الأربعاء 23 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

وزراء الإعلام العرب يتبنون ميثاق الشرف الإعلامي ويؤكدون مكافحة الإرهاب

 وزير الإعلام الأردني
وزير الإعلام الأردني محمد المومني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد وزراء الإعلام العرب على ضرورة تضافر الجهود الإعلامية العربية في مواجهة التحديات الراهنة، وإنجاز أفكار وتصورات وخطط تعطي للعمل العربي الإعلامي المشترك دوره وقيمته وتأثيره، بما يعزز طموحات الشعوب والدول العربية في ظل تسارع التطورات التكنولوجية الحديثة لوسائل الاتصال وتزايد قوة تأثير الإعلام بمختلف أشكاله، مشددين على ضرورة تبني ميثاق الشرف الاخلاقي والوطني، واعتماد الإستراتيجية العربية لمواجهة الإرهاب.
وشدد وزير الإعلام الأردني محمد المومني على ضرورة تضافر الجهود الإعلامية العربية في مواجهة التحديات الراهنة، وإنجاز أفكار وتصورات وخطط تعطي للعمل العربي الإعلامي المشترك دوره وقيمته وتأثيره وبما يعزز طموحات الشعوب والدول العربية في ظل تسارع التطورات التكنولوجية الحديثة لوسائل الاتصال وتزايد قوة تأثير الإعلام بمختلف اشكاله.
وطالب وزير الإعلام الاردني الذي ترأس الدورة 45 لمجلس وزراء الإعلام العرب اليوم بالجامعة العربية، بضرورة تجاوز الادوار الإعلامية التي تفتقر إلى النظرة الشمولية، معتبرًا أن هذا الأمر هو الطريق الأصوب والأمثل لعرض القضايا القومية عرضًا موضوعيًا، من شأنه أن يحد من محاولات تشويه الوجود الحضاري العربي والتشكيك في قيمه وأهدافه.
وانتقد الوزير الاردني ما يشهده العالم العربي من تراشق إعلامي حينا وتناحر يفوق حد الوصف بين ابناء الشعب الواحد احيانا، مشددًا على أهمية العمل الإعلامي العربي، النابع من دوره المفترض في خدمة المصالح العربية المشتركة، وتفادي الشوائب والصغائر التي تعكر صفو العلاقات المتبادلة بين الدول والشعوب العربية.
ودعا المومني الاعلاميين والصحفيين العرب إلى تحمل مسؤولياتهم الوطنية والقومية والاخلاقية وممارسة قناعاتهم في ترسيخ إعلام حر ومسئول في أن واحد في إطار حرية الرأي والتعبير، وإعلام لا يخلق الأزمات بين الاشقاء، ولا يضخم الاحداث داخل الوطن الواحد، ويلتزم بآداب واخلاقيات المهنة، ويتحرى الدقة والموضوعية والمصداقية ويحترم قيم الوحدة الوطنية والتعايش السلمي وينبذ كل الدعوات التحريضية على العداوة والكراهية الطائفية أو الدينية أو العنصرية.
ونوه المومني بالعهود والمواثيق الإعلامية والحقوقية العربية والدولية وفي مقدمتها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية وميثاق الشرف الإعلامي العربي والتي تؤكد على مسؤوليات الممارسات الإعلامية والحق في التعبير عن الرأي والحفاظ على أمن واستقرار الدول.
ودعا وزير الإعلام الأردني إلى إعادة النظر في القوانين والتشريعات الخاصة بالعمل الإعلامي وإعادة قراءة العلاقة بين الإعلام الرسمي والاعلم الأهلي لإيجاد نوع من التكامل الإعلامي بما يسهم في احداث نقلة نوعية في المجتمع العربي تحقق تطور الإعلام بما يتماشى مع روح العصر.
ونبه إلى أن ما شهده الإعلام من تمايز بين دعاة الإصلاح المشروع الباحث عن ترسيخ ادوات العمل الديمقراطي كطريقة للإصلاح، وبين دعاة الفوضى الذين لا يملكون أي رؤية واضحة ووسيلتهم الاعتراض دون وعي واستنهاض الخلاف لتحقيقي الهدف.
وطالب المومني بضرورة اعطاء الشباب دورا حقيقيا في القطاعات المختلفة وخاصة الإعلام والتنمية، مستعرضًا جهود الاردن واستراتيجيتها الإعلامية الهادفة إلى تعزيز البيئة الملائمة لإيجاد إعلام مستقل ومستنير.
من جانبه أكد وزير الثقافة والإعلام السعودي عبد العزيز خوجة، رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب، على ضرورة التعاون لبناء الاوطان العربية والعمل على استقرارها والمساهمة في نهوضها وتقدمها، مشيرًا إلى التحديات التي يمر بها الوطن العربي في ظل المتغيرات التي طرأت على خارطته السياسية خلال الاعوام الماضية، ثم على منظومته الإعلامية الجديدة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وما تلعبه هذه الوسائل من تأثير على الحراك السياسي والثقافي والفكري والاجتماعي خاصة بين فئات الشباب العربي والتي يمثل الشريحة الكبرى من المواطنين العرب، وهو ما يدعونا إلى أن نعمل من أجل طموحاتهم ومستقبلهم حيث اصبحت لهذه الوسائل أولوية لدى الملتقى العربي وما تتضمنه من رؤى مختلفة تجاه القضايا العربية المختلفة ومنها القضية الفلسطينية وما تتعرض له من نكبات جراء الاحتلال الإسرائيلي، لذلك لابد من أجهزة الإعلام أن تركز على ما تعرض له الشعب الفلسطيني من اعتداءات مستمرة.
