· لم أتأثر بوالدي.. وأثق في إقبال الجمهور على الفيلم
ست سنوات استغرقتها نادين خان، ابنة المخرج محمد خان، ليخرج فيلمها الأول “,”هرج ومرج“,” إلى النور، الفيلم يقدم رؤية جديدة لسينما الواقع من خلال “,”كادرات“,” مفعمة بالكوميديا السوداء، بعيدًا عن مفردات الزمان والمكان، في عالم خاص بنادين وحدها، شخصيات عالمها لا تخضع لمنطق، فجاءت كفيلمها بلا ماضي، وربما بلا مستقبل، “,”هرج ومرج“,” نال جائزة التحكيم الخاصة من مهرجان دبي السينمائي الدولي، وبدأ عرضه في دور العرض السينمائي قبل أيام.
لماذا انفصلت أحداث “,”هرج ومرج“,” عن الزمان والمكان؟
لا أشعر أن الفيلم مرتبط بمصر فقط، بل ربما الوطن العربي كله، ودول أخرى في الخارج، والانفصال عن الزمان والمكان رغبة مني في التركيز على الواقع الذي يعيشه هذا المجتمع بعيدًا عن أي عوامل أخرى قد تكون متغيرة، مثل الزمان والمكان.
لماذا تم تصوير الفيلم بالكامل داخل الاستوديو؟
قصة الفيلم تعتمد على مكان خاص، وبالتالي تطلّب ذلك تصميم ديكور خاص، وحدث التنسيق الكامل مع كل عناصر الفيلم من ديكور وتصوير وإخراج لسهولة التصوير والحركة والتفاعل بين كل شخصيات الفيلم.
إلى أي مدى تأثرتِ بوالدك المخرج محمد خان؟
لم أتأثر بأسلوب والدي مطلقًا، فلكل منا أسلوبه الخاص، فوالدي زارني مرة أثناء التصوير وأعجب بمكان التصوير، وربما أبدى بعض الملاحظات أثناء مشاهدته الأولى للفيلم كما يفعل أي شخص.
لماذا قمتِ بتقسيم الفيلم لفصول وفقًا لترتيب الأيام؟
لأن الأيام هي الشيء الوحيد المنظم في الفيلم، ولها علاقة مباشرة بالسيارات التي تأتي يوميًا في المنطقة، محملة باللحمة أو الخضار أو المياه وهكذا.
هل اعتمدتِ على الرمزية في الفيلم؟
على الإطلاق، أنا لم أحاول التعامل مع الرمزية بأي شكل من الأشكال، فقط أنا صنعت هذا العالم وصِغت قوانينه وصنعت لغته، من قوانين عالم “,”هرج ومرج“,” عدم وجود نقود، لذا يتم الرهان والمقايضة، ففي يوم العصير يكون الرهان على العصير، وفي يوم اللحمة الرهان على اللحمة وهكذا.
ألا تخشين من تلك التجربة الصعبة على الجمهور؟
أبدًا، وأعتقد أن الفيلم سيحظى بإقبال جماهيري لأن كل من شاهده تقبله بسهولة وسلاسة، كما أن واقع المكان قريب للغاية من واقع الجمهور.
لماذا لم تستعيني بنجوم الصف الأول؟
هذا فيلمي الأول، وبالتالي من الصعب قبول نجوم الصف الأول بالعمل معي ولاسيما أن تمويل الفيلم شبه مستقل، لذا قررت أن يكون كل طاقم الفيلم من الشباب، فضلاً عن إعجابي بأعمال رمزي وفراج، وأيتن.
لماذا حرصتِ على منح شخصية كبير الحارة الدور الأهم في الفيلم؟
القوة التي يملكها كبير الحارة - الحاج سيد - نابعة من كونه الرجل الوحيد الذي يملك سوبر ماركت في الحارة، فضلاً عن معرفته بمواعيد قدوم السيارات من العالم الخارجي، ويمكن القول إنه همزة الوصل مع عالم خارج الحارة وبالتالي هو صاحب نفوذ.
يرى البعض أن فيلمك من نوعية أفلام المهرجانات التي لاتزال صعبة على الجمهور؟
لا توجد علاقة بين النجاح في المهرجانات والسوق، لأن كلاً منهما له مقاييس مختلفة تمامًا، وأعتقد أن الجمهور أصبح أكثر تقبلاً لمثل هذه النوعية من الأفلام.
لماذا اخترت اسم “,”هرج ومرج“,”؟
كان لا بد من هذا الاسم لأن العمل في حقيقته هرج ومرج، ولكي أخرج من الرتابة في الشكل والمضمون الذي تعيشه السينما الآن.
البعض يقول إن العمل ينتمي إلى الأفلام قليلة التكلفة؟
هذا الكلام غير صحيح، فالفيلم ليس من نوعية الإنتاج قليل التكلفة، خصوصًا أن الجهة المنتجة اهتمت بالعناصر الفنية الأخرى، فمثلاً تم بناء ديكور كامل لحي شعبي، واهتموا بجودة الصورة والتقنيات الأخرى وهي تتكلف كثيرًا.
