تُعد العشر الأواخر من رمضان من أعظم الأيام التي يُستحب فيها الإكثار من العبادات، وعلى رأسها الدعاء، فهو وسيلة لتحقيق الأمنيات، وتفريج الكربات، ومغفرة الذنوب، وقد حثّ النبي ﷺ على اغتنام هذه الأيام المباركة بالدعاء والتضرع إلى الله، خاصة في الأوقات التي يُرجى فيها استجابة الدعوات، لذا على كل مسلم أن يكون حريصًا على هذه اللحظات الذهبية التي قد تغيّر حياته للأفضل.
لماذا الدعاء في العشر الأواخر مهم؟
الدعاء هو عبادة عظيمة، وقد وعد الله بالإجابة لكل من يدعوه بصدق، فقال سبحانه: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون" (البقرة: 186)، وفي العشر الأواخر، تتنزل الرحمات، وتُفتح أبواب السماء، ويكون الدعاء أقرب للقبول، خاصة إذا صادف ليلة القدر، التي أخبرنا الله عنها بأنها "خير من ألف شهر".
أوقات ذهبية لا تفوتها في العشر الأواخر
1. الثلث الأخير من الليل
وهو من أعظم الأوقات التي يُستجاب فيها الدعاء، فقد قال النبي ﷺ: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟"، فاجعل لك وردًا ثابتًا من الدعاء في هذا الوقت، واستغل لحظات السحر في التضرع وطلب المغفرة.
2. وقت السجود
قال النبي ﷺ: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء" (رواه مسلم). فالسجود لحظة خضوع كامل لله، وهي من أقوى الأوقات لاستجابة الدعاء، فعند كل سجدة، سواء في الفريضة أو النافلة، ادعُ الله بما تشاء، وأطل السجود قدر الإمكان.
3. عند الإفطار
قال النبي ﷺ: "إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد" (رواه ابن ماجه). فهذه اللحظة من أفضل الأوقات للدعاء، حيث يكون الصائم قد أتم عبادته خالصة لله، فقبل أن تفطر، ارفع يديك وادعُ الله بقلب خاشع، واطلب منه كل ما تتمنى.
4. ليلة القدر
وهي أعظم ليلة في العام، وقد قال النبي ﷺ عندما سُئل عن الدعاء فيها: "قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني" (رواه الترمذي)، فاجعل هذه الليلة مليئة بالصلاة، والدعاء، وقراءة القرآن، واطلب من الله كل ما تتمنى.
كيف تجعل دعاءك مستجابًا؟
- الإخلاص في الدعاء والتوجه إلى الله بقلب صادق.
- البدء بحمد الله والصلاة على النبي قبل الدعاء.
- اليقين بالإجابة وعدم التعجل.
- الإلحاح في الدعاء وعدم التوقف بعد مرة أو مرتين.
- تجنب المعاصي، لأن الذنوب قد تكون سببًا في منع الاستجابة.