تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
إنَّ التطابقُ بين الاسمِ المستحدثِ للسدِ، و مشروعِ الإخوانِ للسيطرةِ على حكمِ مصرَ، لا ينبغي أنْ يمرَّ مرورَ الكرامِ، بل لا بدَّ من الوقوفِ عنده و التأملِ فيه! فالسدُ الذي يقومُ عليه اليهودُ هندسيًا وماديًا ولوجستيًا لا شكَّ يحققُ هدفَهم و تسميتُه بـ "النهضةِ" تسميةٌ تدلُ على أن وراءَ الأكمةِ ما ورائها !
والتزامنُ الواضحُ بين الحربِ الأهليةِ التي تحاول الجماعةُ الإرهابيةُ و أتباعُها زرعَ بذورِها وإشعاِلها في مصرَ منذُ وصلتْ للحكمِ و حتى يوم الناسِ هذا، مع تجفيفِ منابعِ النيلِ لا يمكنُ أنْ يكونَ اعتباطيًا أو مصادفةً أبدًا.
بل هو أمرٌ – لا شكَّ- معدٌ سلفًا، وبمنتهى الدقةِ في التخطيطِ والتنسيقِ، وهو دليلٌ جديدٌ وقرينةٌ قويةٌ ضمن قرائنَ و أدلةٍ تجعلُ القلبَ يطمئنُ أكثرَ و أكثرَ، حتى ليصلَ إلى حدِ يلامسُ اليقينِ مِنْ أنَّ هذه الجماعةَ على وجهِ الخصوصِ، والجماعات الإرهابية الأخرى كلَها على وجهِ العمومِ إنما صنعتْ على أيدي أجهزةِ الاستخبارات الغربيةِ وعينِها وأَنَّها صنيعةُ الصهيونيةِ العالميةِ ودسيسةُ الماسونيةِ على الإسلامِ وأهلِه والعربِ وحضارتِهم من أجلِ اختراقِهم من الداخلِ وتدميرِ ملكِهم والسيطرةِ عليهم وتحقيقِ أهدافِ الغزوِ منْ غيرِ غزو.
والحقيقةُ الجليةُ كالشمسِ في رابعةِ النهارِ أنَّ هذا التماهي الشديدَ والواضحَ والاتحادَ في الأدواتِ والطرائقِ والأساليبِ بل والألفاظِ بين المشروعِ الصهيوني لخرابِ مصرَ وتفتيتها وقتلِ شعبِها وجفافِ نيلِها والمشروعِ الإخواني أو مشروع "النَهْضَةِ" الإخواني، ليثبتُ بما لا يدعُ للشكِ مجالًا أنَّ المشروعَ الإخواني هو جزءٌ لا يتجزأُ من المشروعِ الصهيوني الموجه ضد مصرَ بل ضد منطقة المشرقِ العربيِ كلِها.
وهو ما يُفَسَّرُ ما صرحَ به الرئيسُ الإخواني السابقُ "مرسي" لإخوانِ السودانِ حين زارهم منْ أنَّ "مصرَ قد نهضتْ" ، وذلك إبّانَ أنْ كانت مصرُ تعاني من الويلات ما تعاني، وهو ما يكشفُ أنَّه كان يعني أنَّ مصرَ قد دخلتْ في مشروعِ "النَهْضَةِ" والذي هو جزءٌ من مشروعِ الصهاينةِ أي أنَّ مصرَ قد دخلتْ تحت مَقْصَلَةِ المشروعِ الصهيوني!
و هو ما يكشفُ لنا أيضًا لماذا بدأَ العملُ فعليًا في إنشاءِ هذا السدِ اللعينِ عقبَ زيارة "مرسي" لأثيوبيا بل قيل إنَّه بدأ العملُ أثناءَ وجودِه فيها بلْ و بموافقته، وكأنَّ زيارته كانت إشارةَ البدءِ للعملِ في المشروعِ !
ليبقى لنا في الأخيرِ أن نقولَ أنَّ هذا السدَ هو جزءٌ رئيسٌ من مشروعٍ قديمٍ يُعَدُ له منذُ زمنٍ ، و أن البدءَ في بناءِه يُعدُ المرحلة قبلَ الأخيرةِ من تحقيقِ حُلْمِ إسرائيل للسيطرةِ على ما بين النيلِ إلى الفراتِ، والتي كان السبيلُ إلى تحقيقها هو سيطرة مجموعةٍ تنتمي إلى نفسِ المشروعِ – المشروعِ الصهيوني- على مصرَ، وقد كان، فما أنْ تولى الإخوانُ الرئاسةَ في مصرَ، حتى انطلقتْ الإشارةُ لبدءِ المرحلةِ النهائيةِ لمشروعِ "حرب الحضارات" بتجفيفِ النيلِ من منابعِه.
و المطلوبُ منَّا في النهايةِ هو المواجهةُ وبكلِ قوةٍ لهذه الحربِ الشرسةِ الخسيسةِ الخبيثةِ الموجهةِ ضدنا وتريد أنْ تسلبنا حتى حقَ الحياةِ، والتي لا تتورعُ عن استخدام أي وسيلةٍ لتحقيق مآربها الخبيثة، حتى ولو كانت تلك الوسيلةُ هي الدينُ، وجماعاتٍ تزعمُ انتمائها إليه.
ألا إنَّ المطلوب منّا هو المقاومةُ ثم المقاومةُ ثمَّ الاستمرارُ في المقاومةِ كلٌ في مجالِه، والدفاعُ عن أنفسِنا ضد كلِ أعداءِ الحياة، وأول ذلك بالمعرفةِ لتلك الخُططِ والمخططاتِ، فالمعرفةُ نصفُ الطريقِ، كما أنَّ التشخيصَ نصفُ العلاجِ.