الأربعاء 19 مارس 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

معركة القانون والدبلوماسية.. القصة الكاملة لتحرير طابا

عيد تحرير طابا
عيد تحرير طابا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تُعد ذكرى 19 مارس 1989 واحدة من أهم المحطات في تاريخ مصر الحديث، حيث شهد هذا اليوم استعادة مدينة طابا ورفع العلم المصري فوق أرضها، إيذانًا بانتهاء آخر فصول الصراع المصري الإسرائيلي بعد حرب أكتوبر 1973. ورغم أن الحرب أعادت لمصر سيادتها على معظم أراضي سيناء، فإن طابا كانت الاستثناء الأخير الذي تطلب معركة دبلوماسية وقانونية امتدت لسنوات حتى استعادت مصر حقها كاملًا.

طابا.. قطعة من أرض الفيروز

تقع مدينة طابا في أقصى شمال خليج العقبة، وهي منطقة استراتيجية تمتاز بموقعها الفريد وطبيعتها الخلابة، مما جعلها مطمعًا للقوى الاستعمارية عبر التاريخ. 

وبعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1978، بدأت إسرائيل في الانسحاب التدريجي من سيناء، لكنها أبقت على طابا، بحجة أنها ليست ضمن الأراضي المصرية التي يشملها الاتفاق.

المعركة القانونية لاستعادة طابا

بعد فشل المفاوضات المباشرة بين مصر وإسرائيل بشأن طابا، لجأت القاهرة إلى التحكيم الدولي كخيار سلمي لاسترداد الأرض. 

وفي 29 سبتمبر 1988، أصدرت هيئة التحكيم الدولية حكمها التاريخي الذي قضى بأحقية مصر في طابا، وألزم إسرائيل بالانسحاب منها.

وفي 19 مارس 1989، تحقق النصر الدبلوماسي المصري عندما تسلمت مصر أرض طابا رسميًا، ورفع الرئيس الأسبق حسني مبارك العلم المصري فوقها، إيذانًا باستعادة آخر شبر من الأرض المصرية المحتلة.

دروس وعبر من تحرير طابا

  1. الانتصار بالحرب والدبلوماسية: كما استعادت مصر أرضها بالسلاح في حرب أكتوبر، استعادت طابا بالحكمة والقانون الدولي.
  2. التلاحم الوطني: لعبت جميع مؤسسات الدولة دورًا في استرداد طابا، من الجيش إلى الدبلوماسية والمحامين المصريين.
  3. أهمية توثيق الحدود: كان للخرائط والمستندات التاريخية دور حاسم في إثبات أحقية مصر في الأرض.

طابا اليوم.. رمز للنصر والتنمية

أصبحت طابا من أبرز الوجهات السياحية في مصر، حيث تشتهر بشواطئها الخلابة، ومنتجعاتها الراقية، وموقعها المثالي للغوص والاستجمام، كما أنها تظل رمزًا للكرامة الوطنية والانتصار الدبلوماسي الذي حققته مصر بالحكمة والصبر.

وقد خاضت مصر عبر تاريخها العديد من المعارك الدبلوماسية لاستعادة أراضيها والدفاع عن سيادتها الوطنية، مؤكدة أن القوة لا تقتصر على السلاح فقط، بل تمتد إلى قاعات المفاوضات والمحاكم الدولية، فمن مفاوضات جلاء الاحتلال البريطاني إلى معركة التحكيم الدولي لاستعادة طابا، أثبتت الدبلوماسية المصرية قدرتها على انتزاع الحقوق بالحجة والقانون.