الخميس 05 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

"بدع" الإخوان.. و"بدع" ضياء رشوان!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إن جاز لى أن أضيف لمعلومات السيد رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى، بشأن ما كشفه عن انطلاق فضائيات ومواقع صحفية بتمويل قطرى – تركى – إخوانى، تستهدف بلبلة الرأى العام المصرى؛ أن هناك مواقع أخرى تدشن حاليًا لذات الغرض وبنفس جهات التمويل فى قلب القاهرة.
"البدع" أحدث تلك المواقع التى يتم تأسيسها الآن من داخل إحدى شقق شارع علي بن أبى طالب المتفرع من شارع جزيرة العرب بحى المهندسين، ويقوم عليه رجال الهارب أيمن نور فى مصر وقطر، ويجرى استقطاب عدد غير قليل من شباب الصحفيين استغلالًا لوطأة البطالة المتفشية بين أبناء المهنة بسبب سرطان "الشللية".
ويصحب الإغراء المادى وتوفير فرصة العمل، التى عزت فى الصحف المصرية، وعود بحيادية الموقع وإخفاء الأسماء الحقيقية للصحفيين إن أرادوا حماية لهم من ترصد الأجهزة الأمنية.
هذا "بدع" الإخوان وتابعهم نور، لكنه سيدى الرئيس ليس أخطر من بدع الأستاذين الكبيرين ضياء رشوان نقيب الصحفيين، وجلال عارف رئيس المجلس الأعلى للصحافة، فليس كمثل بدعهما فى البلاد بدع وهو ما يخفى عليكم حتمًا.
فى اللقاء الأخير الذى جمع السيسى مع ثلة من رجال الصحافة والإعلام أسهب الرئيس وأكد على أهمية وحساسية دور الصحفيين والإعلاميين فى توعية الناس وتنويرهم بحقيقة ما نواجهه من تحديدات، بل وحرب من أجل الوجود ذاته، ومع ذلك سكت الجميع عن مصارحة الرئيس بحقيقة أوضاع الصحفيين المهينة وتعمدوا إخفاءها.
كلنا يذكر عبارة السيسى الشهيرة "الزعيم عبدالناصر كان محظوظًا بإعلامه" لكنك سيدى الرئيس لا تعلم أن نقيب الصحفيين ورئيس مجلسهم الأعلى قد صارا من حيث لا يدريان مقاولى أنفار، أو بالأحرى من أكبر موردى العمالة للصحف والفضائيات الإخوانية والقطرية، بامتناعهما عن مواجهة مشكلة غلق عدد من الصحف الحزبية وفصل عشرات الصحفيين من الصحف الخاصة، بل إنهما تراجعا عن كل الشعارات التى حملاها فى الماضى دفاعًا عن كرامة الصحفى وحقه فى العمل وفق شروط مهنية ملائمة.
قبل ثلاث سنوات تقريبًا توقفت عدد من الصحف الحزبية عن الصدور بسبب نزاعات حزبية وصلت إلى ساحات القضاء كان أبرزها صحيفتى العربى الناصرية والأحرار، وترتب على ذلك تعطل وتشريد أكثر من مائة صحفى لم يجدوا آذانًا صاغية لدى النقيب الإخوانى السابق ممدوح الولى، ولا أحمد فهمى رئيس مجلس الشورى فى حينها، وكان تبرير الولى أن الصحف القومية تعانى الأمرين، وليس بوسع 55 إصدارًا حكوميًا استيعاب مائة صحفى وإنقاذ أسرهم من العوز والحاجة.
المفارقة سيدى الرئيس أن الأستاذ الكبير جمال فهمى، وكيل النقابة، دعّم الصحفيين المتعطلين وطالبهم بالتمسك بحقهم فى العمل أولًا والتوزيع على المؤسسات القومية المملوكة للشعب والدولة وليس لنظام الإخوان أو مكتب الإرشاد، حسب تعبيره آنذاك.
وتم استثمار هذه الأزمة انتخابيًا، فأيّد الجميع ضياء رشوان وقائمته، لكن سبحان مقلب القلوب ومغير الأحوال، فنفس التبريرات التى ساقها الإخوانى ممدوح الولى، راح يرفعها الناصرى ضياء رشوان، وصمت جمال فهمى عن الكلام المباح، وكأن الأمر لا يعنيه.
بل إن الأستاذ ضياء، الذى امتنع فى حضرتكم عن طرح مشكلات الصحفيين، راح يزايد عليهم بقوله "اعتصموا فى مكتبى وأنا معكم" واكتفى بصرف إعانة قدرها 750 جنيهًا لمدة أربعة أشهر فقط، وألقى بكرة اللهب المشتعلة فى حجر رئيس المجلس الأعلى للصحافة الذى ركلها فيما يبدو إلى بحر النسيان والتجاهل.
قبل أيام فقط قامت بعض الصحف الخاصة من بينها المصرى اليوم والشروق واليوم السابع والتحرير، بفصل عشرات الصحفيين ولفظتهم إلى شارع البطالة والجوع، ومع ذلك نقابتنا لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم ومجلس إدارتها الموقر يضم أعضاءً طالما تقدموا باقتراحات ومشروعات لحماية الصحفيين من شبح البطالة والفصل المتعسف وإعادة هيكلة أجورهم، كان ذلك فقط للمزايدة على نقيب النقباء وشيخ مشايخ المهنة مكرم محمد أحمد، وهذا ما يتأكد اليوم، فلم يفعل رشوان ومجلسه الحنجورى شيئًا مما كانوا يطالبون به، ولم يفوا بحرف واحد من شعاراتهم، ولم يختلف أداؤهم عن مجلس الإخوان برئاسة الولى.
سيدى الرئيس، ماذا لو خُيّر أحد الصحفيين المتعطلين بين شبح الجوع وشارع الصحافة القطرية، بينما نقيبهم المناضل يعبس فى وجهه ويعرض عنههم؟!.
ماذا بإمكان صحفى لا يجد قوت يومه وهو فى الأربعين، وأعضاء مجلس نقابته مشغولون بمصالحهم الشخصية ونسوا همه، وسوق العمل لا يعترف سوى بالشللية، وأصبح رؤساء التحرير يحتكرون الوظائف فى صحفهم والفضائيات التى يعملون بها للمحاسيب والأصدقاء؟!.
ماذا نفعل بهؤلاء الصحفيين، أنذبحهم "ونخرطهم للوز" أم ننتظر أن يدفعهم "بدع" رشوان للعمل فى "بدع" الإخوان، والترويج لأكاذيب تركيا وقطر ثم نتهمهم بالعمالة؟!.