الأربعاء 25 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

"البوابة نيوز" تكشف: أهالي الشرقية يشترون الموت من مصانع الجبن.. أصحاب المصانع يضيفون الفورمالين والصودا الكاوية ومواد عالية السمية لمنتجاتهم.. واستشاري كبد: تؤدي إلى الفشل الكلوي والالتهاب الكبدي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
محافظة الشرقية من كبرى المحافظات التجارية على مستوى الجمهورية، حيث انتشرت على ارضها العديد من مصانع الالبان منها المرخص وغير المرخص ومنها ما هو تحت "بير السلم" والأغرب من ذلك أن المصانع تعمل "عينى عينك" داخل أماكن غير صحية بالمرة، كما أن العاملين بها لا يحملون أي شهادات صحية مما يزيد الطين بله وأصبحت صحة الإنسان المصري يتحكم فيها بعض التجار.



" البوابة نيوز" قامت بجولة على مصانع بير السلم للوقوف على سلبياتها، وتنتشر هذه المصانع بمراكز أبو كبير والإبراهيمية والزقازيق وفاقوس والعاشر من رمضان وتكثر داخل القرى خوفا من الرقابة. 

في البدايه، يقول أحمد محمد عزب أنه اقام مصنعًا منذ عامين ويعمل معه بعض الشباب وان منتجاته من اللبن الحليب الذي يشتريه من الأهالي وانه في معظم الايام يتوقف عن العمل لارتفاع الأسعار، لافتا إلى أن هناك العشرات من أصحاب المصانع معدومى الضمير يقومون بتصنيع اللبن ويقومون بإضافة بودرة البلاط عليه.

وأشار إلى أن منتجات الجبن التي تصنعها هذه المصانع تشكل خطرًا بالغًا على الصحة العامة للمواطنين، لافتا إلى أن اغلب هذه المخالفات في عدد من قرى الشرقية التي يوجد بها مصانع بير سلم وتسببت منتجاتهم على المدى البعيد في فشل كلوى وأمراض سرطانية.

وتابع: "الغريب أن جبنة الثلاجة التي يصنعونها يبيعونها بسعر لا يتعدى 7 جنيهات وفى المحال تباع بـ 24 جنيه، مشيرا إلى أن هذا النوع من الجبن إذا ترك خارج الثلاجة لأكثر من نصف ساعة تظهر عيوبه لأنه مغشوش. 

وأضاف أن هذا الجبن الرخيص والفاسد اثر على ما تقوم مصانعه بإنتاجه، حيث اصبح لا يوجد أي اقبال من قبل التجار الذين يشترون الجبن الرخيص لتحقيق مكاسب كبيرة، مطالبا بتوجيه ضربة موجعه لهؤلاء الاشخاص لحماية المواطنين من أضرار هذه المنتجات. 


فيما أوضح السيد الغريب – مواطن - أن الصودا الكاوية التي يستخدمها اصحاب المصانع في تصنيع الجبن تؤثر بالسلب أيضا على متناولى هذه الجبن بالإصابة بأخطر الأمراض واستمرار عمل هؤلاء الاشخاص يزيد من طابور المرضى بالمحافظة والخاسر الوحيد هي الدولة التي تتحمل تكاليف علاجهم.

وأشار الدكتور السيد على استاذ التغذية بكلية الزراعة إلى أن جزءًا ليس قليلا من الجبن المتداول بالسوق سواء في محال أو من خلال سريحة أو العربات ذات الصناديق الصاج يتم تصنيعها من ألبان مغشوشة أو من شرش اللبن منزوعة الدسم ومستبدلة بدهن نباتي ومضاف إليها مواد ضارة لحفظها مثل الصودا الكاوية لإكسابها قوامًا متماسكًا وزهرة الغسيل والأكسجين والفورمالين لإكسابها القوام المتماسك وحفظها.

وأكد أن الدليل الذي لا يقبل الشك على الغش الذي تمارسه هذة المعامل هو ذلك السعر الزهيد الذي تبيع به هذه الأماكن ويصل إلى اقل من 10 جنيهات للكيلو جرام فالأمر لا يقتصر على الإخلال بالمواصفات الفنية الواجب توافرها وإنما المصيبة تكمن في مثل هذه الأضافات الضارة للغاية بالصحة، متابعا "كيلو الجبن الطبيعي والصحي يستهلك ما لا يقل عن 4 كيلو من اللبن السائل ولا يقل سعر بيعه جملة بالحد الأدنى عن 14 جنيهًا".

