السبت 05 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

أزمة السيول كارثة طبيعية متكررة ولا نتعلم.. سقوط ضحايا وقطع شبكات الكهرباء وانهيار الطرق.. مغاوري: ليس لها علاقة بإعصار "النينو".. ومحافظة جنوب سيناء: كنا نعلم بالكارثة ولكن لم نتوقع قوتها

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهدت محافظات مصر خلال الأيام الماضية موجة من الكوارث، والتي تسببت في انقطاع الكهرباء وانهيار بعض القرى السياحية، وسقوط عدد من المواطنين قتلى، وشلل مرورى في الطرق بالرغم من أن هناك ما يسمي "إدارة الأزمات" في مجلس الوزراء والذين يشيدون دائما بأنهم يقومون بعمل جسر وخطط زمنية لمواجهة هذه الأزمات ولكن الحقيقة وما تشهده البلاد عكس ذلك تمامًا.

السويس:
شهدت المحافظة، خاصة منطقة العين السخنة، سيولا لم تسبق لها مثيل، ضربت المنطقة الخميس الماضى، وذلك باستثناء منطقة الزعفرانة التي يتم حاليا التعامل مع المياه المتراكمة حولها.
وقد أدت هذه الكارثة الطبيعية إلى مصرع شخص، وتدمير السور الخارجى لإحدى القرى السياحية، وأحد الشاليهات، وغمرت المياه محطة توليد العين السخنة وتم فصل دوائر الضغط العالى العين السخنة والتبين وأبو زعبل، وتم فتح مخرج للمياه إلى البحر.
كما غمرت مياه السيول محطات محولات الزعفرانة "1" والزعفرانة "2" وجبل الزيت، ومحطة توليد كهرباء العين السخنة، وأثرت على مزرعة إنتاج الكهرباء من الرياح بالزعفرانة.
وبلغ ارتفاع المياه المنهدرة من الجبال بالمحطات أكثر من متر، وتم تصريف المياه بعيدًا من المحطات وفتح مخرات لتصريفها في البحر، كما انهار أحد أبراج الضغط المتوسط من خط كهرباء نويبع بعد سقوط صخور جبلية دمرتها السيول فقطع التيار عن مدينة طابا.
وفي محافظة سيناء:
تعرضت مدينة طابا، لخسائر تقدر بالملايين وقام اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء بالاتصال بوزير السياحة وتم الاتفاق على تشكيل لجنة لمعاينة الخسائر وتقدير القيمة المادية لها.
وكان قد تم إغلاق منفذ طابا البري بسبب السيول، كما تأثرت خطوط الاتصالات وتسببت في قطع شبكات الكهرباء، ما أصاب المدينة بشلل تام حيث أثّرت على سرعة الاستجابة وفتح الطرق.
وأسفرت عن شلل تام في حركة المرور، بعد وصول ارتفاع المياه إلى نصف متر تقريبًا، وخلت الشوارع تمامًا من المواطنين، بعد قيام الأجهزة التنفيذية بإغلاق الطريق تمامًا حفاظًا على أرواح المواطنين.
وأسفرت السيول، عن مصرع الطفل كريم سويلم 5 سنوات، وإصابة 6 آخرين تم تحويلهم إلى مستشفى نويبع المركزي، وهم عبدالموجود سعد السيد، 13 سنة قنا، ومسعد سعد الدين 42 سنة غربية، ومحمد سمير مهدى 20 سنة، ملوي المنيا، وسعد الدين محمد على، 14 سنة قنا، وعلى المغربي محمد 27 سنة الأقصر، وحمدي سند النادي 47 سنة الأقصر.
وفي البحر الأحمر:
شهدت المحافظة بكافّة مدنها حالة من الطقس السيئ، حيث قطعت السيول الطريق ما بين "الزعفرانة/ الغردقة"، وطريق "القصير/ فقط"، كذلك طريق "مرسي علم/ إدفو".
وأدت شدة الأمطار الرعدية التي ضربت البحر الأحمر إلى انقلاب سيارة ملاكي نتيجة انحرافها عن مسارها بسبب هطول الأمطار بالكيلو 60 طريق رأس "غارب/الغردقة".
وأسفر الحادث عن تلفيات بالسيارة وإصابة راكبها إصابات خفيفة تم على اثرها نقله إلى مستشفى البحر الأحمر.
كانت الأجهزة الأمنية بالبحر الأحمر أغلقت طريق "الزعفرانة/غارب/الغردقة"، في الاتجاه القادم من القاهرة بدءا من نقطة التفتيش الأمني بالزعفرانة، والاتجاه القادم من الغردقة بدءا من نقطة التفتيش الأمني بالأحياء لسوء الأحوال.
