السبت 19 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

خطر استخدام المخلفات في مصر.. عشرات من الأصناف يعاد تدويرها أخطرها إعادة استخدام حفاضات الأطفال حشو "مراتب ومخدات" وإعادة التعبئة لفوارغ المياه الغازية.. ومراقبون: تحايل ذكي على الفقر المصري

مصنع
مصنع
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعرف العالم إعادة التدوير بأنها عملية تحويل النفايات أو المنتجات عديمة الفائدة إلى مواد أو منتجات جديدة جودتها أفضل أو لها فائدة بيئية أحسن، وهذا معنى يختلف تماما عن إعادة الاستخدام التي تتم في مصر ولأشياء لم يخطر على بال أحد أن تتم إعادة استخدامها، ففي مصر فقط يتم استعمال زجاجات المياه الغازية في حفظ المياه بالثلاجة أو علب الآيس لكريم في حفظ بقايا الطعام، وغيرها من تصرفات يتفق الجميع على أنها تحايل ذكي جدا على الفقر وإعادة تدوير لهذا الفقر، ولم يتوقف الأمر على إعادة الاستخدام المنزلي بل الأمر قد تعدى ذلك إلى إعادة الاستخدام على المستوى التجاري فوجدنا محال العصير تعيد استخدام زجاجات المياه المعدنية في بيع العصير وعلب وصفائح الجبن تتم إعادة استخدامها مع منتجات أخرى.

هنا يقول عامر عبد ربه، صاحب أحد محال عصير القصب في شارع صبري أبو علم بوسط البلد، إن كل الزجاجات التي تملأ العصير الذي يبعه للناس زجاجات يشتريها من تاجر معروف منذ سنوات يدعى حامد سلامة، فهو يشتري 100 زجاجة بتكلفة 25 جنيها، موضحًا أن الأسعار تختلف من الصيف للشتاء، في الصيف يكون السعر أقل من الشتاء، حيث إن الصيف يستخدم الناس زجاجات المياه الغازية بشكل كبير، وهو ما يجعل هناك وفرة في الزجاجات، وبالتالي السعر يقل عن الشتاء، كما أن السعر يختلف بحسب حجم الزجاجات، فـ100 زجاجة كبيرة بتكلفة 25 جنيها، و100 زجاجة صغيرة بتكلفة 18 جنيها، فالفرق واضح.

وقال عوض عبد الرحيم، عامل في أحد محال العصير في شارع رمسيس، نحن نشتري الزجاجات من مصنع صغير يجمع الزجاجات وينظفها، ويعيد بيعها مرة أخرى، وهذا المصنع موجود في منطقة المرج، ويبيع 110 زجاجات كبيرة بتكلفة 25 جنيها، و130 زجاجة صغيرة بتكلفة 16 جنيها، وأحيانًا تزيد تلك الأسعار أو تقل حسب السوق، ونحن وغيرنا من محال العصير نشتري من تجار الزجاجات لكي نبيع العصير، وإلا نبيع العصير في قراطيس ورق للزبائن. 

أما محمد عبدالستار فقد صعق الجميع عندما روى حكايته مع إعادة التدوير، حيث قال عبدالستار، إنه يعمل في مصنع لإعادة تدوير حفاضات الأطفال المستعملة وذلك من خلال تنظيفها من فضلات الأطفال واستخدام الأقطان الموجودة بها في حشو المخدات والمراتب الجاهزة، وأضاف عبدالستار أن العملية مربحة جدا ولا تتكلف شيئا فصاحب المصنع يشتري البامبرز المستخدم من جامعي القمامة المتواجدين في منطقة قريبة من مصنعه الكائن في اسطبل عنتر بثمن يكاد لا يذكر ثم يستخدمه بعد التنظيف في المراتب والمخدات، بل إنه في إحدى الصفقات باع هذا القطن لمصنع يقوم بصناعة لعب الأطفال القطنية من دباديب وغيرها.

ومن السيدة زينب، قال عرابي الضو، العامل في أحد محال الملوحة، نحن نشتري الصفائح التي نبيع فيها الملوحة والفسيخ من مجموعة من التجار وليس من تاجر واحد، لأنهم كثيرون، وكل واحد بسعر، وكل واحد معروف عنه جودة معينة، ونحن نتعامل مع الجميع لأننا نشتري صفائح من كل الأنواع، فهناك العلب الصغيرة التي تباع الـ100 علبة منها بتكلفة 12 جنيها، وهي علب دائمًا ما تكون في حالة سيئة، وهناك العلب المتوسطة فئة 22 جنيها لكل 100 قطعة، وهناك علب متوسطة الحجم تتكلف 30 جنيها لكل 100 علبة، وهي أجود الأنواع، أما عن العلب الكبيرة فنحن لا نشتريها لأنها تفوق حاجتنا، لا سيما أن سعرها يرتفع باستمرار.

ومن نفس المنطقة، وبالقرب من مسجد السيدة زينب، تحدث موسى عبد الرحمن، بائع كشري متجول، يبيع الكشري والمكرونة في علب بلاستيكية للناس، وبسؤاله عن مصدر تلك العلب قال متبسمًا "أولاد الحلال بيدوهاني أسترزق منها"، وبتفصيل أكثر قال موسى، أنا من سكان الدويقة، ولي جار يعمل في أحد مطاعم الكشري الكبرى في وسط البلد، هذه المطاعم تستغني عن العلب التي تعتبر في نظرهم متهالكة، وحتى يمكن أن يشمئز منها الزبون "العليوي"، فأذهب أنا لأشتريها بما نتفق عليه، وصاحب المحل دائمًا ما يكون تساهل معي فأحيانًا أشتري 50 علبة بتكلفة 7 جنيهات فقط، ولكن أحيانًا لا تكون هناك علب متهالكة لدى تلك المحال، فاضطر إلى الشراء من "إبليس"، وهو عامل قمامة مشهور في منطقة السيدة زينب، بحسب كلام موسى، الذي يبيع له 50 علبة من الحجم المتوسط بتكلفة 11 جنيها، وهي تقل في جودتها عن علب المحال على حد وصفه.