وأشار وزير الإعلام السعودي في كلمته امام وزراء الإعلام العرب في اجتماعهم، إلى أن المكتب التنفيذى لوزراء الإعلام العرب عقد خلال اليومين الماضيين حوارات شفافة وبناءة لمناقشة جدول الأعمال الذي تضمن كثيرا من المحاور الفكرية والإعلامية والفنية، مشيرا إلى أن أهم المحاور هي محور ميثاق الشرف الإعلامي والإستراتيجية العربية الإعلامية والمحور الفكري المتمثل في أهمية وضع تشريعات للبث الفضائي المرئي والمسموع وفق رؤية عربية متكاملة.
وأضاف أن المحور الاهم والأبرز هو المتمثل في الإستراتيجية الإعلامية العربية المشتركة لمواجهة ظاهرة الإرهاب، وهى الظاهرة الأكثر أهمية وخطورة على مستقبل الأمة العربية، مضيفًا أن المملكة السعودية عانت كثيرًا خلال الفترات الماضية من هذه الظاهرة السلبية على مجتمعنا.
مؤكدًا أن حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قامات بخطوات اجرائية صارمة لاجتثاث بؤر التطرف والإرهاب وتجفيف منابعه، مؤكدًا أن المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي عقد في عام 2005، وصدر عنه إعلان الرياض الذي اقترحت فيه المملكة انشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب والتصدي له واقتلاع جذوره.
كما أشار إلى تبرع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بمبلغ 100 مليون دولار لدعم المركز الدولي التابع للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، ليؤكد وقوف المملكة العربية السعودية مع كل دول العالم لنبذ العنف والإرهاب قائلا: "أن هذه خطوات واضحة المعالم بذلتها المملكة على المستوى الدولي لمكافحة الإرهاب".
ودعا وسائل الإعلام العربية إلى التعامل بلغة الحوار وليس التصادم، ولغة العقل وليس لغة العواطف، مشيرًا إلى أن خادم الحرمين الشريفين ادرك أهمية الحوار بين الشعوب.
ودعا وزير الإعلام السعودي كل المسئولين عن الإعلام العربي بقطاعيه العام والخاص بان يتبنوا ميثاق الشرف الاخلاقي والوطني والقيمي المنطلق من ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة، قبل أن يتبنوا ميثاق الشرف الإعلامي الذي عمل عليه خبراء الإعلام والأمانة العامة للجامعة العربية والمكتب التنفيذي لوزراء الإعلام العرب، قائلا: "أن الكلمة أمانة في اعناقنا، وعلينا أن نعمل من أجل أن تكون الكلمة اداة بناء، وليس معول هدم، من أجل الوصول إلى صيغ مشتركة نبني من خلالها أوطاننا ونؤمن مستقبل شبابنا".
ومن جانبه دعا على أحمد العمراني وزير الإعلام اليمني إلى ضرورة التضامن والتآزر بين كل دول المنطقة، من أجل التغلب على التحديات والمخاطر التي تواجهها، والتي تصل بعضها إلى مستوى المخاطر الوجودية التي لم تعرفها الأمة منذ عقود، موضحًا أن الواجب الوطني والقومي والتاريخي يحتم على الجميع تحقيق تفاهم وتعاون مشترك للتغلب على الاضرار والاخطار التي تستهدفنا جميعا.
وأكد العمراني أن دولة اليمن لا يمكنها مواجهة تلك المخاطر المحدقة بمفردها، مشددًا على أن اليمن تحتاج إلى اسنادًا نوعيًا من جانب الاشقاء العرب، واهتماما ودعمًا غير مسبوق من أجل تحقيق التنمية والاستقرار المرجو.
وأشار إلى أن هناك إحدى القوى الاقليمية تقوم بتمويل ثلاث قنوات تليفزيونية تبث من دولة عربية موجهة عبر الأقمار الصناعية إلى اليمن، وتسعى من خلالها إلى التدخل الضار والمرفوض باليمن، وذلك في إطار دعم واسع وقوي ومتنوع لفئات يمنية ترتبط بمصالح تلك الدولة، وأهدافها ضد مصالح الشعب اليمني.
وأشار إلى صعوبة الحرب التي تخوضها بلاده في مواجهة الإرهاب العالمي والظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الشعب اليمني.
وأوضح، أن اليمن عرف اصنافا متعددة من الإرهاب منذ أكثر من خمسة عشر عاما واستفحل حتى قامت إمارة في منطقة واسعة وهامة وهي محافظة ابين، مشيرًا إلى أن الحرب التي يخوضها الإرهاب ضد اليمن تكاد تكون عالمية.
