الأربعاء 02 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

دبلوماسيون: زيارة البشير للقاهرة تكتسب أهمية خاصة من حيث التوقيت والمضمون.. عبدالحليم: زيارة الرئيس البشير للقاهرة تدشين لمرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسى والبشير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
-السفير رخا أحمد حسن: على الإعلام أن يطرح الأسئلة التي تبتكر أطرًا جديدة تدعم العلاقات بين القاهرة والخرطوم 
-الدكتور أيمن شبانة: ملف حلايب وشلاتين لم يطرح وأتوقع تزايد النشاط الاقتصادي بين البلدين وإقامة منطقة التجارة الحرة 

انطلاقة جديدة في العلاقات المصرية السودانية، بعد زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للخرطوم في طريق عودته من القمة الأفريقية توجت بزيارة الرئيس السوداني عمر البشير للقاهرة اليوم، الأمر الذي يعني الحرص على دعم الأطر المختلفة التي تشكل العلاقة بين البلدين.
 وقد اكتسبت زيارة الرئيس السوداني للقاهرة أهمية خاصة كونها تحرك الماء الراكد في مجرى العلاقات نتيجة الخلافات في وجهات النظر حول بعض القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين لاسيما الضغوط التي تمارسها بعض الفصائل على النظام السوداني بهدف عزله عن الواقع ومحاولة إحراجه أمام الرأي العام السوداني.
وقد لاقي الرئيس السوداني حفاوة استقبال غير مسبوقة فالزيارة تجاوزت البروتوكولات المتعارف عليها نظرًا لخصوصية العلاقة والملفات المطروحة للنقاش في توقيت بالغ الأهمية.
كذلك رافق الرئيس السوداني وفدا رفيع المستوى من وزراء وسياسيين في كل المجالات والتخصاصات الأمر الذي يعني الجدية في تنمية وتعميق العلاقات بين البلدين.
فما هي إبعاد هذه الزيارة وما انعكاستها على مستقبل العلاقة بين القاهرة والخرطوم؟ 


انطلاقة جديدة 
يقول السفير السوداني بالقاهرة عبد المحمود عبدالحليم: إن زيارة الرئيس السوداني للقاهرة اليوم بمثابة انطلاقة جديدة في العلاقات بين مصر والسودان.
وأضاف السفير السوداني في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز" إن زيارة الرئيس السوداني لبلده الثاني مصر تكتسب أهمية خاصة من حيث التوقيت والمضمون. فقد جاءت الزيارة ردا على الزيارة الكريمة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للخرطوم في طريق عودته من قمة الاتحاد الافريقي.
وأشار السفير عبد المحمود إلى أن رئيس بلاده حظي باستقبال حافل وكان على رأس مستقبليه الرئيس عبد الفتاح السيسي وقد عقدا جلسة مباحثات ثنائية استمرت لمدة ساعة ثم جلسة أخرى بحضور الوزراء المعنيين من البلدين بحثت كل القضايا والأوضاع الاقليمية والاحداث في ليبيا وسوريا وكل قضايا الامة العربية.
كما اتفق الرئيسان على توسيع لجنة التعاون المشترك بين البلدين لتصبح على المستوى الرئاسي.
وأكد السفير السوداني أن وفدا رفيع المستوى يرافق الرئيس السوداني ضم صلاح ونيس وزير رئاسة الجمهورية وعلي كرتي وزير الخارجية ومصطفى عثمان وزير الاستثمار ومعتز موسى وزير الكهرباء والسدود والسيدة الوزيرة اشراق محمود وزيرة العمل كما وزير الدفاع السوداني يحيى محمد والسيد مدير مكتب الرئيس طه عثمان.

