بملامح بريئة وابتسامة لا تفارق وجهه، يجسد آدم محمد روح الطموح والمثابرة، فتى لم يتجاوز الثالثة عشرة، لكنه يحمل في داخله شغفًا يشبه جناحي حمامه الذي يعشقه ويربيه بحب، في ركن صغير من منزله، يقف متأملًا طيوره وهي تحلق في السماء، وكأنها تعكس أحلامه التي لا تعرف حدودًا.
ليس غريبًا أن يكون هذا الفتى متفوقًا، فقد احتل المركز الثاني على مستوى إدارة شمال الجيزة التعليمية بمجموع 139.7، محققا المركز الأول، ليضيء اسمه في سماء المتفوقين، بين دفاتره وكتبه، يجد آدم متعته، وكأن المذاكرة بالنسبة له ليست مجرد واجب، بل رحلة ممتعة تشبه مراقبته لعصافيره التي يطلق عليها أسماء محببة مثل "زعتر" و"مشمس" و"فستق".
عائلته الصغيرة كانت أول من احتفى بإنجازه، فوالدته أعدّت له مفاجأة خاصة، ووالده وعده بهدية لا يزال يحتفظ بسرّها، بينما إخوته ملك ومريم وأيمن يشاركونه الفرح، وكأن تفوقه إنجاز يخصهم جميعًا، ولم يكن فرح آدم يقتصر على الابتسامات، بل أطلق حمامه في السماء، كطقس احتفالي خاص به، فهو يرى في تحليق الطيور انعكاسًا لطموحه الذي لا سقف له.
ورغم عشقه للكتب، وتربية الحمام، لا يغفل آدم شغفه بكرة القدم وألعاب الفيديو، فهو يؤمن أن التوازن سر النجاح، وأن العقل يحتاج إلى مساحات من اللعب تمامًا كما يحتاج إلى أوقات الجِد، واليوم، وبينما يستعد للفصل الدراسي الجديد، لا يفكر آدم فقط في الحفاظ على تفوقه، بل يتطلع إلى المزيد، فربما يأتي اليوم الذي يحلق فيه بأحلامه كما يحلق حمامه في سماء مفتوحة لا نهاية لها، ويحلم بدخول كلية الهندسة.
![](/Upload/libfiles/748/6/450.jpg)
![](/Upload/libfiles/748/6/447.jpg)