الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الاستقالة أو السقوط أيها الشاطر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كان بوسع من يسمى تجاوزًا رئيس الجمهورية طوال الأسابيع الماضية أن يطلق مبادرات سياسية، ويتخذ بضعة قرارات أقلها إقالة الفاشل بجدارة هشام قنديل، وأكبرها تشكيل لجنة محايدة لتعديل دستور العار المعروف بدستور الغرياني.
إلا أن محمد مرسي أضاع وقته هو وجماعته في مهاجمة حركة “,”تمرد“,” وممارسة أردأ التفاهات السياسية التي ظن أنها ستخيف المصريين وتصيبهم بالرعب والفزع.
مرسي ـ المأمور بأمر خيرت الشاطرـ كان الراعي الرئيسي لدعاية تكفير المصريين والحامي لكل دعوات القتل العلنية، ظنًا منه أن الولايات المتحدة الأمريكية تستطيع فرض بقائه في السلطة كأمر واقع رغم أنف المصريين الغاضبين.
إن عشم مرسي ومن خلفه جماعة الإخوان المسلمين في الشيطان الأكبر “,”الولايات المتحدة“,” شجع عناصر تنظيم المحظورة على مهاجمة القوات المسلحة عبر تصريحات حَوَت أحط القيم والمعاني التي يمكن أن تؤمن بها جماعة جاورت الجرذان في الجحور طوال عقود مضت وربما كانت رسائل سفيرة الدم “,”آن باترسون“,” وراء تلك البجاحة وذلك الإسفاف السياسي الذي جرى على لسان محمد البلتاجي في جمعة الإرهابيين لتأييد مرسي ومن بعده الأفوكاتو حازم صلاح أبوإسماعيل الذي عربد وأطال لسانه على القوات المسلحة.
لقد أضاعت جماعة الإخوان الفجرة سياسيًا كل فرصة بغباء منقطع النظير فهم عمي صم لا يفقهون، وكان هناك بعض الرهان على ذكاء “,”أشطر اخواته“,” خيرت الشاطر، وكنت أتوقع منه بوصفه الرئيس الفعلي أو بالأحرى الممسك بخيط “,”العروسة الماريونيت“,” القابعة في قصر الاتحادية أن يتعامل مع حركة “,”تمرد“,” بنوع من الجدية ويدرك أن الحركة ستعمل حتمًا على تغيير المعادلة السياسية لكن الشاطر كان “,”أخيب اخواته“,”، ورد على “,”تمرد“,” بـ“,”تجرد“,” التي أتبعها بإطلاق كلاب الإرهاب المسعورة لتنبح في وجوهنا مهددة بسحقنا ورشنا بالدم.
كان بوسع الشاطر أن يتخذ خطوات تحفظ لجماعته مكانة متوازنة في المعادلة السياسية الجديدة التي أوجدها الشعب المصري بعيدًا عن أقطاب المعارضة في جبهة الإنقاذ وراهن ولايزال على دعم عدونا الأول الجالس في دوائر صناعة القرار الأمريكية.
ولم يدرك الشاطر ـ أذكى الإخوان ـ حقيقة أن المصريين قد تغيروا بعد 25 يناير، وأن وعيهم السياسي جعلهم قادرين على فرض إرادتهم حتى على سادة الإخوان في البيت الأبيض، لأنهم وببساطة علموا أن الأمريكيين يسعون لاستمرار الفوضى والقلق السياسي وأن أحد أهم أركان وركائز خلق الفوضى هو وجود جماعة الإخوان المسلمين في الحكم.
لذلك هم سيخرجون في 30 يونيو، لرسم شرق أوسط بملامح مصرية لمقاومة ذلك القبح المتمثل في جماعات الإسلام السياسي الذي تسعى الولايات المتحدة لفرضه على شعوب المنطقة.
بل إن ذكاء الشاطر ومرشده قاد مرسي الى إصدار بيان ينفي كل ما تردد مؤخرًا من شائعات عن التغيير الوزاري والإطاحة بالحكومة “,”القنديلية“,” وإعلان الدكتور كمال الجنزوري رئيسًا للوزراء مرة أخرى وهي الشائعة التي جعلت كثيرين يتوقعون إحجام جانب من الجماهير الغاضبة عن النزول في 30 يونيو، ثقة في أداء الجنزوري، لاسيما وأن معظمهم لن يخرج بسبب سياسات التمكين ومحاولات القضاء على استقلال السلطة القضائية وتفكيك أركان الدولة، وإنما لمعاناتهم اليومية بدءًا من قطع الكهرباء ووصولاً الى ارتفاع الأسعار وأزمة البنزين والبطالة.
