الأحد 13 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الأخبار

المؤتمر الدولي للإنجيليين: الإسلام الأصيل يحافظ على المسيحيين ولا يقبل المواقف المتطرفة

 الدكتور القس اندريه
الدكتور القس اندريه زكي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الدكتور القس اندريه زكي رئيس رابطة الكنائس الانجيلية بالشرق الأوسط، أن الرابطة عقدت مؤتمرها الدولي الثاني بعنوان ”الإنجيليون والحضور المسيحي في المشرق“ خلال الفترة من 10 إلى 12 سبتمبر 2014 بفندق كونكورد السلام – مصر الجديدة - القاهرة.
وأكد للقاء شقّان، تمثل الشق الأول في القيام بزيارات شارك فيها رئيس وأعضاء اللجنة التنفيذية للرابطة وهم الدكتور القس أندريه زكى – نائب رئيس الطائفة الانجيلية بمصر، ورئيس الرابطة ( مصر)، الدكتور القس حبيب بدر – نائب الرئيس ( لبنان)، السيدة روز إنجيلا جرجور – الأمين العام للرابطة ( لبنان)، المطران الدكتور منيب يونان ( رئيس الكنيسة اللوثرية بفلسطين )، القس أديب عوض ( السنودس الإنجيلي بسوريا ولبنان)، الدكتور القس حلمى فهمى قادس – راعى الكنيسة الانجيلية ببورسعيد ( مصر )، والقس الدكتور صفوت البياضي رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر، والقس الدكتور جورج شاكر - رئيس سينودس النيل الإنجيلي بمصر، والقس رفعت فتحي - السكرتير العام لسينودس النيل الإنجيلي،الدكتور القس رياض جرجور ( السنودس الإنجيلي بسوريا ولبنان )، المطران منير حنا أنيس ( مطران الكنيسة الاسقفية بمصر وشمال أفريقيا)، القس فاروق حمو ( الكنيسة الانجيلية بالعراق)، وذلك إلى كل من فضيلة الامام الأكبر شيخ الجامع الأزهر، والمهندس إبراهيم محلب – رئيس مجلس الوزراء.
وقد تناول اللقاءان البحث في كل المواضعات التي تناولها المؤتمر، أيضا أهم مواضيع الساعة التي تشغل عالمنا العربي والشرق أوسطي.

فقد أعرب أعضاء الوفد إلى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، عن ثقتهم وتقديرهم للدور الكبير الذي يقوم به الأزهر في المرحلة الحالية، من خلال وضع كل الآمور في نصابها الصحيح، والعمل على توحيد وجهات النظر بين مختلف الاطراف دون النظر إلى الجنس أو الدين أو العقيدة. كما قام أعضاء الوفد بنقل صورة المسيحيين في العديد من الدول العربية، وما يتعرضون له من انتهاكات نفسية وجسدية على يد المتشددين ببعض البلدان مثل العراق وسوريا وليبيا.

ومن جانبه قدر الأمام الأكبر للحضور نظرتهم إلى الدور التنويري الذي يقوم به الأزهر، لاسيما في مجال دعم العلاقات الإسلامية – المسيحية.كما أكد ما يحدث في المنطقة من قبل بعض الجماعات الإرهابية هدفها المجتمع ككل، مشيرا إلى ضحايا الاهاب من المسلمين يفوق ضحاياه من المسيحيين.
وفى تعليق لفضيلته عن تساؤل طرح " هل للمسيحيين دور في مجتمع الشرق الأوسط؟"، أجاب متسائلا: لقد أصبح اليوم السؤال الذي يطرح نفسه بقوة على الساحة: هل للمسلمين المستنيرين أي دور أو مكان في الشرق الأوسط، في مواجهة هذا الإرهاب التكفيري؟، بعد أن أصبحوا هدفا لهذا الإرهاب. كم شدد فضيلته على أهمية الدور المشترك للمسيحيين والمسلمين في المجتمعات المشرقية، وفى الختام أشاد الامام الأكبر بالموضوعات المطروحة على أجندة الحوار داخل المؤتمر، موضحا أن الأزهر الشريف سوف يقوم بعقد مؤتمر دولي خلال أكتوبر المقبل يشارك فيه علماء دين من مختلف بلدان العالم، يتم من خلال التأكيد على براءة الإسلام مما تقوم به حاليا الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها " داعش"، والحركات الجهادية والتكفيرية الاخرى. أيضا الدعوة إلى التأكيد على أهمية الحياة المشتركة بين المسلمين والمسيحيين، والتي تقوم علاقة الحب والمودة والمنافع المشتركة داخل المجتمع الواحد.

وفى لقائه أعضاء وفد الرابطة، استمع رئيس وزراء مصر المهندس إبراهيم محلب، وفضيلة الدكتور محمد مختار جمعة – وزير الأوقاف إلى المشكلات والهموم التي يتعرض لها المسيحيون في عدد من البلدان على يد جماعات التكفير الإرهابية، وما يدفعهم إلى ترك بلادهم والهجرة إلى خارجها.
وقد أكد معالى رئيس الوزراء أن مصر ستكون دائما قلبا مفتوحا للجميع، محملا أعضاء الوفد برسائل تطمينية بالنيابة عن رئيس الجمهورية المشير عبد الفتاح السيسي قائلا: أنه يعيش هموم المسيحيين في المنطقة، كما يعيش هموم المسلمين أيضا. مؤكدا أن المخاطر مازالت حتى الآن موجودة بمصر، لا سيما بعدما أصبح الإرهاب اليوم صناعة وعلما، لذلك فلا بد من تكاتف الجميع لمواجهته والقضاء عليه.

