الأحد 20 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

محافظات

فلاحو بني سويف يستغيثون لإنقاذ أراضيهم من «البوار» ومياه الصرف

 مياه الرى
مياه الرى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعاني محافظة بنى سويف، معاناة شديدة من نقص مياه الري، مما يؤثر علي إنتاجية المحصول ويؤدي إلي بوار آلاف الأفدنة، فمسئولو الري يرددون إن المنيا تسرق مياه بني سويف، مما يؤثر علي الزراعات.
تبلغ إجمالى المساحة المنزرعة فى محافظة بني سويف (264451) فدان، كما يبلغ إجمالى مساحة الأراضى القابلة للاستصلاح إلى مايقرب من 51921 فدانا، ورغم ذلك لا تكاد تخلو قرية من قرى الريف في محافظة بني سويف من نقص مياه الري، والعطش.
ويقف الفلاح السويفي عاجزا أمام نظام الري فهو عبارة عن منوبات عشرة أيام تغيب فيها المياه، وخمسة أيام توجد بها المياه، ولكن المياه لاتصل إلى نهايات الترع والأفرع، ذلك بسبب انسداد المواسير بالقمامة، مما يضطر الفلاح إلى استخدام الأبيار الإرتوازية لسحب المياه من باطن الأرض، ما تؤدي إلى تمليح التربة وتقليل المحصول، وفى بعض الأماكن يضطر الفلاحون إلى استخدام مياه الصرف الصحى والصرف الزراعى، فيققومون برى أراضيهم بمياه الصرف الصحى نظرا ْللنقص الحاد فى مياه الرى.
وقال المهندس الزراعى مصطفى على عبدالحميد إن أضرار استخدام ذلك يهدد أراضيهم بالبوار وأيضا يؤدى إلى وجود أملاح عالية بالتربة، وتوجد بها عناصر سامه تؤثر على ثمار النباتات، وتلوثه مما يؤدى إلى قلة المحصول الذى يعتمدون عليه بصفه أساسية فى توفير قوت يومهم وتوفير احتياجات أسرهم، ونتجه لذلك أيضا يتم زراعة عروة واحدة بدل من ثلاثة، ورغم أنه توجد مسافة بين بعض الأراضى والنيل حوالى 2 كيلو ومع ذلك يتم زراعة عروة واحدة فى الشتاء نتيجة لعدم وجود المياه أما فى الصيف فلن يتم الزراعة لعدم وجود المياه، رغم إنها أراضى من أخصب الأراضى فى مصر، لذلك يطالب الفلاحون بإزالة المواسير وعمل لهم مواسير فى هيئة بوكسات وأن يقوم الرى برفع القمامة.
ويعاني أهالي قرية الشيخ علي التابعة لمركز بني سويف من مشكلة نقص مياه الري وأصبحت الأرض الزراعية هناك مهددة بالبوار بسبب ارتفاع نسبة الأملاح في التربة، وقال سعيد عبد الله: إن أكثر من 150 فدانًا زراعيًا تعد من أجود الأراضي الزراعية مهددة بالبوار، إن لم تكن بارت بالفعل بسبب ارتفاع نسبة الأملاح.
ويعاني مزارعو قرية الشقر التابعة لمركز الفشن جنوب المحافظة، من نقص في مياه الرى رغم توافر العديد من الترع الفرعية، وذلك بسبب تجاهل المسئولين بالري تنظيف نهايات الترع وصيانة مواسير الصرف المغطى التى تتسرب مياهها منذ سنوات إلى المصارف الخاصة بمصاف الزراعات، وقد اعتاد الأهالي على ري أراضيهم على المياه الجوفية التى يرفعونها من أسفل الأرض فتكون مختلطة بمياه الصرف الصحي، مما أفقد آلاف الأفدنة خصوبتها، كما تعانى العديد من بيوت القرية من الغرق بمياه الصرف الصحي.
ويقول فايد عبدالعظيم، عامل: إن فرع 3،2،1 من مسقى ملاطية مغاغة الموجود على خريطة الرى المصرية لا تصله المياه منذ 3 سنوات، وكان مخصصا لتغذية مجلس قروى الفنت الشرقية والتى تضم 20 ألف فدان، مما اضطر الفلاحين لرفع المياه من أسفل الأرض بمواتير ارتوازية، وهذه المياه المليئة بالأملاح والصرف الصحي تسببت فى بوار الأرض وقدمنا شكاوى عدة مرات ولم نجد سوى أذنا من طين والأخرى من عجين.
كما أن هناك تهديد ببوار4 آلاف فدان بقرى شنرا ودلهانس والجفادون والجمهود التابعة لمركز الفشن بسبب عدم وصول مياه الرى إلى ترعة الحريقة.
ويتهم مزارعى بنى سويف، مزارعو محافظة المنيا بأنهم يغلقون حجز ساقولة الذى يغذى ترعة الحريقة التى تمر لمسافة 8 كيلو مترات فى مركز الفشن وتقع الأراضى فى نهايتها، وهو ما يتسبب فى عدم وصول المياه إليها، لدرجة أن الأهالى لجأوا إلى رّيها باستخدام جراكن مياه الشرب.
نتيجة النقص الحاد في مياه الري يعتمد الكثير من المزارعين على مياه الصرف الصحي لري أراضيهم مما يهدد أبناء المحافظة بالإصابة بأمراض السرطان والفشل الكلوي.