ظني أن هذه العشيرة ماضية الى حتفها في “,”حفل انتحار جماعي“,”.. فكما يبدو لي من البيان الرئاسي الأخير أنها قد اعتمدت استراتيجية مكونة من عنصرين لمواجهة 30 يونيو: الأول هو نظرية العناد والمكابرة وعدم تقديم أي تنازلات وهو نفس النهج الذي افتتحت به حكم البلاد من 30 يونيو 2012 الى الآن، أما العنصر الثاني فهو ممارسة البرود بقدر الإمكان وذلك بعدم مجابهة مظاهرات 30 يونيو بميليشيات الإخوان وفلول الإرهابيين على أن يبقوا في وضع الاستعداد بمهاجمة المتظاهرين السلميين عند حدوث تطورات تراها الجماعة نقطة فاصلة للبقاء أو الموت السياسي.
إن ما تفعله جماعة الإخوان يقودها حتمًا الى السقوط في أقذر بالوعات التاريخ دون رجعة، ومع ذلك لا بأس من الإسداء بآخر نصيحة لأخيب إخوانه “,”خيرت الشاطر“,” فليس أمامه إلا إعداد وصياغة استقالة خطاب الرئيس الشبح محمد محمد مرسي العياط قبل 30 يونيو، حتى تستطيع جماعته الاستمرار في الحياة ككيان سياسي ولو كان هشًا.
فحجم الغضب والكراهية السياسية لمرسي وعشيرته يفوق ملايين المرات الغضب الذي كان موجهًا للرئيس السابق حسني مبارك قبل وأثناء 25 يناير، ليس ذلك فحسب، مبارك كان بالنسبة للمصريين حاكمًا مستبدًا وفاسدًا ولكنه لم يكن في يوم من الأيام بمثابة العدو ولم تتولد تجاهه مشاعر عدائية سواء بالمعنى السياسي أو العاطفي، بينما مرسي وجماعته قد أضحوا في مكانة العدو بالنسبة للكثيرين ويكفي أنهم صاروا يوصفون بالمحتلين بسبب ممارساتهم التي لا تختلف كثيرًا عن ممارسات الاستعمار الأجنبي.
أضف الى ذلك أن الرئيس الشبح قد صار أحد المتهمين في قضية اقتحام السجون بقبوله الهرب على يد أجانب تعاونت معهم جماعة الإخوان في خرق الأمن القومي المصري، كل ذلك كفيل بإسقاط مرسي ومليون مثله في جهنم غضب المصريين، ولا منجاة له سوى تقديم استقالته لحفظ ماء وجهه ووجه عشيرته الآثمة.
ملحوظة: لن تكون جماعة الإخوان وحدها من سيصلى نار المحروسة، إنما ستسقط معها في “,”الدَرْك الأسفل“,” كل جماعات الإسلام السياسي، ورؤوسها الفاسدة بدءًا من ثنائي حزب الوسط أبوالعلا ماضي وعصام سلطان مرورًا بشيوخ الإرهاب والقتل والتكفير عاصم عبدالماجد ومحمد عبدالمقصود وصفوت حجازي وغيرهم من المسعورين بالدم، وانتهاءً بعبدالمنعم أبوالفتوح الذي لم يستطع مداراة استمرار ولائه لمكتب الإرشاد طويلاً، فها هو يستميت دفاعًا عن رئيس فاشل فاقد لكل قيمة وانحط بهيبة أعرق دولة في التاريخ.
على أي حال، لن يضم “,”الدَرْك الأسفل“,” أذناب الشيطان وحدهم، فهناك سيجاورهم من احترفوا القوادة السياسية فمنهم من باع نفسه رخيصة لمكتب الإرشاد ومنهم السمسار الذي تاجر في أقذر السلع بين الحكام في واشنطن وقادة الإرهاب في الجماعة، وجميعهم يلتحفون بالعباءة المدنية.