كان الوضعُ في أفغانستان يتمُّ تهيئته
يومًا بعد يومٍ ليشبه ساحةَ الحربِ، وليكونَ مجهزًا ليتناسبَ مع التهمةِ التي سوف
يتمُّ نسبتُها إليه بعد شهورٍ !
فقد
بدأتْ الأعدادُ الوافدةُ غلى أفغانستان تتزايدُ بشدةٍ حتى وصلتْ إلى آلافٍ عدةً في
فترةٍ تقلُّ عنْ الخمسِ سنوات .
ووصلت
المجموعاتُ الإرهابيةُ في أفغانستان إلى أربعَ عشرةَ مجموعةً كلُّ منها مستقلةٌ عن
الأخرى .
ومع
حلولِ العامِ 2000م كانتْ المعسكراتُ العربيةُ قد انتشرتْ في مدنِ أفغانستان
الرئيسيةِ، ولا سيما العاصمةِ: كابل، والعاصمة الروحية لطالبان: قندهار وغيرهما .
وكان
من الضروري ومن أجلِ الحبكةِ الدراميةِ أنْ تعترفَ "طالبان" رسميًا بهذه
المجموعات، وأنْ تربطهم برامجُ تنسيقٍ وتعاونُ مع وزاراتِ الدفاعِ والداخليةِ والاستخباراتِ.
- وكانْ من أبرزِ تلك
المجموعات :
أولًا
: المجموعاتُ العربيةُ: وتشتمل على ما يلي :
1- تنظيمُ القاعدةِ بزعامةِ: "أسامةُ بن لادن" والذي بُويعَ
بيعةَ الإمامةِ !
2- الجماعةُ الإسلاميةُ! المقاتلةُ بليبيا بزعامةِ: "أبو
عبد الله الصادق"، والذي قاتل أميرها فيما بعد "عبد الحكيم بلحاج"
تحتَ إمرةِ الناتو في ليبيا .
3- الجماعةُ الإسلاميةُ! المجاهدةُ! في مُراكشِ المغربِ، وأميرُهم يدعى
"أبو عبد الله الشريف".
4- جماعةُ الجهادِ! المصريةِ بزعامةِ "أيمنِ الظواهري".
5- الجماعةُ الإسلاميةُ! المصريةُ..
6- تجمعُ المجاهدين! الجزائريين.
7- تجمعُ المجاهدين! من تونس.
8- تجمعُ المجاهدين! منْ الأردنِ وفلسطين بقيادةِ "أبي
مصعب الزرقاوي".
9- مُعسكرُ خِلْدِنْ – قيلَ إِنَّ معناهُ "خالد بن
الوليد" بلغةِ البشتو وهي لغةٌ أفغانيةٌ- ومعسكرُ خِلْدِنْ مِنْ أقدمِ
المعسكراتِ العربيةِ، ويعودُ تأسيسُه إلى مرحلةِ مكتبِ الخدماتِ والشيخِ "عبد
الله عزام"، وأميرُهُ هو "ابن الشيخ الليبي" واسمُه "صالح
الليبي" ويعاونُه "أبو زُبيدة" وهدفُه القتالُ في كلِّ مكانٍ، وقدْ
بلغَ عددُ مَنْ تدربوا فيه العشرين ألفًا .
10- مُعسكرُ الشيخِ! "أبو خبابٍ المصري" وهو معسكرٌ تدريبيٌ
عامٌ متخصصٌ في التدريبِ على تصنيعِ المتفجراتِ والكيماويات واستخدامها.
11- مجموعةُ معسكرِ "الغرباء".
ثانيًا:
المجموعاتُ غيرِ العربيةِ :
1- المجاهدونَ! الأوزبك: وهم أكثرُ المجموعاتِ عددًا وهدفُهم
نقلُ القتالِ إلى أوزباكستان للإطاحةِ بنظام "كريموف" الشيوعي، وقد
بايعَ أميرُهم "محمد طاهر جان" الملا "محمد عمر" بيعةَ
الإمامةِ!
2- المجاهدونَ! من تركستانَ الشرقيةِ المحتلةِ من قِبَلِ الصينِ
وكانتْ مجموعةً محدودةً مكونةً مِن المهاجرين هربًا من الاحتلالِ الصيني وقد
بايعوا الملا "محمد عمر" بيعةَ الإمامةِ! وقد طلبَ منهم الملا
"عمر" وقفَ القتالِ ضدَّ الصينِ نظرًا لحاجةِ طالبان لعلاقاتٍ جيدةٍ مع
الصينِ فالتزموا بذلك !!!
3- المجاهدون! الأتراك: وهم مجموعةٌ محدودةٌ مِنَ الأكرادِ والتركِ
وكان برنامجُهم محضُ تدريبي وسري .
كان
خلقُ هذا الواقعِ مقصودًا لذاتِه منْ أجلِ إلصاقِ التهمةِ بتنفيذ العمليةِ التي
ستحدثُ في العامِ التالي لهذه الأحداثِ وهو الحدثُ الإرهابيُ الأكبرُ في العصرِ
الحديثِ، وما اُصْطُلِحَ على تسميتِهِ "أحداثَ الحادي عشرَ من سبتمبر "
بالتنظيمِ الإرهابيِ المتمركزِ في أفغانستان ويُعِدُ العدةَ لمحاربةِ أمريكا، ومِنْ
ثَمَّ خلقُ المبررِ لاحتلالِ أفغانستانَ والوجودِ بالقربِ مِنَ الهندِ والسيطرةِ
على سلاحِ باكستان النووي، بالإضافةِ إلى الاقترابِ مِنَ الصينِ وروسيا، ثم اتخاذِ
ذلك منطلقًا للانتقالِ إلى الشرقِ الأوسطِ بعدَ ذلك .
وفي
المَقَالِ القادمِ ... للحديثِ بقية ... إنْ شاءَ ربُّ البرية .
