الخميس 05 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

بالفن وحده نهزم الإرهاب!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اذا كانت "الست" ام كلثوم قد غنت لحبيبها (بالحب وحده انت غالى عليا) فاننا نغنى فى وجه جماعة الاخوان واخواتها بالفن وحده نهزم الارهاب ونقهر التطرف ونكسر رقابه وسواعده .
لابد من يوم آت ارى شمسه قاب قوسين او ادنى من الشروق تعلن فيه مؤسساتنا الامنية العريقة (الجيش والشرطة) دحر فلول الارهاب واانقراض عناصره الاجرامية من على وجه المحروسة، لكن العملليات العسكرية تبقى معركة فى حرب طويلة ضد التخلف ومفرداته الجهل والتشدد والعنف وليس من سلاح قادر على الاستمرار فى هذه الحرب الضروس مثل الفن ، فلطالما كان الفن بمختلف صوره واشكاله عنوانا للحضارة ومفتاحا للتنوير ومدخلا لبناء الثقافة بمفهومها الشامل من عادات وتقاليد واعراف وقوانين ودساتير ونمط للحياة .
استوقفنى بالامس عرض مسرحى بالقاعة الرئيسية فى نقابة الصحفيين لمسرحية ساخرة بعنوان"على المكشوف" للاسف لم اتمكن من مشاهدة العرض لكنى فوجئت بان الفرقة التى تقدمه هى فرقة مؤسسة الاهرام المسرحية وهذه هى اول مرة اعرف فيها ان مؤسسة الاهرام العريقة تمتلك فرقة مسرحية تضم مواهب شابة من الزملاء الصحفيين والعاملين الاداريين بالمؤسسة وبالسؤال علمت ان الفرقة قديمة لكنها توقفت عن العمل منذ اكثر من 30 عاما.
ليس مهما ان نتوقف كثيرا عند اسباب توقف الفرقة ، لكن المهم انها عادت للحياة مجددا ، واتصور ان مقتضيات الغيرة المهنية لا بل الوطنية تقضى ان تحذو باقى المؤسسات الصحفية القومية والخاصة حذو الاهرام بانشاء فرق مماثلة .. ولا اشير هنا بأسف عميق للمؤسسات الحزبية لانها فى عداد الموتى تقريبا كما احزابها.
على اية حال ستلعب مثل هذه الفرق دورا مكملا لدور المؤسسات الصحفية فى نشر الوعى وقيم الحداثة والتنوير ومواجهة التطرف والارهاب ، لاسيما اذا اضطلعت النقابة من خلال اللجنة الثقافية بدور فاعل فى عملية تحفيز المؤسسات الصحفية الكبيرة بانشاء فرق مسرحية واستعراضية لتتنافس بعد ذلك فيما يمكن تسميته بدور المسرح على ان تجوب الفرق الفائزة محافظات الجمهورية بعرضها الحائز على الجائزة .
ربما يكون هذا الذى اقول مجرد حلم، لكن لعل بعضنا لايزال يذكر ان معظم شركات القطاع العام والنقابات المهنية والمصانع الكبرى فى حقبة الستينيات كانت تمتلك فرقا مسرحية واستعراضية الى جانب الفرق الرياضية .
وربما كمن سر نجاح التجربة الناصرية فى مواجهة افكار جماعة الاخوان الارهابية فيما اشاعته تلك الحالة الفنية العامة من وعى وتنوير بين افراد الامة .
اظن انه من واجب المؤسسات الصحفية ان تاخذ بزمام هذه المبادرة ، لاسيما وان المؤسسات الثقافية التقليدية التابعة لوزارة الثقافة لاتزال تغط فى سبات عميق بعد ان غرقت فى بحر البيروقراطية والروتين وتلوثت بالتخلف والجهل والتطرف واصبحت تعج بموظفين يجاهرون بعدائهم للثقافة والفن ، واذكر هنا ان صديقا لى تقدم باستقالته من منصبه كرئيس لاحدى قصور الثقافة لان معظم موظفيه من الدواعش وعناصر الارهابية الذين يكرهون الفن كراهية التحريم.
لاتزال الحرب طويلة ويخطىء من يعتقد ان البارود وحده قادر على حسمها ، فهذا الركام من الجهل الذى عشش فى عقول البعض لن يزيله الا معاول المسرح والغناء والرقص وريشة الرسامين لتنقش فى الوجدان العام معالم طريق التنوير والوعى بدلا من معالم التطرف والدموية التى تصر جماعة الاخوان على اشاعتها .