أما الشق الثاني، وهو المؤتمر ذاته، فقد تركز البحث فيه حول موقف الإسلام والمسلمين من المكون المسيحي في الشرق وماذا يعني للمسلمين أن يعيشوا في دولة واحدة مع مكونات دينية من غير المسلمين -- وأن يتفاعلوا معهم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، وبالتالي ما هي مصلحة المسلمين في بقاء المسيحيين في المشرق ووقف نزيف الهجرة.
أجمع المتحدثون من الباحثين وعلماء الدين الإسلامي في المؤتمر، مثل الدكتور محيى نور الدين عفيفي – الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، والوزير السابق للتنمية الإدارية إبراهيم مهدى شمس الدين " لبنان"، والدكتور الصادق عبد الله الفقيه " الأمين العام لمنتدى الفكر العربي"، والدكتور مصطفى أبو صوى " عميد كليتي الدعوة وأصول الدين والدراسات الإسلامية بجامعة القدس"، والدكتور محمد رضا الاجهورى " أستاذ القانون الجنائي والقانون الإسلامي المقارن بكلية الحقوق والعلوم السياسية بالجامعة التونسية "،على التمييز بين الإسلام كدين، وتصرفات ومواقف بعض من المسلمين هنا أو هناك.
مؤكدين أن الإسلام كدين براء من الممارسات التي تقوم بها المنظمات الإرهابية التي تتخذ من العنف أسلوبا لها، كما أوضحوا بالوقائع التاريخية والمعاصرة أن الإسلام الأصيل "حافظ" على المسيحيين ولا يقبل المواقف المتطرفة التي تتخذها حركات إسلامية وجهات تكفيرية لا تمثل الإسلام الحقيقي، وتغذي العنف والفكر الإقصائي. كما أكدوا أن الدولة وأجهزتها هي المسئول الأول والدائم عن حماية المواطن، وشددوا على تحصين المواطنة على أساس الشراكة في الوطن الواحد، وعلى أن المسيحيين أصيلون في أرض الشرق وليسوا دخلاء عليها، وهم من أصحاب الوطن، وقد قدموا الشهداء دفاعا عنه وما زالوا. كما دعوهم للبقاء وعدم الهجرة والمساهمة في تثبيت الحريات في العالم المشرقي، وحمايتها وضمانها من خلال تطوير الأنظمة السياسية إلى أنظمة ديموقراطية منفتحة.

غير أن المجتمعين اتفقوا أنه لا تكفي إدانة هذه التصرفات والمواقف بالعودة إلى التاريخ، أو بالكلام فقط داخل القاعات المغلقة، بل يجب على الجميع التعاون مع كل القوى السياسية والحكومية والقادرة لإيجاد كل السبل الكفيلة لوضع حد فعلي على الأرض لهذه الممارسات، واتخاذ ما يلزم من التدابير على صعيد التربية والتعليم والإعلام وخطب المنابر وغير ذلك، للتصدي لتلك المواقف التكفيرية التي ترفض التنوع ووقفها.

ثم تتطرق المؤتمر إلى التحديات التي تواجه الإنجيليين المشرقيين، وتواجه شركاءهم الغربيين، في الحاضر والمستقبل. وكانت مداخلات للعديد من الإنجيليين المشرقيين، والغربيين الذين أكدوا على أن الإنجيليين -- أفرادا وكنائس -- مكون ثابت من الجسم المسيحي في المشرق، وأنهم يلتزمون حياة سلام مشتركة مع المسلمين والمكونات الأخرى.
فعلى الرغم من الصعوبات التي يواجهها الإنجيليون، إلا أنهم يسعون باستمرار لبناء جسور تفاهم وتفهّم واحترام متبادل وتعاون، بينهم وبين الكنائس والمجتمعات المسيحية الأخرى من حوله من جهة،ومن جهة أخرى مع أشقاءهم من المسلمين والقوى الفاعلة في العالم العربي والمشرقي حيث يعيشون ويتشاركون الحياة مع الآخرين.
وقد أكد الحضور على إن المجتمعات الإنجيلية المشرقية فاعلة ومؤثرة، وهي وارثة لحركة إصلاح ونهضة أخلاقية واجتماعية وثقافية وتربوية وأكاديمية مشهود لها، وتحمل تاريخا مشرقيا عريقا، ولها مساهمات في ولادة الحس الوطني لدى شعوب المنطقة، ودور بارز بإطلاق حركات التحرر والتغيير والإصلاح والنهضة في الشرق، ناهيك عن العدد الكبير من المدارس والجامعات والمستشفيات والمؤسسات الاجتماعية المختلفة التي أسسوها والتي تخدم المجتمع بلا تمييز.
ونوه المؤتمرون بضرورة إعادة إحياء الدور الإنجيلي المحوري في تنشيط الحركة المسكونية وتوحيد كلمة المسيحيين على أساس وحدة الإيمان والمعمودية وليس على أساس الخوف من الآخر.
وأخيرا، تطرق الشركاء الذين حضروا من الكنائس والمؤسسات الغربية والعالمية إلى مسألة علاقة الإنجيليين بالكنائس والمؤسسات الإنجيلية-البروتستنتية الكبرى في العالم. وأهمية تفعيل وتوسيع مساحات التعاون ومد الجسور بين الإنجيليين المشرقيين والمجتمعات الإنجيلية الغربية الفاعلة والمؤثرة من خلال الرابطة، وذلك لأجل عمل المصالحة وإحلال السلام ومناصرة كل قضية وطنية عادلة ومحقة.