأكاديمية والاجتماعية فذلك أمر يبعث على القلق وقد يحتاج إلى علاج نفسى.

التعامل مع التلعثم الذي يعتبر من أكثر العادات العصبية التي تقلق الأبوين وكثير من الأطفال الصغار وحتى سن دخول المدرسة يتلعثمون عندما يكونون في مرحلة تعلم الكلام.
فقد يكررون أصواتًا معينة، لزمات معينة، أو كلمات قصيرة، وقد يترددون أيضًا بين نطق كل كلمة وأخرى ،قد يظهر التلعثم بشكل أوضح عندما يكون الطفل متحمسًا، مرهقًا بشدة، أو يعانى من ضغط نفسى.
قد لا يلاحظ الطفل نفسه سلوكه أو يكون له أي رد فعل تجاهه. إن معظم الأطفال الذين يعانون من التلعثم في الكلام يتخطون تلك المرحلة ويتكلمون بشكل طبيعى كلما كبروا.
كما إنه من أهمالأسباب التي تؤدى إلى التلعثم هي نفس الأسباب التي تؤدى إلى العادات العصبية الأخرى، ويضيف الأطباء أنه ليس صحيحًا أن الطفل الذي يعانى من التلعثم قدراته الذهنية أقل من غيره، فبعض الأطفال يكونون في غاية الذكاء ولكن عضلاتهم المسئولة عن الكلام لا تستطيع متابعة سرعة تفكيرهم. عندما يكون التلعثم واضحًا ومستمرًا، فهذا يشير إلى وجود شئ يزعج الطفل وقد يساعد العلاج النفسى في التعرف على السبب الكامن وراء ذلك.
ينصح بالتعامل مع تلك المشكلة في المراحل المبكرة لتجنب تطورها.

ماذا يفعل الأبوان؟ إن التعامل مع التلعثم لا يختلف عن التعامل مع أي عادة عصبية أخرى. فيجب التعرف على السبب، التعبير للطفل عن حبكما ومساندتكما له، والالتزام بالهدوء لكى تستطيعا مساعدة طفلكما في التغلب على المشكلة. إضافة إلى ذلك، من الضرورى اتباع الخطوات الآتية:
-لا تحاولا التصحيح أو التدخل أثناء حديث طفلكما، واطلبا أيضًا من الآخرين عدم التصحيح له.
-لا تطلبا من طفلكما أن يكرر ما قاله أو أن يبطئ من سرعة كلامه. أعطياه الوقت الذي يحتاجه لكى يقول ما يريد.
-لا تجعلا طفلكما يتدرب على قول كلمات أو أصوات معينة.
-تحدثا إلى طفلكما كثيرًا، يمكنكما مناقشته فيما مر به أثناء اليوم، وتحدثا إليه عما فعلتماه أنتما، واقرئا كتب معه.
-احرصا على التحدث إلى طفلكما ببطء وبوضوح.
-حاولا تقليل الضغط النفسى أو المواقف التي تثير التلعثم عند الطفل.
-إن هدوئكما ومنحكما المساندة والحب لطفلكما سيساعده في التغلب على عادته العصبية. تذكرا أنه ليس من السهل التخلص من العادات، فيجب أن تتمتعا بالصبر والتفاهم معه.