تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ365 تواليًا، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 95% من السكان.
وواصلت طائرات الاحتلال ومدفعيته غاراتها وقصفها العنيف على أرجاء متفرقة من قطاع غزة، مستهدفة منازل وتجمعات النازحين وشوارع، موقعة عشرات الشهداء والجرحى.
وأطلقت آليات الاحتلال شمال غرب مخيم النصيرات نيران كثيفة تجاه منازل المواطنين، فيما استهدفت غارة جوية مخيم البريج، كما نسفت مباني سكنية شمالي مخيم النصيرات، فيما أطلقت آليات الاحتلال النار باتجاه المناطق الشمالية للمحافظة الوسطى بقطاع غزة.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، بأن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 3 مجازر بحق العائلات الفلسطينية في قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، وقالت وزارة الصحة بغزة في تقريرها الإحصائي، إن مشافي قطاع غزة تعاملت مع 89 شهيدا و66 جريحا مصاباً، ووفقا للصحة الفلسطينية أرتفعت حصيلة حرب الإبادة المتواصلة على غزة منذ نحو عام إلى 41 ألفًا و825 شهيدا، بالإضافة لـ 96 ألفًا و910 جريحا، وذلك منذ 7 أكتوبر 2023.
وشنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة طالت 25 مواطنا على الأقل من الضّفة، بينهم طفل، وأسرى سابقون، ورافق عمليات الاعتقال والتحقيق الميداني اعتداءات وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إضافة إلى إطلاق النار بشكل مباشر بهدف القتل، وعمليات التخريب والتدمير الواسعة التي طالت منازل المواطنين.
وأعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 11 ألف و100 مواطن من الضّفة بما فيها القدس، منذ بدء حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة.
وصرحت ماري روبنسون، أول امرأة تتولى رئاسة أيرلندا، إن إسرائيل تتحرك في منطقة الشرق الأوسط دون عقاب.
وأضافت في حديثها لإذاعة "Radi1" التابعة لهيئة البث والإذاعة الأيرلندية، إن “العالم يراقب إسرائيل وهي تتجاوز جميع الخطوط الحمراء وترتكب انتهاكات مروعة للقانون الدولي".
وأوضحت أن الولايات المتحدة تمتلك الورقة الوحيدة القادرة على إجبار إسرائيل للانصياع ووقف إطلاق النار، داعية واشنطن لوقف تزويد تل أبيب بالسلاح.
وترى روبنسون، أنه إذا توقفت الولايات المتحدة عن تزويد إسرائيل بالأسلحة، فإن أوروبا ستحذو حذوها كذلك.
وانتقدت رئيسة أيرلندا السابقة، إفلات إسرائيل “بطريقة أو بأخرى من عقاب جرائهما في غزة. ولم تشعر أنها دفعت الثمن”.
ويُذكر أن روبنسون، تتولى حاليا منصب رئيسة منظمة “الحكماء” الدولية (غير حكومية)، والتي أسسها رئيس جنوب أفريقيا الأسبق نيلسون مانديلا، عام 2007 لتضم زعماء كبار وشخصيات شهيرة عالميا.
وقالت المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الانسان في فلسطين فرانشيسكا البانيز، "إن اسرائيل تسعى للقضاء على الفلسطينيين عبر التصعيد الدائم للعنف والقتل، وما يحدث في فلسطين لا يمكن وصفه، وهو أكثر من الإبادة الجماعية".
وشددت البانيز في حديث عبر تلفزيون فلسطين، على ضرورة تحمل الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة مسؤولياتها تجاه الفلسطينيين، ووقف الإبادة الجماعية التي ترتكب بحقهم، محذرة من خطورة تفاقم الأوضاع في حال عدم تحمل كافة الأطراف مسؤوليتها تجاه ما يحدث في الأراضي الفلسطينية.
وأكدت أهمية إجبار الدول على احترام القانون الدولي وتطبيق قراراته، ووقف الإبادة الجماعية بحق أي شعب في العالم، مشيرة إلى أن المجتمع الدولي فشل في تطبيق ذلك، كما أن الدول الغربية تغض النظر عن الجرائم التي ترتكبها اسرائيل ضد الفلسطينيين.
ولفتت إلى أن القضية الفلسطينية عادت لتصبح في صدارة المشهد الدولي، كما أننا نشهد ازديادا واضحا في الأصوات الداعمة للحقوق الفلسطينية، مشيرة إلى خسارة الكثير من الأحزاب الأوروبية في الانتخابات، نتيجة عدم دعمها لوقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة.