السبت 05 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

بالمستندات.. ننشر تفاصيل مخطط الإخوان للسيطرة على ليبيا‎

مخطط الإخوان للسيطرة
مخطط الإخوان للسيطرة على ليبيا‎
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد وقوع العاصمة الليبية طرابلس بعد حوالي شهر من المواجهات العنيفة تحت سيطرة ما يسمى "قوات فجر ليبيا"، وهي ميليشيات مدينة مصراتة والكتائب الإسلامية المتحالفة معها، بات الإخوان المسلمون يسعون إلى إيجاد مخارج سياسية لتفعيل جسم جديد يعوض عمل المؤتمر الوطني المنتهية شرعيته، وذلك من خلال إحياء "مجلس شورى ثوار" طرابلس.
ويضم مجلس شورى طرابلس، حسب التسريبات، المهدي الحاراتي عميد بلدية طرابلس وأمراء الكتائب وبعض قيادات الإخوان وقيادات الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة وكذلك تنظيمات سلفية.
ويأمل الإخوان في أن يكون لمجلس شورى ثوار طرابلس القيادة الحقيقية التي تنفذ الخطط وتحكم السيطرة العسكرية والأمنية والمدنية والسياسية على العاصمة.
ويبدو أن الإخوان المسلمين وتنظيماتهم قرروا السيطرة على المدن الكبرى بتأسيس مجالس شورى ثوار في كل المدن الليبية.
ولإحكام سيطرتهم باسم الشرعية الثورية تم تأسيس مجالس شورى الثوار في مدن تعيش صراعات مسلحة مثل بنغازي وطرابلس وسبها والزاوية.
ويعمد الإخوان وكل التنظيمات الجهادية والسلفية والمليشيات الموالية لهم إلى الحديث باسم "الثوار" مستغلين قبول هذه المفردة في الخارج .
كما يتم تسويق أن ما يحدث في يحدث في ليبيا هو ثورة مضادة من أزلام النظام السابق وهم يقفون في وجه ذلك في محاولة للتغطية على أجندتهم الخفية.
وفي ذات السياق اعترف التنظيم الإخواني بشرعية البرلمان المنتخب التي يتخذ من مدينة طبرق مقرا له حتى لا يتهموا أنهم ضد الشرعية ليفرضوا على البرلمان إشراكهم في الحوار.
وعلى صعيد متصل، تنقسم الخارطة العامة للصراع الليبي إلى 4 قوات من الناحية البشرية، قوة تريد تصحيح ثورة 17 فبراير بمفهوم إسلامي، يقودها الإخوان المسلمون وأنصار الشريعة، وقوة أخرى تريد تصحيح ثورة 17 فبراير بمفهوم علماني يقودها محمود جبريل وقبيلة الزنتان واللواء خليفة حفتر قائد عملية الكرامة.
وثالث قوة لاتؤمن بفبراير وتعمل على عودة الجماهيرية كنظام سياسي، ويقود هذا التوجه أسرة معمر القذافي وبعض أعضاء مكاتب اللجان الثورية.
أما رابع قوة فتعتبر أن ثورة 17 فبراير مؤامرة على الشعب الليبي ولا ترغب في العودة إلى الماضي بل تسعى لصناعة وضع سياسي جديد يستوعب كل الليبيين مع استبعاد رموز فبراير وسبتمبر ويقود هذه القوة مجموعة من الميدانيين.
وهؤلاء ليس لهم انتماءات سياسية أو عقائدية، هدفهم فرض الأمن على كامل التراب الليبي بالقضاء على المتطرفين والمجرمين.
وجاءت الهزيمة المفاجئة التي أجبرت كتائب قبيلة الزنتان على إخلاء مواقعها في مطار طرابلس العالمي، الذي سيطرت عليه قوات مصراتة ضمن ما يسمى بعمليتي "فجر ليبيا" و"قسورة"، لتغير كفة الصراع وموازين التحالف القبلي داخل ليبيا.
ويعود انسحاب مقاتلي الزنتان رغم دفاعهم الشرس إلى انهيار بعض المحاور القتالية التي كانت تحت إدارتهم، كوزارة الداخلية ومعسكرات حمزة واليرموك والنقلية والقعقاع والصواعق وجمعية الدعوة الإسلامية، التي كانت تستغل كمقر للعمليات الرئيسية ومقر رئاسة الأركان بالفروسية، كذلك مقر الحسابات العسكرية والإمداد والذخيرة بمنطقة طريق السواني.
وهذه الجبهات انهارت إثر انسحاب مقاتلي منطقة الرجبان (سكانها بربر غير متعصبين) الذين كانوا إلى جانب جارتهم وحليفتهم قبيلة الزنتان حين علموا بانضمام مقاتلي مدينة نالوت إلى مليشيات مصراتة، وذلك خوفاً من هجوم مباغت علی مدينتهم.
