الخميس 17 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

سياسيون وخبراء يحذرون من الدور الخفي لـ"ليبرمان" في ملف سد النهضة

 وزير الخارجية الإسرائيلي
وزير الخارجية الإسرائيلي "افيجدور ليبرمان"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثارت زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي "أفيجدور ليبرمان" لأثيوبيا، مخاوف لدى العديد من السياسيين والخبراء، الذين أكدوا أن الهدف من الزيارة هو قطع الطريق أمام أي تفاهمات بين الجانبين المصري والإثيوبي فيما يتعلق بقضية سد النهضة، وذلك بعد الأعلان عن زيارة محتملة يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي لأديس أبابا خلال الأيام المقبلة.
بداية طالب صبرا القاسمي، الأمين العام للجبهة الوسطية، الرئيس عبد الفتاح السيسي بوضع ملف العلاقات مع إثيوبيا كأولوية قصوى، وإيجاد تسوية لأزمة سد النهضة لقطع الطريق على مساعي حكومة نتنياهو، وفي مقدمتها وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان، لإفساد أي محاولات للتقارب بين مصر وإثيوبيا.
وتابع: لا يخفى على أحد النهج المتطرف لـ"ليبرمان"، واهتمامه بملف النيل منذ سنوات، بل إن الكثيرين يعتبرونه أحد أهم مؤيدي إثيوبيا في ملف النيل، ومن تدخلوا لتأمين دعم الدول المانحة للسد.
وشدد على أهمية استعادة دور مصر في القارة السمراء، واستغلال زيارة المشير السيسي المرتقبة لإثيوبيا لنفض جميع آثار تجاهلنا للدولة الإفريقية لعدة عقود، واستغلال عودة مصر للاتحاد الإفريقي لتفريغ النفوذ الإسرائيلي من مضمونه.
كما أكد المستشار نور الدين علي، عضو هيئة قضايا الدولة، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لإثيوبيا لها أهمية كبرى لمصر، وذلك لأن القارة الإفريقية تحتاج إلى مد الأيدي والتعاون وتوطيد العلاقات للحفاظ على حقنا المائي.
وأضاف أن إسرائيل الدولة الوحيدة المستفيدة من اشتعال أزمة مياه النيل، وزيارة وزير خارجيتها لإثيوبيا هدفها تعكير صفو العلاقات الإثيوبية المصرية، وإفساد زيارة الرئيس السيسي، موضحًا أن إسرائيل تعلم أن الحرب المقبلة حرب مياه؛ لأن العالم سيعاني من فقر مائي، وطالب نور الدين بتكثيف العلاقات الإفريقية من أجل استعادة الوحدة الإفريقية والريادة المصرية بالقارة، وإضعاف فرص إسرائيل في تعكير صفو دول حوض النيل.
وقال الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، أن إسرائيل تسعى عبر زيارة ليبرمان لعدد من الدولة الإفريقية لتثبيت دعائم وجودها في الساحة الإفريقية، ووضع عراقيل أمام استعادة مصر لدورها في القارة السمراء.
وأشار إلى أن تل أبيب تدرك أن أديس أبابا هي محور الارتكاز لنفوذها في القارة السمراء، لذا فهي مستاءة بشدة من خطوات التقارب بين مصر وإثيوبيا بشكل يمنع استخدام ملف سد النهضة لخنق مصر مائيا والإضرار بوضعها الإستراتيجي.
واعتبر أن زيارة ليبرمان تقدم فرصة للدبلوماسية المصرية لتجاوز نتائجها ووضع علاقاتها مع أديس أبابا على الطريق الصحيح خلال زيارة السيسي لإثيوبيا، وعدم ترك إسرائيل تهنأ مجددًا بتجاهل مصر للقارة الإفريقية لعقود.
من جانبه نفى اللواء محمود منصور، الخبير الاستراتيجي وجود أي علاقة بين الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان للعاصمة الإثيوبية أديس أبابا حاليا وبين الزيارة المرتقبة لزعيم أكبر دولة عربية لإثيوبيا.
وتابع: جميع ملفات زيارة الرئيس السيسي لإثيوبيا تمت دراساتها مسبقًا وبشكل ممنهج وسلس ومخطط له، حيث تم وضع اللمسات النهائية لعشرات من الاتفاقيات التي سيتم توقيعها بين الرئيس السيسي ونظيره الإثيوبي.
وأبدى الخبير الاستراتيجي ثقته في نجاح زيارة الرئيس السيسي المرتقبة لإثيوبيا بالقول: لو كانت هناك أدنى شكوك في تحقيق الزيارة نجاحًا بنسبة 100% ما تم الإعلان عنها خلال الفترة الأخيرة، مؤكدًا أن زيارة الرئيس لإثيوبيا هي بشرة خير لاستعادة الدور المصري في إفريقيا والوصول لتسوية لأزمة سد النهضة.
وأكد الدكتور طارق فهمي، رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، أن زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، لإثيوبيا، ضمن جولة إفريقية، هدفها تفعيل الدور الإسرائيلي في القارة السمراء، وخصوصًا دول حوض النيل التي شكلت أغلبية في هذه الجولة.
وتابع: إسرائيل تدرك الأهية الاستراتيجية لدول حوض النيل لكل من مصر والسودان، لذا فهذه الزيارة في ظل استمرار أزمة سد النهضة لا تخلو من ضمانات، وكأنها تحفز أديس أبابا على مزيد من التشدد في المفاوضات مع مصر.
ولم يستبعد أن يكون هدف زيارة ليبرمان محاولة لتطويق تداعيات إيجابية للزيارة المرتقبة للرئيس عبد الفتاح السيسي لإثيوبيا، والوصول لحل مُرضٍ لأزمة سد النهضة، يخدم دول المنبع والمصب.