ونجد ترعة "بليفيا" الموجودة ب "قرية باها وإبشنا والحاجر والسعادنة وأبوصير وبهبشين" فالترعة شبه جافة وتغطيها الحشائش والحيوانات النافقة وأضطر الأهالى لدق طلمبات لجلب المياه الجوفية فيما يلجأ بقية الفلاحين للسقاية من مصرف المحيط الموازي لترعة بليفيا.

أما ترعة "قلة" تمر في الجهة المقابلة لترعة "بليفيا" بكل من "قرية باها وإبشنا والحاجر والسعادنة وأبوصير وبهبشين" لري الأراضي الزراعية الواقعة غرب تلك القري عن طريق ثلاثة أفرع ومع انسداد أهم وأكبر فروعها وهو فرع "باها 1" المغطي بسبب ضيق المواسير وامتلائه بالقاذورات والحيوانات النافقة حيث إن مديرية الري لم تقم بتركيب مصاف شبكية تسمح بمرور الماء وتمنع المخلفات الأخرى مما يحرم آلاف الأفدنة من ماء الري واعتمادها علي مشاريع الصرف المجاورة لأراضيهم وتقوم مديرية الري بالمحافظة بسحب الماء عن طريق طلمبات رفع عملاقة من مصرف المحيط وتضخها بترعة "قلة" لتزيد من منسوب المياه القليل المخصص للسقاية وهذه المياه لا تصلح لري الأرض وتسبب السرطان والفشل الكلوي للأهالي فالمياه مليئة بالمبيدات ومخلفات القري وماء الصرف الصحي المفرغ بالمصرف في ظل غياب الرقابة.

ورغم أن أكبر أتساع للنيل فى بنى سويف إلا أن ريقها ناشف ،فقد حرم فلاحو قرية محجوبة من رؤية مياة الرى بعد أن ترك مسئولي الري ترعة باها القديمة بدون مياه لسنوات مما تسبب فى بوار 180 فدان بالقرية فقط ناهيك عن المئات بالقرى المجاورة خاصة بعد سقاية تلك الأراضى بمياه تصافى الزراعات الملوثة والمياه الجوفية وأصبحت تلك الترعة عبارة عن حفرة كبيرة جافة منذ سنوات تمر وسط القرية لتربية القوارض والثعابين والفئران بها.

ولكن على عكس ما سبقت، خرجت مياه الصرف الصحي بشرق النيل ببني سويف عن السيطرة، وغمرت أرض جمعية النيل التى توجد بشرق النيل ببنى سويف، واجتاحت أراضي جمعية النيل المكونة من 5000 فدان ثم دمرت مباني ومنازل بمنطقة سنور بشرق النيل، وسيتم الانتهاء قريبًا من تنفيذ مشروع الغابة الشجرية، التي ستستوعب كل كميات مياه الصرف بمنطقة شرق النيل، وتنتهى هذه المشكلة.