السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

الكتالونيون يصوتون في استفتاء حول استقلالهم بالإقليم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تغلب النزعة الانفصالية على إقليم كتالونيا في إسبانيا، حتى أنه تحدد يوم التاسع من نوفمبر موعدا لإجراء استفتاء على انفصال الإقليم عن إسبانيا، على إثر المظاهرة الضخمة التى خرجت فى سبتمبر الماضي -في برشلونة الكتالونية عاصمة منطقة الحكم الذاتي- والتي نادت بالاستقلال تحت شعار "كاتالونيا- الدولة القادمة في أوروبا" الأمر الذي أيدته غالبية الأحزاب السياسية في المقاطعة بما فيها الحزب الحاكم في إسبانيا "التجمع والاتحاد".
وأعلن أرتور ماس رئيس حكومة إقليم كاتالونيا الإسباني، أمس الثلاثاء، أن سلطات الإقليم ستجري في 9 نوفمبر المقبل استطلاعا لرأي السكان بشأن استقلال الإقليم، لكن هذا الاستطلاع سيجري بشكل مختلف.
وقال ماس إنه "لن يجري استطلاع رأي السكان بشكل ينص عليه القرار الذي وقعت عليه"، مضيفًا أن الاستطلاع سيجري بشكل آخر بـ"مشاركة المواطنين".
ويقع إقليم كاتالونيا في شمال شرق إسبانيا، وتبلغ مساحته حوالي 32.106 كلم، ويعتبر سادس أكبر منطقة من حيث المساحة في إسبانيا، وتعد مدينة برشلونة عاصمة الإقليم ويزيد عدد سكانها عن خمسة ملايين نسمة، وهى واحدة من مقاطعات الإقليم التي تشمل مقاطعات جرنادة، ولاردة، وطراغونة ويتكلم سكانها اللغتين الكتالونية والإسبانية.
بدأ استياء الكاتالونيين في الآونة الأخيرة مع الخصومات الضريبية المتأرجحة التي كانت حكومة ماريانو راخوي تفرضها عليهم، وهي تعمل على تطبيق إجراءات التقشف التي طالب الاتحاد الأوروبي الحكومات الأوروبية باتخاذها ما أدى الى تعزيز النزعة الانفصالية لدى اليمينيين واليساريين، الأمر الذي دعمه 57 في المئة من سكان الإقليم للاستقلال التام عن إسبانيا.
يذكر أن إقليم كاتالونيا حصل على الحكم الذاتي عام 1931 خلال الجمهورية الثانية الإسبانية، وتميزت هذه الفترة بالاضطرابات السياسية ثم علق العمل به بعد تسلم الجنرال فرانسيسكو فرانكو الحكم في 1936 وحتى وفاته سنة 1975، قام فرانسيسكو بقمع كل انواع الأنشطة العامة المرتبطة بالقومية الكاتالونية، الأناركية، الاشتراكية، الشيوعية أو الديمقراطية، بما في ذلك نشر الكتب عن هذه المواضيع أو ببساطة مناقشتها في جلسات مفتوحة. كجزء من هذا القمع، وتم حظر استخدام اللغة الكاتالونية في المؤسسات التي تديرها الحكومة وخلال المناسبات العامة.
تعرض رئيس كاتالونيا للتعذيب في ذلك الوقت وأعدم لجريمة "التمرد العسكري" من قبل نظام فرانكو، وبعد وفاة فرانسيسكو بعدة سنوات أعيد العمل بقانون الحكم الذاتي في كاتالونيا في 1979، وبعد الانقلاب العسكري في 1981 اقرت الحكومة وجود 17 إقليمًا مع خصوصية لإقليمي الباسك ونافارا في تحصيل ضرائبهما، واستثناء كاتالونيا من هذا الحق.
ويعود الشقاق بين كاتالونيا وإسبانيا لفترة طويلة حيث ان الكتالونيين استمروا في نضالهم ضد الجنرال فرانسيسكو فرانكو منذ عام 1936 حتى عام 1975، ومنذ ذلك الحين ازدهرت كاتالونيا في كل شيء، وأصبحت المنطقة الاقتصادية الرائدة في اسبانيا مع ما يقرب من 20% من الناتج القومي الإجمالي لهذه المنطقة.
وتعد الحالة الاقتصادية التى تمر بها إسبانيا من الاسباب التى أدت إلى تعميق الأزمة، فسكان كاتالونيا يشعرون بالاحباط فهم يزعمون ان كاتالونيا تقوم بتحويل 20 مليار يورو إلى الحكومة المركزية، وأن هذه التحويلات أدت إلى إفلاس المنطقة ما أجبر حكومة كاتالونيا على وضع خطة انقاذ ففرضت سياسة تقشف الامر الذى أعقبه تدني في الرعاية الصحية، والتعليم، وغيرها من الخدمات.
ويعتقد الكتالونيون المطالبين بالاستقلال ان كاتالونيا أمة لديها تاريخ ولغة وثقافة، وساهم اضطهاد الجنرال فرانكو لشعب كاتالونيا في بداية القرن العشرين بزيادة النزعة الانفصالية لشعب هذا الاقليم، يرى الكتالونيين ان اقتصاد كاتالونيا تضرر كثيرا بسبب سياسات الحكومة الاسبانية وفرضها ضرائب تقدر ب 10% من الناتج المحلي الإجمالي لتصل إلى 20 مليار يورو وفي المقابل ليس هناك استثمارات او خدمات اجتماعية توازي هذه الضريبة الباهظة كما ان هناك عجز في الاستثمار في البنى التحتية.
ويرى بعض المحللون ومنهم رئيس مركز الدراسات الاقتصادية في معهد الحركات الاجتماعية والعولمة، فاسيلي كولتاشوف ، أن الانفصال هو جزء من الأزمة العامة في الاتحاد الأوروبي .
في نهاية سبتمبر الماضي صوت إقليم كاتالونيا لصالح إجراء استفتاء الاستقلال وقد طالب ارتور ماس، رئيس الحكومة المحلية الكاتالونية، بنظام ضرائبي مستقل عن اسبانيا الا ان رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي رفض ذللك بحجة انه يتناقض مع الدستور.