تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
بعد استقراره في السودانِ، بدأ أسامة بن لادن، سريعًا في العملِ على تدشين التنظيم، فاستدعى أعدادًا كبيرةً من الأفغانِ العربِ والتقى أيضًا بـــ"أيمن الظواهري" والذي كان وقتها زعيمًا لجماعة الجهاد المصرية، وبدءا معًا في تكوين الجناح العسكري لتنظيم القاعدة لأول مرة.
ومن خلال تواجده في السودان استطاع "الظواهري" إقناع طارق الفضلي، وهو أحدُ أهمِّ قادةِ الأفغان اليمنيين والابن الأكبر لآخر سلاطين اليمن، بالسماح للتنظيم بإقامة معسكرات للتدريب في الأراضي اليمنية، وكان الوسيطُ بينهما شخصٌ يدعى محمد مكاوي، والذي يعد الساعد الأيمن لــ"أيمن الظواهري".
وبالفعل بدأت أعدادٌ غفيرةٌ من كوادر ما يعرف بالأفغان العرب في التدفق على اليمن في هيئة مجموعاتٍ جاءت من أفغانستان ومصر والسودان والصومال وكينيا وأوغندا وغيرها من الدول والتي أقيمت لها معسكرات تدريبية في اليمن من أجل الذهاب إلى الصومال لمحاربة القوات الأمريكية.
ولكن وفي هذه الأثناء وقعت حادثة اضطرت "الظواهري" إلى تغيير استراتيجية التنظيم، وذلك بسبب الكشف عن قضية إعادة إحياء تنظيم الجهاد في مصر وذلك في عام 1992 م ، و، تم القبض على أكثر من أربعمائة عنصر من جماعة الجهاد المصرية و التي كانت تحت قيادة "الظواهري" ، وطالب عددٌ كبيرٌ من كوادر التنظيم زعيمهم بضرورة الرد على الحكومة المصرية، والثأر لإخوانهم ممن تم القبض عليهم واعتقالهم.
وبسبب الضغط عليه وافق "الظواهري" على العمل على توجيه ضربة للنظام في مصر.
ولكن كان أمامه عقبة كؤود وهي كيفية إقناع "أسامة" بنقل مسرح العمليات من الصومال إلى مصر، والدفع بعددٍ من المجموعات التي تم تدريبها في اليمن للقيام بعدة عمليات انتقامية في مصر ، و لكي يتغلب "الظواهري" على تلك العقبة تفتق ذهنه عن فكرةٍ شيطانيةٍ وهي استغلالُ حقد "أسامة بن لادن" على نظام "آل سعود" الحاكمِ في السعودية بسبب إخراجه له من بلده ، فأقنع "أيمن الظواهري" "أسامة بن لادن" بأن النُظم العربية كلها و على رأسها النظام المصري شريكةٌ في ما قام به النظام السعودي وأن النظام السعودي لم يكن ليفعل ما فعل لولا الدعم الذي تلقاه من النظام المصري، وأقنعه بأنه لابد من تأديب الأنظمة التي وافقت على الاستعانة بالمشركين وفي مقدمتها النظام المصري، و هنا وافق "أسامة" بعد الضغط على الجُرح.
وقام "الظواهري" بإرسال عدة مجموعات أطلق عليها "طلائع الفتح"، و هو اسم لأول تنظيم انتمى إليه "الظواهري" في الستينات ، فتيامن به و أطلقه على مجموعاته الجديدة، ولكنها فشلت في مهمتها لعدة أسباب منها: إن هذه المجموعات تدربت في بيئةٍ صحراويةٍ من أجل القتال في الصومال و ليس في مدينة كالقاهرة.
-ومن الأسباب أيضًا: غيابُ التخطيط و التأني بسبب كون الدافع والغرض هو فقط فكرة الانتقام من الحكومة وتكبيدها للخسائر دون هدف معين أو تخطيط واضح فاتسمت هذه العمليات بالتسرع والعشوائية فكان مصيرها الفشل.
- والعنصر الثالث الذي أدى إلى فشل هذه العمليات الإرهابية في ذلك الوقت كان: المنظومة الأمنية القوية والقبضة الأمنية المحكمة في ذلك الوقت للحكومة المصرية والتي استطاعت التصدي لهذه المجموعات وإفشال خططها فرجعت تجر ذيول المذلة والخيبة والعار وعادت بخفي حنين.
وللحديثِ بقية، إن شاء ربُّ البرية.