الخميس 27 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

ثناء أنس الوجود: رواية «السلفى» تدحض مقولات السلفى المتشدد

رواية  السلفى
رواية " السلفى "
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قالت الدكتورة ثناء أنس الوجود: إن رواية " السلفى " تعتمد على ٢١ عتبة قسم فيها الكاتب روايته. مؤكدة خلال مناقشتها لرواية " السلفى " مساء أمس بورشة الزيتون ، أن كلمة عتبة تستدعى القداسة الخاصة في الثقافة الشعبية من عتبات البيت والمقام والزوجة والفاصل أو البرزخ بين شيئين وعالمين عالم داخلي أعرفه وأنتمي إليه وعالم خارجي لا أعرفه ولا يشبهني بمعني آخر لي سلفي ولكم سلفكم٬ وهي نموذج للإنسان في كل زمان ومكان، ونموذج لعملية الاختلاف باختلاف شخصيات العتبات الـ٢١ الذي يسوده التسامح مهما كان هذا الاختلاف في الدين والمذهب والرؤية والمزاج.

وتابعت أنس الوجود:" وضع الراوي" الأب" نصب عينيه أن يكشف بخبرته وسعة أفقه عن الجانب الإنساني لكل بطل من أبطال كل عتبة للمروى له "الابن" وتبدو مهمته الأساسية متجسدة في الكشف للمروى له الابن عن الضلال الرهيب الذي هو عليه، في تكفيره للآخر، ونهوضه بقتله وهو في قناعة تامة بأنه على حق والآخر على باطل.

وأشارت إلي أن صوت الرواى كشف عن خلفية ثقافية كبيرة ومعرفة بأحداث محيطه وناسه وخلفية اجتماعية أيضاً مما كان له أبلغ الأثر في دحض مقولات السلفي المتشدد، وكان الهدف الرئيسي هو الهجوم الحاد على الفكر السلفي الذي يعيش في تقوقع داخل ذاته، وتكون وسيلته مع الآخر المختلف معه هي تكفيره واستباحة دمه. لقد بدت شخصيات العتبات في هذه الرواية معجونة بطين أرض مصر، في منطقة الصعيد، وبدت عملية انحياز الراوي إلى البسطاء والمهمشين في هذا المجتمع. وقد بدا الفقر والحرمان والمعاناة سمة عامة تغلب مظاهرها على معظم شخصيات الرواية ٬ عملية الاستدعاء لهذه الشخصيات جاءت من الماضي الذي عايشه الراوي، وخبره، فهو يحكي عن معرفة اختبرها في الغالب، ولم يعشها المروى له، بسبب حكم السن، لكنّ بعض الشواهد والآثار تنطق بما كانت عليه هذه الشخصيات. من هنا، فإن البنية الزمنية للرواية تقوم على استحضار الماضي من خلال عمليات الارتداد" الفلاش باك" الكثيرة في كل عتبة أكثر من استحضار المستقبل.

وفى إشارة إلى البنية الزمنية قالت " أنس الوجود" أنها أقرب إلى البنية الدائرية، ففي كل عتبة تتحرك من نقطة ماضية في تاريخ شخصيتها المحورية حتى تصل إلى الحاضر، ثم لا تلبث في العتبة التالية أن ترتد إلى تاريخ شخصية أخرى حتى تصل إلى الحاضر، وهكذا في كل عتبة من عتبات الرواية الإحدى والعشرين.