الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

تعطل إمدادات الغاز الروسي قد يضع إيطاليا في مأزق

 الغاز الروسي
الغاز الروسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ستواجه إيطاليا صعوبات في توفير احتياجاتها من الطاقة في الشتاء إذا تسبب صراع روسيا مع أوكرانيا في تعطيل إمدادات الغاز وانزلقت ليبيا في الفوضى وهو ما يشكل خطرا على تعاف اقتصادي هش بالفعل عقب سنوات شهدت ركودا وتباطؤا في النمو، وفي ظل وقوع إيطاليا بين مطرقة انخفاض واردات الغاز من شمال أفريقيا وسندان اعتمادها المتزايد على روسيا تتضمن خطط الطوارئ التي أعدتها روما تحسبا للتوقف التام للتدفقات القادمة عبر الأراضي الأوكرانية استخدام المخزونات وترتيب شحنات طارئة عالية التكلفة وإجبار الصناعات الثقيلة على خفض إنتاجها.
وتعتمد إيطاليا على الواردات في تلبية احتياجاتها من الغاز الذي تستخدمه في تشغيل نحو نصف محطات الكهرباء وهو ما يثير مخاوف من أن يؤدي الصراع بين روسيا وأوكرانيا والعقوبات المتبادلة بين الغرب وموسكو إلى تعطيل إمدادات شركة جازبروم لأوربا.
وقال ليوناردو ماوجيري، المدير السابق للإستراتيجية في شركة إيني الإيطالية العملاقة والذي يعمل حاليا بكلية هارفارد كنيدي "إنها مشكلة، في الأجل القصير لا يوجد أمام إيطاليا بديل للغاز الروسي".
وفي عامي 2006 و2009 تسببت خلافات على الأسعار بين روسيا وأوكرانيا التي تضخ نصف إمدادات موسكو من الغاز إلى أوربا في تعطل الإمدادات على نطاق واسع وهو ما دفع إيطاليا إلى اللجوء لإجراءات الطوارئ التي تضمنت استعمال احتياطيات الغاز الإستراتيجية.
وتشكل شمال أفريقيا أيضا مخاطر بالنسبة لإيطاليا، فبالرغم من ارتفاع إنتاج ليبيا من النفط والغاز في الآونة الآخيرة يخشى المستوردون الإيطاليون توقف الصادرات مع تصاعد العنف.
وتشتد المخاطر هذا العام بعد أن دفع خفض الأسعار إيطاليا لزيادة نسبة الواردات الروسية إلى 49 بالمئة من إمداداتها في النصف الأول من العام مقارنة مع 41 بالمئة في 2013 و32 بالمئة في 2012.
وفي الوقت نفسه دفعت تخمة المعروض من الغاز الروسي المشترين الإيطاليين إلى العزوف عن صفقات بديلة للإمدادات الأمر الذي قلل الخيارات المتاحة أمام إيطاليا.
وعلقت أديسون عقدها مع شركة سوناطراك الجزائرية الحكومية التي تحتكر قطاع الغاز بينما باعت شركة أنيل بعضا من شحنات الغاز الطبيعي المسال القادمة من نيجيريا إلى مجموعة "بي.جي" البريطانية في حين قلصت ايني وارداتها من الجزائر إلى النصف وقد تتكبد تكاليف إضافية إذا طلبت المزيد من الغاز.
* الجزائر مفتاح الحل:
وفي ظل الخطر الذي يهدد الواردات الروسية والليبية صارت الجزائر هي مفتاح تأمين الإمدادات، وقال ماسيمو دي أودواردو المحلل المختص بشئون الطاقة لدى وود ماكنزي "إذا أتاح الاتفاق بين سوناطراك وإيني عودة الغاز الجزائري إلى إيطاليا فإن تعطل الإمدادات الروسية لفترة طويلة لن يكون له تأثير كبير لكن غياب الإمدادات الجزائرية قد يزيد من المصاعب".
كانت الجزائر أكبر مورد للغاز إلى إيطاليا لكن تزايد الطلب المحلي وتباطؤا الإنتاج فضلا عن جاذبية أسواق الغاز المسال الآسيوية أدى إلى هبوط إمداداتها لإيطاليا بنسبة 40 بالمئة في العام الماضي.
لكن بعض المحللين يقولون، إن إيطاليا تستطيع زيادة واراداتها من الجزائر بسهولة نسبية إلا أنها ستدفع ثمنا أعلى، ومن بين الإجراءات البديلة الأخرى التي تهدف إلى تجنب أزمة في الإمدادات الاستعانة بواردات الغاز المنقولة بحرا واللجوء إلى المخزونات والتحول إلى استخدام مزيد من النفط والفحم.