وفي محافظة أسوان:
قال المحافظ مصطفى يسري، إنه تم حصر الخسائر الناجمة عن سقوط الأمطار والعواصف الترابية الشديدة التي تعرضت لها المحافظة يوم الأربعاء الماضى، مشيرًا إلى أن غرفة عمليات المحافظة تلقت عدة بلاغات من مختلف المراكز الإدارية عن هذه الخسائر.
وأوضح المحافظ، أنه على مستوى مركز أسوان، فقد شهدت منطقة الناصرية انهيار 4 منازل، وفي مركز كوم أمبو شهدت قرى أقليت وحجازة والمنشية والكفور، سقوط 41 نخلة و27 شجرة و6 أعمدة كهرباء، كما شهدت قرى الكلح غرب ووادي الصعايدة بمركز إدفو سقوط 175 نخلة.
وأكد المحافظ تم تكليف فرق ومجموعات الصيانة بالكهرباء والمحليات، إضافة إلى الحماية المدنية لرفع هذه التراكمات وخاصة من على الطرق الداخلية والسريعة لاستئناف حركة سير السيارات، كما استؤنفت حركة الملاحة النهرية بعد انتهاء العاصفة واستقرار الأحوال الجوية.
إدارة الأزمات:
من جانبه، قال دكتور مغاوري شحاتة، رئيس لجنة إدارة الأزمات التابعة لأكاديمية البحث العلمي وخبير السيول والمياه الجوفية، إن ظاهرة السيول معروفة عالميا وليس لها علاقة بظاهرة إعصار "النينو" ونتائجه عالميا، بل إنها شيء معتاد عليه في فصلي الربيع والخريف، ومن خلال التضاريس وتوزيع المياه نستطيع تحديد المناطق الخطيرة والمأمونة.
وأضاف أن الدراسات أثبتت أن السيول في مصر موزعة على البحر الأحمر وشبه جزيرة سيناء والوادي، ولكن المشكلة لدينا أن البحث العلمي منفصل عن تصميم الطرق، فما حدث في السيل الأخير حذرنا منه نتيجة بناء القرى السياحية والبيوت في طريق السيل وهذا ما حدث مع "قرى سوميد السياحية".
وأوضح أننا مازالنا نتعامل بعشوائية مع الكوارث الطبيعية، وكل سنة نرى تصريحات المحافظين تقول إنه يوجد مخرات السيول ونجد خسائر مهولة، مشيرا إلى أن حركة السيول وما تحمله من صخور صغيرة وكبيرة مقننة ومعروفة، لذلك نرجو أن نسير وفقا لمخططات علمية منظمة لتفادي الأخطاء المتكررة.
وقد قال اللواء أسامة سنجر، مسئول وحدة إدارة الأزمات بمركز دعم واتخاذ القرار برئاسة الوزراء، من قبل، أن هناك قرارا وزاريا معني بإدارة الكوارث رقم 1537 - لسنة 2009 - بشأن تشكيل لجنة قومية لإدارة الأزمات والكوارث والحدّ من أخطارها بمجلس الوزراء، وقام مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء بإنشاء قطاع إدارة الأزمات والكوارث والحدّ من أخطارها ليتولى مهام الأمانة الفنية لكل من اللجنتين القومية لإدارة الأزمات والكوارث والحدّ من أخطارها والاستشارية، والاضطلاع بمسئولية متابعة تنفيذ البرامج والخطط الوطنية لإدارة الأزمات والكوارث والحدّ من أخطارها، وإعداد برامج التدريب المختلفة، ونشر الوعي الثقافي بإدارة الأزمات الكوارث والحدّ من أخطارها، وتقديم الدعم الفني لقطاعات الدولة المختلفة لتمكينها من إعداد البرامج والخطط الخاصة بالاستعداد والتصدِّي للأزمات والكوارث والحدّ من أخطارها.
وانتقد حينها الاتهامات الموجهة للوحدة بأنها غير مفعلة ولا تعمل قائلا: ''اللجنة موجود وأعضائها من الوزارات والمحافظات، ويتم اجتماع اللجان التنسيقية والاستشارية بشكل دوري، ويوجد وحدة إدارة أزمات بكل محافظة، ولكن تختلف من محافظة لمحافظة حسب رؤية المحافظ ووعيه واهتمامه بالكوارث.
وأكد أن هناك خططا وإستراتيجيات للسيول والزلازل ويتم مراجعة المحافظات قبل موسم السيول ويأتي تقرير بما تم إنجازه من أعمال قبل موسم السيول وما تم من تطهير للمخرات ومجاري السيول، والتأكد من عدم البناء في مجراها، وكل ما ينطبق على السيول ينطبق على الزلازل ويتم التنسيق مع معهد البحوث الفلكية وما لديه من شبكة لرصد الزلازل وهي مرتبطة بالشبكة العالمية.