وأوضح أن وراء استخدام هذه الخامات الرديئة وغير الصحية خفض التكاليف بأي شكل من أجل الربح السريع، مؤكدا أن الدولة تدفع من دم أبنائها الكثير بسبب الإهمال وتتكلف أيضا الكثير من التكاليف المادية المباشرة والمتمثلة في العلاج الطبي المؤمن صحيا والمدعم للغالبية من الشعب خصوصا الأشد فقرا.

وتابع: "أما التكاليف غير مباشرة فحدث ولا حرج من موت شباب في منتصف عمرهم الإنتاجي أو إصابتهم بالمرض الذي يضعف الجسد أو يسبب العجز الجزئي أو الدائم علاوة على المشاكل الاجتماعية المترتبة على ذلك"، مطالبا بتفعيل دور جمعية حماية المستهلك وإمدادها بالمساندة القضائية بما يتيح لها القوة اللازمة للإصلاح، وان الحكومة كجهة رقابية عليها العبء الأكبر وتقع عليها المسئولية بشكل شبه كامل. 

وأشار إلى أنه يجب المرور الدوري على هذه المصانع وفرض غرامة مضاعفة ووقف النشاط ومصادرة الممتلكات في حالة المخالفة وهذا أقل ما يجب عمله لمن يصدر الأمراض لتنهش أجساد آبائنا وأبنائنا وإخواننا ويجب محاسبة المقصرين من موظفين ومسئولين.



وأوضح محمود السيد صاحب محل البان، أن هذه المصانع والشركات تبحث عن مصلحتها في الحصول على مستلزمات إنتاج بسعر منخفض، ولكن يجب تعديل المواصفات التي يجب أن تتوافر في صناعات الألبان بوجه عام بما يتيح ارتفاع أعلى في نسبة اللبن الطازج الذي هو أكثر فائدة صحية من اللبن البودرة إذا ما توافرت فيه المواصفات الفنية السليمة علاوة على طرق النقل والحفظ السليم.

ونوه بأن الإقبال على استهلاك الألبان يزداد عاما بعد آخر لازدياد الوعي لدى المواطنين مما أدى إلى زيادة انتشار معامل إنتاج الألبان الصغيرة وزيادة محال بيع الألبان وأيضا زيادة كميات اللبن السريح المتداول ونعتقد أنه يجب وضع قواعد أكثر صرامة والرقابة على هذه المعامل بصورة أشد.

وتابع: "لاحظنا وجود الكثير منها غير المرخص كما توجد الكثير من المنتجات المغشوشة المتداولة في السوق ويستطيع الفرد العادي أن يرى في كثير من الأماكن توافر جبن بأسعار زهيدة للغاية مما يدل على انتشار مصنعيها ولا ندري كيف لا تستطيع الدولة بكل أجهزتها الرقابية المتضخمة في أعداد موظفيها أن توقف مثل هذه المهزلة".


من جهته، قال الدكتور اسامة منصور استشاري الكبد أن خطورة مادة الفورمالين يرجع لها الفضل في زيادة عدد مرضى الفشل الكلوى والالتهاب الكبدى اللذين تزداد معدلات الإصابة بهما في مصر سنويا وفقا للمؤشرات الأخيرة لمنظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة المصرية فهي مادة شديدة السمية عند دخولها في جوف المريض ينتج عنها تقرحات والتهابات شديدة في المريء تصل إلى حد ثقبه إذا كان مركزا أو تحدث على المدى البعيد تليفًا للكبد وضيقًا في المرئ ينتج عنه عدم القدرة على البلع وانخفاض بالوزن ويحدث نقص في الفيتامينات والبروتينات المفيدة للجسم.

وأضاف: "تُحدث أيضا تلك المادة فشل كلوى وورم في الكبد لأنها عبارة عن سم يوضع دون وعى بهدف حفظ الأغذية أطول فترة ممكنة ويظهر تأثيرها على المدى الطويل".

ولفت إلى أن الفورمالدهيد من المواد عالية السمية حتى لو تم التعرض له بكميات قليلة جدا فهو يعد من المواد المسرطنة من الدرجة الأولى ويسبب أيضا أضرارا للجلد وتصاب العين بنوعا من الحساسية عند التعرض له بشكل مباشر ويؤدي استنشاقه إلى تهيج في الأغشية المخاطية في الأنف والتهاب في القصبة الهوائية وضيق في التنفس.