الخميس 04 يوليو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

بالصور.. دبلوماسية السيسي تعيد مصر للريادة الإفريقية.. إلغاء تجميد العضوية اعتراف بشرعية 30 يونيو.. ومقابلة مرتقبة للرئيس لإنهاء أزمة سد النهضة.. وإثيوبيا توجه الدعوة للمشير لإعادة الثقة بين الطرفين

السيسي و نبيل فهمي
السيسي و نبيل فهمي ووزير اثيوبيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد قرار مجلس السلم والأمن الإفريقي بعودة مصر إلى عضوية الاتحاد وإلغاء تجميد عضوية مصر بالاتحاد الأفريقي أن ما حدث في 30 يونيو ثورة شعبية واعادة لتصحيح صورة مصر إفريقيًا وعالميًا ويعيد مصر إلى قارتها الإفريقية ويعيد القارة إلى المصريين.

ولم يكن عودة مصر إلى الحضن الإفريقية محض الصدفة بل نتيجة عمل دؤوب من الرئيس السابق المستشار عدلي منصور وأتمه الرئيس الحالى عبد الفتاح السيسى على مدى فترة توليه الحكم حيث عكف عقب أدائه اليمين الدستورى على التحضير لمثل هذا اليوم من خلال لقاءاته الخاصة مع الجانب الإفريقى من رؤساء جمهوريات غينيا الاِستوائية وتشاد واريتريا ومالي ونائب رئيس جمهورية السودان ونائب رئيس جمهورية جنوب السودان ورئيسا وزراء سوازيلاند وليبيريا ورئيس مجلس النواب في الجابون ووزراء خارجية السنغال وإثيوبيا ونيجيريا ومدغشقر وغينيا بيساو وأنجولا وبوروندي وجامبيا وتنزانيا وأوغندا والكونجو الديمقراطية وبنين ووزير شئون رئاسة الجمهورية الجنوب إفريقي ووزير الزراعة التوجولي فضلا عن رئيس برلمان عموم إفريقيا ومفوضة الشئون السياسية بالاتحاد الافريقي والسكرتير العام لتجمع الكوميسا.
وفى إطار جهود "السيسى " لعودة مصر للريادة الإفريقية استقبل تيدروس أدهانوم وزير خارجية جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية حيث أكد أثناء اللقاء على عمق وخصوصية العلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين وعلى كون نهر النيل يمثل شريان الحياة الذي يربط الشعبين الإثيوبي والمصري وهو الأمر الذي يفرض على قيادات ومسئولي الدولتين بذل كل الجهود من أجل الحفاظ على تلك العلاقة وتطويرها وتعزيزها بما يحقق المنافع المشتركة للشعبين الإثيوبي والمصري.
كما أعرب الرئيس عن اقتناعه الكامل بأن المياه يتعين أن تكون موضوعًا للتعاون وليس للخلاف وأن الحوار البناء هو الأسلوب الأمثل لتحقيق التفاهم المشترك وأنه لا توجد مشكلة أو تحدٍ لا يمكن حله إذا توافرت الإرادة السياسية الحقيقية للتعاون مشيرًا إلى الآفاق الرحبة المتاحة للتعاون وتحقيق المصالح المشتركة في مجالات الاقتصاد والاستثمار والتجارة.
وأشار الرئيس إلى أن موضوع سد النهضة يجب التعامل معه بأكبر قدر من الشفافية والتفهم لمصالح كل طرف وأن المدخل الوحيد للوصول إلى التفاهم المطلوب هو توافر الإرادة السياسية للتعاون والتعامل الجاد مع شواغل كل طرف واحتياجاته عبر الحوار مؤكدًا أن مصر تتفهم تمامًا المصالح التنموية لإثيوبيا إلا أن ذلك يجب أن يتواكب معه تفهم الجانب الإثيوبي للاحتياجات المائية المصرية وحقيقة أن مصر لا تملك أي بدائل للحصول على احتياجاتها المتزايدة من المياه سوى من خلال نهر النيل، الذي يمثل لمصر مصدر حياة.
ومن جانبه أمّن الوزير الاثيوبي على ذلك، مؤكدا أن بلاده لا تستهدف التأثير على حصة مصر من مياه النيل وأن السد يستهدف توليد الكهرباء وليس استهلاك المياه معربًا عن تطلعه للقاء الرئيس مع رئيس الوزراء الاثيوبي أثناء القمة الإفريقية التي ستعقد أواخر الشهر الجاري في عاصمة غينيا الاستوائية "مالابو".

