من الاعتقاداتِ الراسخةِ عند اليهودِ والتي
يعملون على تحقيقِها في أرضِ الواقعِ بكلِّ ما أُوتوا من طاقةٍ ووسعٍ وقوةٍ ويُسَخِرونَ
لها كلَّ ما يمتلكون منْ إمكانياتٍ وطاقةٍ: عقيدةُ "الألْفِيَّةِ
السعيدةِ" والتي تنصُ على أنَّ المسيحَ – وهم يعتقدون أنَّ المسيحَ ابن مريمَ
– عليه السلامُ - مسيحٌ كذابٌ – حاشاه - وأنَّ الذي بَشَّرَ به موسى – عليه
السلامُ - لم يأتِ بعدُ فهم ينتظرونه - لن يأتي إلى الدنيا إلا عند حلولِ "الألْفِيِّةِ
السعيدةِ" والتي لنْ تبدأَ إلا بعد أنْ يُحَقِّقَ اليهودُ حلمَهم بالعودةِ
إلى "أرضِ الميعادِ" والتي يزعمون أنها أرضُ فلسطين، ثم يحكمون العالمَ
منْ مملكتِهم الجديدةِ الممتدةِ من النيلِ إلى الفراتِ، وسيناءُ بالطبعِ جزءٌ أساسي
منها – وتكون عاصمتُهم وعاصمةُ العالمِ الأولى – حينها- هي "القدسُ
الشريفُ"، وتكون فترةُ حكم المسيحِ وبقائه في الأرضِ ألف سنة سعيدة ومن هنا
جاءت التسميةُ بـــ "الألْفِيَّةِ السعيدةِ".
وقد
نصتْ لهم أحبارُهم الكذبةُ في التوراةِ التي حرفوها لهم، على طريقةِ تحقيقِ هذا
الحُلمَ وأنَّه لا يكونُ إلا بخرابِ أرضِ مصرَ وذهابِ أهلِها في حربٍ أهليةٍ
تأكلُهم جميعًا بحيثُ لا يتبقى إلا القليلُ الذي لا قيمةَ له ولا خطرَ منه ولا
يتمُ ذلك إلا بجفافِ نهرِ النيلِ وانتهائه!
فيقولُ
سفرُ اشعياء، كما في الإصحاحِ 19 منه وذلك كله من العهدِ القديمِ ما نصه:
-2 وأُهيّجُ مصريين على مصريين، فيحاربون كلُ واحدٍ أخاه وكلُ
واحدٍ صاحبَه، مدينةً مدينةً، ومملكةً مملكةً .
4- وأغلقُ على المصريين في
يدِ مولىً قاسٍ، فيتسلطُ عليهم ملكٌ عزيزٌ .
5- وتُنَشَّفُ المياهُ من
البحرِ – أي النيل، ويجفُّ النهرُ وييبسُ .
6- وتنتنُ الأنهارُ وتضعفُ
وتجفُ سواقي مصرَ ويتلفُ القصبُ والأَسَلُ
7- والرياضُ على النيلِ، على حافةِ
النيلِ وكل مزرعةٍ على النيلِ تيبسُ وتتبددُ ولا تكونُ
8- والصيادون يئنون وكل
الذين يلقون شِصًا – أي سنارةً- في النيلِ ينوحون والذين يبسطون شبكةً على وجهِ
المياهِ يحزنون!!!
فهذه
خطتُهم الخبيثةُ لخرابِ مصرَ وقتلِ أهلِها وجفافِ نيلِها، وتلاحظُ أنَّ الوسيلةَ
لذلك هي الحربُ الأهليةُ التي يسعى الإخوانُ وأتباعهم الآن لإشعالها – بتهييج أهلِ
مصرَ بعضُهم على بعضِ، وخذ أحداثَ النوبةِ والخصوصِ مثلًا - بالتزامنِ مع العملِ
على تجفيفِ النيلِ من منابعه وهو أيضًا ما يشارك في تنفيذه الإخوانُ كما سنبينُ –
إنْ شاءَ اللهُ - .
وذلك
أنّه حين بدأ اليهودُ في العبثِ في منابعِ النيلِ لتحقيقِ النبوءةِ في التوراةِ
بتجفيفِ النيلِ وبدأوا في العملِ على بناءِ سدٍ ليمنعَ الماءَ عنّا تم تسميةُ
السدِ أولَ الأمرِ بــ "سدِ الألفيةِ" تيمنًا بالألفيةِ السعيدةِ ويقينًا
منهم أنَّ تجفيفَ منابعِ النيلِ يحققها !
ولكنّه
ومن دونِ مقدماتٍ ولا إبداءِ أسبابٍ، تم تغييرُ اسمِ السدِ فجأةً ! بعد وصولِ
الإخوانِ للحكمِ في مصرَ، وجاءوا بما أسموه "مشروعَ النهضةِ" ليصبح
:"سدُّ النهضةِ" بدلًا عن "سدِّ الألْفيِّةِ" في إشارةٍ
واضحةٍ لكلِ من يبصرُ أو يعي أنَّ مشروعَ النهضةِ الإخواني يحققُ بلا شكٍ حلمَ
اليهودِ بالألفيةِ السعيدةِ بل وأكثرُ مما يريدُ اليهودُ أنفسُهم! على ما
سَنُبَينَه في الأُسبوعِ المقبلِ إنْ شاءَ اللهُ .