وشدد العمراني على أهمية الدور المنوط القيام به من قبل وسائل الإعلام والاعلاميين العرب لتبصير قادة الأمة والرأي العام، بما يجب عليهم من تعاون وتضامن وتآزر، بما يحقق سلامة واستقرار ومستقبل ابناء الوطن العربي.
ومن جانبه تطرق الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى باقة التطوير والتحديث التي تقوم بها الجامعة لمواكبة المتغيرات التي تشهدها المنطقة.
وأكد في كلمته أن اجتماع وزراء الإعلام العرب يعقد وسط أوضاع سياسية مضطربة تلقى على الإعلام العربي سواء كان عاما أو خاصا مسئولية كبرى لمواكبة هذه التطورات.
وشدد العربي على ضرورة إجراء تقييم جاد لمسيرة الإعلام العربي، ومدى مواكبته لتطورات القضايا العربية خاصة في فلسطين وسوريا ومكافحة الإرهاب، وضرورة العمل على تسليم المجرمين المطلوبين للعدالة، وتنفيذ الاتفاقيات العربية الموقعة بهذا الشأن.
وقال العربي أن هذا الاجتماع يأتي في ظل أحداث ومستجدات نشهدها على الصعيدين الإقليمي والدولي، خاصةً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وهي القضية المركزية المحورية للأمة العربية، حيث نؤكد مجددًا الموقف الثابت من ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ الرابع من يونيو عام 1967، وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا للقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، وكذلك إيجاد حل عادل وشامل لقضية اللاجئين الفلسطينيين استنادًا إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948، والدول العربية مدعوة إلى مواصلة تقديم الدعم وتوفير شبكة الأمان المالية لتعزيز صمود أبناء الشعب الفلسطيني وفقًا لقرارات مجلس جامعة الدول العربية في هذا الشأن.
وأكد العربي أنه لابد من الإشادة بصمود الشعب الفلسطينى ازاء ما تقوم به إسرائيل من اعتداءات على المواطنين المدنيين الفلسطينيين والعدوان على الكنائس والمساجد ورجال الدين، إضافةً إلى استمرارها في احتجاز آلاف السجناء من بينهم من قضى أكثر من 25 سنة في السجون- وفيهم النساء والأطفال – وقد شاهدت بنفسي منذ أكثر من عام في مؤتمر عقد في بغداد للأسرى الفلسطينيين فتى لا يتعدى عمره 11 عامًا قضى فترة في السجن الإسرائيلي.
وأضاف، أن استمرار إسرائيل في إجراءاتها الأحادية غير القانونية لتهويد مدينة القدس الشرقية وهدم المنازل وإجراء تغيير ديموغرافي وتغيير أسماء الشوارع، والمواقع وتهديد المسجد الأقصى يوميًا، وتغيير تركيبة المدينة التاريخية والاستيلاء على حضارتها وتراثها الإسلامي والمسيحي، خاصةً ما تتعرض له منطقة الأغوار من مصادرة وتهجير للسكان- وهى المناطق المعروفة الواعدة اقتصاديًا للدولة الفلسطينية- إزاء كل ذلك لا بد من تأكيد مسئولية الأمم المتحدة ومنظماتها ذات العلاقة عن حماية الشعب الفلسطيني ومقدراته وأملاكه، إضافة إلى أهمية تفعيل دور هذه المنظمة الدولية في دعم الحق الشرعي للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.
وعلى صعيد الأزمة السورية أوضح العربي، أن العالم أجمع يتابع بقلق شديد ما تتعرض له سوريا الشقيقة من أعمال حرب ودمار تفتك بالموارد البشرية والطبيعية ونرى أمام أعيننا شلال دم لا يتوقف، حتى أصبح الوطن العربي كله مهددًا، وبسبب هذا الوضع المأساوي يموت الأطفال والنساء والشيوخ كل يوم.
وحذر العربي من تنامي ظاهرة الإرهاب التي أصبحت تهدد استقرار وأمن دول المنطقة داعيا إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات والتدابير التي تضمن القضاء على الإرهاب واجتثاثه من جذوره، وتجفيف منابعه والتصدي لعناصر تمويله والمحرضين عليه وليس فقط لمن يقوم بالأعمال الإرهابية، مضيفا أنه لا يجب أن تقتصر هذه المعالجة على البعد الأمني فحسب، ولكن يجب أيضًا أن تتطرق إلى مواجهة الإطار الفكري المتطرف المحرك للإرهاب.
ونبه، إلى أن مكافحة الإرهاب تتطلب إرساء التعاون الإقليمي والدولي من خلال تبادل المعلومات والخبرات، وتسليم المتهمين والمحكوم عليهم في الجرائم الإرهابية، وتوفير الإرادة السياسية لتنفيذ الالتزامات التي تعهدت بها الدول إقليميًا ودوليًا.
وفي ختام الجلسة الافتتاحية تم إطلاق البوابة الإلكترونية الجديدة لجامعة الدول العربية، والتي تحتوي على كل أنشطة الجامعة العربية واجهزتها ومؤسساتها لمواكبة التطورات والانشطة السياسية والاقتصادية التي تقوم بها الأمانة العامة.