ونالوت أو لالوت مدينة أمازيغية متعصبة للبربر يسيطر عليها الإخوان المسلمون، لا تؤمن بوجود العرب في ليبيا، وهي مركز "محافظة نالوت" في "جبل نفوسة" تقععلى بعد 276 كيلومتراً عن العاصمة طرابلس، وتعادل قوتها العسكرية والبشرية قوة قبيلة الزنتان بالجبل الغربي، لذلك استشعرت الزنتان كمدينة الخطر الذي قد يحل بها فتراجع رجالها من المعركة.
ويضم الجبل الغربي مجموعة من القرى والمدن العربية والبربرية تمتد من مدينة غريان شرقاً إلى نالوت غربا.
كما أن عدم استجابة قبيلة الزنتان لمطلب تسليح القبائل الليبية ومدّهم بالذخيرة كان السبب وراء رفض المقاتلين من أبناء القبائل الانضمام والقتال إلى جانب الزنتان.
أما دخول بعض المجموعات من أبناء القبائل لهذه المعركة فقد كان بحكم الجغرافيا ودفاعا عن عائلاتهم وبيوتهم شرق مدينة العزيزية مركز قبيلة ورشفانة ومنطقة قصر بن غشير الواقعة بطريق مطار طرابلس.
وقد انخرطوا في القتال بأسلحة بسيطة دون دعم رغم الوعود، ولكن عند احتلال قسورة لعدد من مواقع الزنتان صادروا كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، وهذا دليل على سوء نية الزنتان كما يتردد.
كما أن وجود ذخائر ومعدات عسكرية في مقرات الزنتان بطرابلس واستيلاء قسورة عليها دليل على أنه لم يكن انسحابا تكتيكيا كما يروج له بل هو هزيمة عسكرية، بحسب خبراء الحرب.
ذلك أن محور المعركة كان معقدا، الأمر الذي جعل من الزنتان ثمرة سهلة القطف، فمن الشرق قسورة ومن الشمال فرسان جنزور الموالون لعملية قسورة ومن الجنوب ثوار مدينة غريان الموالين لقسورة أيضاً ومن الغرب مليشيات مدينة الزاوية الموالية لقسورة.
ويرى خبراء عسكريون أن قيادات المعركة لم يوفقوا في التخطيط الميداني، إذ فتحوا أكثر من جبهة في الوقت الذي كان بإمكانهم تأجيل معركة منطقتي جنزور والزاوية إلى حين ردع قسورة من شرق طرابلس.
كما أن خروج الزنتان من العاصمة طرابلس جعل ورشفانة شبه محاصرة وهي تتلقى الضربات كل ليلة.
وتُصنف قبيلة ورشفانة وأهم مدنها العزيزية من أكبر القبائل الليبية، وتسمى أيضا بـ "السبع طبول" أي سبع قبائل ولكل قبيلة طبل يُدق أيام الحرب، وينتشر سكانها في مساحة جغرافية واسعة جداً جنوب غرب طرابلس، كما تعرف بمنطقة سهل جفارة.
ويبلغ تعداد قبيلة الزنتان حوالي 35 ألف نسمة وهي قبيلة بدوية كانت لها تحالفاتها الوثيقة مع باقي القبائل البدوية في الغرب والجنوب الليبي، لكنها فقدتها إثر إعلان نضمامها لجبهة 17 فبراير.
وقد سعت الزنتان إلى ترميم علاقاتها طوال الثلاث سنوات الماضية، لكنها لم تفلح بسبب انقسامها إلى ثلاثة تيارات.
تيار مع كل من محمود جبريل رئيس الوزراء السابق، وعثمان مليقطة آمر لواء القعقاع المتواجد منذ حوالي سنة بعمان، عاصمة الأردن، للعلاج إثر محاولة اغتيال.
أما التيار الثاني فهو موال لأسامة جويلي وزير الدفاع السابق، وتيار ثالث يحن إلى النظام السابق بعد خسارة حلفاء الأجداد.
أمام هذه التحالفات، وجدت باقي قبائل الزنتان حالها في عزلة اجتماعية، وهناك من ناصب العداء لقبائل الأمازيغ ليخسروا أكبر حليف يمثل 17 فبراير.
واليوم، وبعد المناورات السياسية والعسكرية الفاشلة، لم تنجح قبيلة الزنتان في أن تكون قاطرة العبور الآمن إلى حضن القبائل، وكانت جوادا خاسرا لمن راهن عليها ودعمها من القوى الخارجية.