في شهر رمضان المقبل، سيشهد سكان الأرض ظاهرة فلكية مثيرة، وهي الخسوف الكلي للقمر، الذي يُعرف أيضًا باسم "القمر الدموي"، وستحدث هذه الظاهرة في ليلة 13-14 مارس، والتي تتزامن مع منتصف الشهر المبارك، ما يجعلها حدثًا فريدًا ومميزًا لمحبي الفلك وعلماء الفضاء، وفقًا لما تم نشره بموقع Timeanddate.com.
سيشهد سكان بعض الدول حول العالم ظاهرة تحول القمر إلى لون أحمر ساطع، وذلك في فترة تمتد لخمس ساعات تقريبًا، ويبدأ الخسوف عندما يدخل القمر تدريجيًا في ظل الأرض، ليغطيه بالكامل لفترة تصل إلى 65 دقيقة، حيث يتحول القمر إلى اللون الأحمر المميز الذي يعرف بالقمر الدموي.
ويحدث الخسوف الكلي للقمر عندما تكون الأرض بين الشمس والقمر بشكل مباشر، مما يؤدي إلى سقوط ظل الأرض المعروف بالظل الداخلي أو "الأمبرا" على سطح القمر، مما يحجب الضوء المباشر من الشمس، ولكن الضوء الذي يعبر الغلاف الجوي للأرض يتم تصفيته، فيمر الضوء الأحمر بينما يمتص الضوء الأزرق والألوان الأخرى، ما يجعل القمر يظهر باللون الأحمر، تمامًا كما يحدث أثناء شروق وغروب الشمس.
مراحل خسوف القمر خلال شهر رمضان
المرحلة الأولى: يبدأ القمر بالدخول في "البنومبرا" أو شبه الظل، حيث يتلاشى بريقه تدريجيًا وتبدأ إشعاعاته في التراجع.
المرحلة الثانية: يدخل القمر في ظل الأرض الداكن، أو ما يعرف بـ"الأمبرا"، ما يؤدي إلى تحول القمر تدريجيًا إلى اللون الأحمر المميز.
المرحلة الثالثة - الخسوف الكلي: في هذه المرحلة، يصبح القمر بالكامل مغطى بظل الأرض، ويتحول إلى "القمر الدموي"، وهي اللحظة الأكثر إثارة في الظاهرة.
المرحلة الرابعة: يبدأ القمر بالخروج من ظل الأرض، حيث تبدأ إضاءته في العودة تدريجيًا.
المرحلة الخامسة: يخرج القمر تمامًا من ظل الأرض، ويستعيد لونه الطبيعي كما كان قبل الخسوف.
وقد وقعت ظاهرة الخسوف الكلي للقمر "القمر الدموي" خلال شهر رمضان في عدة مناسبات سابقة، وتعتبر هذه الظاهرة نادرة إلى حد ما، حيث يتطلب حدوثها أن يتزامن الخسوف الكلي مع فترة معينة من السنة الهجرية، أي خلال الشهر الذي يكون فيه القمر في مرحلة اكتماله في الوقت نفسه الذي يتوسط فيه الظل الأرضي، ومن أبرز الأمثلة على ذلك:
عام 2015: شهد العالم خسوفًا كليًا للقمر في 4 أبريل 2015، الذي تزامن مع بداية شهر رمضان في العديد من البلدان، وعلى الرغم من أن هذا الخسوف لم يحدث في منتصف رمضان، إلا أن الظاهرة وقعت في شهر رمضان المبارك في بعض الدول.
عام 2003: وقع خسوف كلي آخر للقمر في 16 مايو 2003، والذي تزامن مع بداية رمضان في ذلك العام، حيث كانت فرصة لمتابعة ظاهرة "القمر الدموي" في هذا الشهر.
عام 2025: سوف نجد أن الخسوف الكلي المتوقع في 13-14 مارس يوافق منتصف رمضان لهذا العام، مما يجعله حدثًا فلكيًا مميزًا ومثيرًا للمراقبة خلال الشهر الكريم، حيث سيستمتع الكثيرون من مختلف أنحاء العالم بمراقبة هذا الظاهرة الطبيعية الجميلة.