كما وجه الدعوة للرئيس لزيارة إثيوبيا وهي الدعوة التي رحب بها السيسى مشيرا إلى استعداده التام لتلبيتها تتويجًا لما هو منتظر من تواصل بين البلدين في المستقبل القريب يتأسس على إجراءات متبادلة ملموسة لبناء الثقة بين الطرفين ارتباطا بسد النهضة، وقد نوّه الرئيس إلى أهمية تعظيم التعاون التنموي بين البلدين وعدم اقتصار العلاقات فيما بينهما على موضوعات مياه النيل وإنما تمتد لتشمل مجالات التعاون المختلفة وبما يوفر إطارًا أكثر شمولًا للتعاون العربي – الإفريقي.
وأشار الوزير الاثيوبي إلى أن تطوير التعاون بين البلدين في مختلف المجالات التنموية من شأنه أن يزيد بناء الثقة فيما بينهما على المستويين الرسمي والشعبي مما سينعكس إيجابيا على كل مناحي العلاقات الثنائية بين البلدين.
كما استقبل" السيسي" ريموند تشيباندا وزير الخارجية والتعاون الدولي والفرانكوفونية بجمهورية الكونجو الديمقراطية حيث طلب الرئيس نقل تحياته وتقديره إلى نظيره الكونجولي "جوزيف كابيلا" مشيدا بمواقف جمهورية الكونجو الديمقراطية الأخوية والمستقرة إزاء مصر وحقوقها في القارة الأفريقية ومؤكدا أنه يتعين عليها أن تدرك أن لها أصدقاء في مصر يقدرون مواقفها ويبدون استعدادا كاملا لتدعيم التعاون في كل المجالات.
وأضاف الرئيس أن مصر لديها تصورًا متكاملًا لشكل التعاون في القارة، يقوم على صالح شعوبها وعلى تمتع الشعوب الأفريقية بثروات وخيرات قارتهم.
وأشار السيسى إلى أن مصر التي ساندت كل الدول الإفريقية لنيل استقلالها وحريتها ولم تضن يوما أو تتقاعس عن تقديم الدعم الفني والمساندة لكل أشقائها الأفارقة وفي كل المجالات لم تكن تنتظر أو تتوقع أن يتخذ الاتحاد الافريقي مثل هذا الموقف من إرادة الشعب المصري في الثلاثين من يونيو مشيرا إلى أن مصر وبمنطق الشقيقة الكبرى تجاوزت تلك الصفحة وتتطلع إلى القيام بدورها الإفريقي والاضطلاع بمسئولياتها إزاء القارة السمراء.
من جانبه أمّن المسئول الكونجولي على دور مصر الإفريقي الرائد، مشيرا إلى أن العلاقات المتميزة بين البلدين قائمة منذ استقلال بلاده، وأعرب عن ثقتهم في أن مصر ستستعيد دورها الإفريقي وتطلعهم لهذا الدور. وأكد الوزير" تشيباندا" على موقف بلاده الواضح إزاء الوقوف إلى جوار المصالح المصرية في أفريقيا، مشددًا على أنه لن يتغير. وأثنى على المستوى الرفيع الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية واصفا إياها بالممتازة ومشيرا إلى أنه في ضوء الإمكانيات والقدرات الهائلة لدى البلدين فإن هناك مجالًا لتدعيم العلاقات الاقتصادية والتجارية أخذًا في الاعتبار ما لدى بلاده من ثروات وموارد طبيعية يتطلعون لأن يكون لمصر ـ القريبة جغرافيا والتي وقفت إلى جوارهم في الشـــدائد - دورها في الاسهام في مرحلة إعادة البناء في الكونجو من خلال الاستثمارات والشركات المصرية الحكومية والخاصة وأعرب عن تطلع بلاده لتعزيز التعاون مع مصر في مختلف القطاعات وفي مقدمتها الزراعة والتعدين والاتصالات والكهرباء. كما عبر عن الأمل في قيام مصر بدور الجسر بين جمهورية الكونجو الديمقراطية والشرق الأوسط.
ومن جانبه أكد الرئيس أن إفريقيا ستأتي في مقدمة أولويات السياسة الخارجية المصرية في المرحلة المقبلة وأن مصر تقدر أن الحقبة المقبلة ينبغي أن تكون "حقبة إفريقيا" مشددا على توافر الإرادة السياسية المصرية لتفعيل التعاون مع جمهورية الكونجو الديمقراطية في شتى المجالات، ومطالبًا بمراجعة آليات التعاون القائمة والعمل على تعزيزها ومؤكدًا على دعم الدولة المصرية الكامل لإسهام القطاع الخاص في مسيرة إعادة البناء بجمهورية الكونجو الديمقراطية.
كما استقبل السيسي مومدو سابالي وزير الشئون الرئاسية بجمهورية جامبيا، حاملًا رسالة خطية من الرئيس الجامبي يحيى جامع، لتدعيم العلاقات الثنائية بين البلدين.
وقد صرح السفير إيهاب بدوي المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية بأن الوزير الجامبي - الذي كان قد شارك على رأس وفد من ثلاث وزراء جامبيين في مراسم تنصيب الرئيس - نقل إلى السيد الرئيس تحيات وتقدير الرئيس الجامبي متمنيًا لمصر دولة وشعبا، كل التقدم والاِزدهار ومعربا عن تطلعهم لتدعيم علاقات التعاون بين البلدين.
من جانبه طلب الرئيس نقل شكره وتقديره للرئيس الجامبي منوها إلى أهمية تفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين لاسيما أن المرحلة المقبلة ستشهد انفتاحا مصريا على إفريقيا باِعتبارها إحدى أهم دوائر السياسة الخارجية المصرية ومن ثم يتعين تنشيط العلاقات المصرية – الأفريقية على كل المستويات ولاسيما في شقها الاقتصادي – التنموي.
وقد أمَّن "سابالي" على ذلك منوها إلى اعتزاز بلاده بعلاقاتها مع مصر، وتأييدها لإرادة الشعب المصري، ولاستئناف مصر لأنشطتها في الاتحاد الإفريقي، مؤكدًا أن بلاده تتطلع إلى عودة مصر لقيادة القارة الأفريقية والاضطلاع بدورها الذي لا غنى للقارة عنه.
وعلمت "البوابة نيوز" من مصادر رفيعة المستوى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سوف يشارك في فعاليات قمة الاتحاد الإفريقي المقبلة والمقرر عقدها بدولة غينيا الاستوائية يومى 26 و27 يونيو الجاري على رأس وفد رفيع المستوى ومن المحتمل عقد لقاء بين "السيسى" ورئيس الوزراء الاثيوبى على هامش القمة الإفريقية.