تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
ليس مثل السيد عصام العريان في الولع بالأضواء والحرص على البقاء لأطول فترة ممكنة داخل دائرة الجدل الذي يصنع الشهرة والضجيج، ولأن صدمة 30-6 قاسية موجعة مؤلمة، فقد تخبط العريان بعدها وأصابه الذهول، وأسرف في التصريحات العنترية المجانية في رابعة من ناحية وفي مواقع التواصل الاجتماعي من ناحية أخرى.
آخر ما كتبه العريان يتعلق بالمقارنة بين مصر وإيران، فهو يتطوع بالتأكيد على أن مصر ليست ولن تكون إيران، في إشارة إلى الانقلاب على محمد مصدق مطلع الخمسينيات، ونجاح الشاه في استعادة الأرض التي اكتسبها رئيس الوزراء ذو التوجه الإصلاحي.
هل تجوز المقارنة – مجرد المقارنة – بين محمد مرسي ومحمد مصدق؟ كان مصدق قائدًا لثورة مدنية ضد الاستبداد والقهر والفقر، أما مرسي فركب وجماعته الإرهابية موجة ثورة لم يبشروا بها يومًا. محمد مصدق ثوري في انحيازه للفقراء وحرصه على العدالة الاجتماعية، وهو ما تجلى في قرارة بتأميم النفط الإيراني بعد أيام من اختياره رئيسًا للوزراء بأغلبية ساحقة، أما محمد مرسي فتنحصر رؤيته الاجتماعية في الدعاء بهطول المطر وعلاج أزمة سد النهضة بالحب. عداء مصدق للولايات المتحدة صارم حاسم لا مساومة فيه، ولذلك تآمروا مع الشاه ضده وأزاحوه، أما علاقة مرسي مع أمريكا وإسرائيل فمما يضرب به المثل، ولذلك يتباكى عليه أوباما وتتحسر إسرائيل لغيابه. كان مصدق ديمقراطيًا أصيلاً وعقلانيًا رشيدًا ورجل دولة من طراز فريد، أما السيد مرسي فيكره الديمقراطية مثل الإخوان جميعًا، ولا يملك موهبة إدارة قهوة متواضعة في حي شعبي.
كيف يجرؤ العريان على المقارنة بين مصدق ومرسي؟ ومن أين يأتيه اليقين بأن إزاحة مرسي لن تطول كما هو الحال مع مصدق؟!. الشعب في مصر هو الذي أزاح الطاغية الذي لا يملك من المؤهلات إلا السمع والطاعة للمرشد. في إيران، انحاز الجنرال زاهدي للشاه ضد الشعب، وفي مصر، انحازت المؤسسة العسكرية للشعب ضد مكتب الإرشاد.
العريان، منذ البدء، شخص سطحي تافه محدود الثقافة والوعي، لكنه يسعى في عبثية مضحكة لاستعراض عضلاته الهشة أمام المغيبين في رابعة وغيرها. ولاشك أنه يعتبر الهجوم على محمد حسنين هيكل نصرًا لأنه يتيح لهما أن يقفا- كما يتوهم- في مقابلة ومواجهة، وتغيب عنه حقيقة أن المقارنة بينهما، مجرد المقارنة، ليست واردة، تمامًا كما أن المقارنة مستحيلة بين مصدق ومرسي.
الأمر لا يتجاوز تخاريف الصيام، فضلاً عن تداعيات زلزال30-6، والله سبحانه هو الشافي.