علاقة خاصة 
ويرى السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن العلاقة بين القاهرة والخرطوم خاصة جدًا، فالسودان دولة جارة وشقيقة وعمق إستراتيجي لمصر يعبر منها نهر النيل في طريقه إلى بلادنا علاوة على المشترك الثقافي والسكاني الكبير بين البلدين، كما أن هناك علاقات اقتصادية متميزة ويجب تدعيم هذه الروابط وتقويتها بين الجارتين الشقيقيتين.
وأكد رخا، في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أهمية لقاء الرئيسين المصري والسوداني اليوم بالقاهرة لأن كل الملفات ستطرح على مائدة الحوار ما يكسب الحوار أهمية خاصة لاسيما وأن اللقاءات المباشرة تزيل اللبس وسوء الفهم عن القضايا ذات الاهتمام المشترك، موضحًا أن هناك الكثير من ردود الافعال تكون نتيجة نقص المعلومات أو التحليلات الخاطئة وبناء آراء تستند إلى تخمينات يجانبها الصواب.
وأشار رخا إلى خطورة التصعيد الإعلامي حول بعض الملفات مثل حلايب وشلاتين قد يضر بالعلاقات بين البلدين موضحًا أن التصعيد لا جدوى منه ويضر أكثر مما ينفع فحلايب وشلاتين أراضٍ مصرية وهذه قضية منتهية وغير قابلة للنقاش، مؤكدًا ضرورة أن يركز الإعلام على نصف الكوب الممتلئ لا النصف الفارغ من أجل تدعيم العلاقات القوية بطبيعتها.
وأضاف أن هناك بعض القضايا التي هي من شأن البشير مثل استضافته لجماعة الإخوان والتي تقول إنها ساعدته في الوصول إلى الحكم وهذا شأن سوداني داخلى طالما لا يقع علينا ضرر منه.
وتابع "على الإعلام أن يطرح الأسئلة التي تبدع أطرا جديدة لتقوية العلاقات بين البلدين، متوقعًا أن تنشط العلاقات الاقتصادية بين القاهرة والخرطوم عقب هذه الزيارة والتي ستكون مثمرة في أكثر من اتجاه من فتح المعابر وتزويدها وبناء السكك الحديدية التي تربط الإسكندرية بالخرطوم عبر محور التنمية الذي تحدث عنه الدكتور فاروق الباز فضلًا عن إنشاء منطقة تجارة حرة بين البلدين لأن ذلك سيسهل عبور التجارة والبضائع المصرية إلى أفريقيا.

ملفات مطروحة 
ويقول الدكتور أيمن شبانة أستاذ العلوم السياسية بمعهد الدراسات الأفريقية: إن زيارة الرئيس السوداني للقاهرة اليوم تتجاوز حدود البروتوكول إلى ما هو أكبر.
وأوضح شبانة في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن الزيارة تأتي في توقيت حرج وتناقش ملفات مصيرية على رأسها سد النهضة ومسألة الأمن المائي للبلدين وهذا الملف مصيري للآجيال الحالية والمقبلة.
 كذلك ملف الأزمة لليبية فليبيا دولة جوار مهمة لكل من مصر والسودان ولها تداعيتها على عدم استقرار الإقليم وفي الوقت الذي تبذل فيه دول الجوار مجهودات من استقرار الدولة الليبية أو على الأقل تخفيض حدة الصراع نجد الخرطوم تغرد خارج السرب وتدعم عناصر تم تصنيفها على إنها إرهابية فهي تهدد استقرار الدول الإسلامية كما أن هذه الجماعات تكفر الجميع وتهدد حتى الدين الإسلامي وتشوه صورة الإسلام والمسلمين وقد أقر مسئولون في الدولة الليبية بدعم السودان للعناصر الإرهابية هناك إضافة إلى استقبال السودان لعناصر إخوانية ودعم هذه العناصر.
وأكد شبانة أن ملف حلايب وشلاتين لن يتم طرحه على الأقل على المستوى الرسمي ولن يحظى بأهمية وقد يكون هناك توجه لخفض نبرة التصعيد في المنابر الإعلامية بالخصوص.
وأضاف أن الملف الأخير في زيارة البشير يتعلق بالعلاقات الاقتصادية وعمل منطقة تجارة حرة بين البلدين وأشار إلى أنه يتوقع حدوث انفراجة على المستوى الاقتصادي وإقامة منطقة التجارة الحرة وسيكون ذلك من أهم ثمار الزيارة مؤكدًا أن اتفاقية الحريات الأربع لن تفعل في الوقت الحالي حتى يتمكن السودان من تأمين حدوده جيدًا خشية تسرب العناصر الإرهابية إلى داخل الأراضي المصرية.
وأضاف شبانة أنه يتوقع أيضا أن تقلل الخرطوم من دعمها للجماعات المتطرفة. مستبعدا حدوث انفراجة قريبا بخصوص سد النهضة.