وقال اللواء عادل كساب؛ مدير إدارة الأزمات بمحافظة جنوب سيناء، إنه لم يحدث كما أشيع أننا استنجدنا بطائرات من القوات المسلحة، ولا مفقودين لدينا، موضحًا أن الطفل المتوفى كان يجلس على كافتيريا كانت في طريق السيل، إضافة إلى 7 مصابين تم تعويضهم من المحافظ.
واستكمل قائلا: "إن السيل ليس كله شر كما يعتقد البعض، بل يوجد جانب إيجابي، إننا ملأنا بحيرة "وادي تيره" ومساحتها مليون متر مكعب بالمياه.
وأشار إلى أن المحافظة كان لديها علم بشأن السيل من يوم الاثنين الماضي، ولكنه لم يكن متوقعًا بتلك القوة، موضحًا أن هذا لم يحدث منذ أكثر من عشر سنوات، ولم نكن نتوقع أن يحدث، وفي مدينة طابا خصيصًا، مضيفًا أن آخر سيل كان في أبو صيرة في 2010 ولم يكن بتلك القوة. 
وأضاف كساب: "انتهينا من 75% من معدات الدعم القادمة من الجيش الثالث، وتم عمل ثلثي محطات شفط ستنتهي آخر اليوم من عملها، إضافة إلى فتح طريق طابا بعد أن ردمه السيل بعمق 30 كيلومترًا، مشيرًا إلى أن طريق نويبع ما زال مغلقًا، مضيفًا أنه بالأمس تم دخول عربتين "تريلا" محملين بالأغذية والمياه، وبدأت الأمور في العودة لحالتها الطبيعية.
حقوقيون:
وفى هذا السياق، أعرب الناشط الحقوقى محمد زارع عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، عن استيائه من ما يحدث في مصر، والأرواح التي تزهق نتيجة السيول ونتيجة إهمال الدولة، مشيرا إلى أن البنية التحتية للدولة انهارت بالفعل نتيجة الفساد التي كانت فيه البلاد خلال الـ30 سنة الماضية.
وأضاف أنه قديما كان هناك أجمل مناظر يتم رؤيتها في المدن بعد الأمطار في الإسكندرية وسيناء والقاهرة، لأن حينها كانت البلاد مخططة بشكل معين كانت هناك مجارٍ مائية واستعدادات تامة، لكن الآن أصبحت الأمطار كوارث بدل من أن تكون خير على سيناء أو الصعيد تحولت من سيول إلى نكبات، وبعد أن كان يتم الاستفادة منها في الزراعة أو الشرب، بدأت تتحول لنكبة.
وأشار "زارع" إلى أن مشكلة إدارة الأزمات عليها أن تحلل الوضع جيدا، وسبب ذلك هو انهيار البنية التحتية، والفساد الذي أصبح منتشرا في المجتمع، ومياه الأمطار نراها الآن تحت الكبارى ونتيجة هذا الأمر تحولت هذه الأماكن لنكبات بدلا مما أن تبقى في نظافة.
وأكد أن إدارة الأزمات نتيجة عجزها أنهارت البنية التحتية نتيجة الفساد وعدم وجود رؤية حقيقية، في كل فساد الأعوام الماضية نراها الآن في وقتنا الحالى، لافتا أن المواطنين يعانون من الأمطار والمجارى وقلة مياه الشرب والكهرباء وذلك نتيجة العشوائية وعدم التخطيط الصحيح، مشيرا إلى أن الأمطار بدل من تكون خيرا على المدن والقرى أصبحت تتسبب في انهيار المنازل وانقطاع في خطوط الاتصالات، وذلك نتيجة التعامل مع تلك الأمور بكل سلبية، وأنه لا يوجد أي حلول جذرية لتلك المشاكل.
قال الناشط الحقوقى سيد صبحى عضو مركز نضال للحقوق والحريات، إن إدارة الأزمات دائما ما توعد ولا تفى بوعودها، لافتا إلى أنها ليس لديها القدرة على تنفيذ وعودها.
وأضاف أنه في كل مرة يقع ضحايا من مواطنين فقراء ولا يوجد أي اهتمام من قبل إدارة الأزمات، مشيرا إلى أنها قد تتدخل وتنفذ جزءا من وعودها عندما تحدث واقعة كبيرة ويقوم الإعلام بتسليط الضوء عليها، في ذلك الوقت فقط تقوم بالتدخل على الفور.
وشدد "صبحى" إننا نحتاج إلى تدخل المجتمع المدنى لحل مثل هذه الأزمات، لأن إدارة الأزمات ليس لديها القدرة أن تحقق وعودها، علما بأن المجتمع المدنى لديه الحلول والقدرة على المشاركة حتى يتم حل الأزمات، إلا أنه يوجد عليه قيود في المشاركة لإدارة وحل هذه الأزمات.