الجمعة 17 يناير 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

جماعة الإخوان ونظرية القطيع.. مقاربة سوسيولوجية

ارشيفية
ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يُعد سلوك القطيع ظاهرة اجتماعية ونفسية تعبر عن ميل الأفراد إلى اتباع الجماعة دون تفكير أو تحليل مستقل، حيث يتخلون عن آرائهم الشخصية لصالح الاتجاه السائد. 

يمكن ملاحظة هذا السلوك في مجالات متعددة، مثل الحياة الاجتماعية، والسياسة، والاقتصاد، وحتى في الفضاء الرقمي. 

وغالبًا ما ينبع من حاجة الإنسان إلى القبول الاجتماعي والخوف من العزلة، مما يدفعه إلى مجارات التيار العام بدلًا من اتخاذ مواقف فردية قد تضعه في مواجهة الأغلبية.

في السياق الإسلامي، يظهر سلوك القطيع في بعض الجماعات التي تعتمد على الطاعة المطلقة للقيادة، ورفض الاجتهاد، والتعبئة العاطفية، والتحكم في الإعلام، مما يؤدي إلى انغلاق فكري وغياب النقد الذاتي. تنطبق هذه الديناميكية بشكل خاص على جماعة الإخوان المسلمين، التي تستغل سلوك القطيع لتعزيز نفوذها بين الاتباع، سواء عبر وسائل الإعلام أو من خلال التأثير على أفرادها في الشارع ومواقع التواصل الاجتماعي. ومع ذلك، فإن هذا النمط من الامتثال الأعمى قد يؤدي إلى نتائج كارثية على المستوى الفردي والمجتمعي، حيث يعوق التطور الفكري، ويمنع المراجعة الذاتية، ويعزز الاستقطاب والتطرف.

الجذور النفسية والاجتماعية لسلوك القطيع

يعود سلوك القطيع إلى دوافع نفسية عميقة، حيث يسعى الأفراد بطبيعتهم إلى القبول الاجتماعي و يتجنبون العزلة أو الرفض. فالإنسان كائن اجتماعي بطبيعته، ويحتاج إلى الشعور بالانتماء لجماعة تحيط به وتدعمه. عندما يجد الفرد أن غالبية المحيطين به يتبعون سلوكًا معينًا أو يتبنون رأيًا محددًا، فإنه يشعر بضغوط نفسية تدفعه إلى مجاراتهم حتى لو كان لديه رأي مخالف. هذه الضغوط قد تنبع من الخوف من التهميش أو الإقصاء، خاصة في المجتمعات التي تعطي أهمية كبيرة للرأي الجماعي وتعتبر الخروج عنه نوعًا من التمرد أو التحدي غير المرغوب فيه، وبالتالي، فإن اتباع القطيع قد يكون آلية دفاعية يلجأ إليها الأفراد لحماية أنفسهم من النقد أو العزلة الاجتماعية.

إضافة إلى ذلك، تلعب الضغوط الاجتماعية والثقافية دورًا محوريًا في تعزيز سلوك القطيع، حيث يُفضل الكثيرون اتخاذ قرارات تتماشى مع التيار العام بدلاً من تحمل عناء التفكير المستقل أو المخاطرة بمخالفة الأغلبية.

 ففي بعض الحالات، يتجنب الأفراد اتخاذ مواقف فردية خوفًا من الفشل أو من تحمل مسؤولية نتائج قراراتهم. على سبيل المثال، في بيئة العمل أو في الأوساط السياسية، قد يختار الشخص مسايرة الرأي السائد بدلاً من التعبير عن رأيه الحقيقي، وذلك لتجنب العواقب السلبية المحتملة مثل العزل أو فقدان الفرص. 

هذا النمط من التفكير يخلق بيئة تعزز الامتثال الأعمى، حيث تصبح الراحة في اتباع الجماعة أكثر أهمية من البحث عن الحقيقة أو اتخاذ قرارات مبنية على تحليل شخصي مستقل.

 

تجليات سلوك القطيع لدى الجماعات الإسلامية

سلوك القطيع يظهر بشكل واضح في بعض الجماعات الإسلامية، حيث يتم تبني الأفكار والممارسات دون تمحيص أو اجتهاد فردي، مما يؤدي إلى انتشار أنماط تفكير متشابهة تخلو من النقد الذاتي أو المرونة الفكرية، هذا السلوك يتجلى في عدة مظاهر:

1. الطاعة المطلقة للقيادة

تُعزز بعض الجماعات الإسلامية مفهوم الولاء المطلق للقائد، بحيث يصبح رأي الزعيم أو المفتي مرجعية لا تقبل الجدل أو النقاش. في هذه البيئة، لا يُسمح للأتباع بمساءلة القرارات أو التوجيهات، حتى لو كانت تتعارض مع المنطق أو الظروف المتغيرة. يتم تصوير القائد على أنه معصوم من الخطأ، مما يجعل الأفراد يعتمدون بالكامل على توجيهاته، دون تفكير أو مراجعة. هذه الظاهرة تخلق حالة من الامتثال الأعمى، حيث يُنظر إلى أي اختلاف في الرأي على أنه خروج عن الطاعة، وقد يُعامل المخالف بعقوبات اجتماعية أو حتى دينية.

هذا النوع من الطاعة المطلقة يؤدي إلى شلل التفكير النقدي لدى الأفراد، حيث يُطلب منهم اتباع الأوامر دون تمحيص أو تحليل مستقل. في بعض الحالات، قد تتخذ الجماعة قرارات تتعارض مع مصلحة أعضائها أو حتى مع تعاليم الدين الأساسية، لكن الالتزام القطيعي يمنع الأفراد من الاعتراض. وعندما تُفرض هذه العقلية على نطاق واسع، تُنتج بيئة فكرية مغلقة تمنع الإبداع والابتكار، مما يؤدي إلى تكرار الأفكار ذاتها عبر الأجيال دون تطوير أو مراجعة حقيقية.

2. رفض الاجتهاد والتعددية الفكرية

تتبع بعض الجماعات الإسلامية نهجًا متصلبًا في فهم النصوص الدينية، حيث ترفض أي اجتهاد جديد أو تفسير بديل. يتم تصوير تفسير معين على أنه الحقيقة المطلقة، بينما تُعتبر التفسيرات الأخرى انحرافًا عن الدين. هذه العقلية تجعل الأتباع يعتقدون أن أي محاولة لمناقشة القضايا الدينية أو إعادة فهمها وفقًا للواقع المعاصر هي نوع من التمرد أو الضلال. نتيجة لذلك، يصبح الفكر الإسلامي في هذه الجماعات جامدًا وغير قادر على التكيف مع التغيرات الاجتماعية والسياسية، مما يؤدي إلى فجوة بين الفكر الديني وحاجات المجتمع.

الخوف من مخالفة الرأي السائد داخل الجماعة يجعل الأفراد يتجنبون طرح تساؤلات أو البحث عن مصادر معرفية بديلة. يؤدي ذلك إلى إعادة إنتاج الأفكار نفسها دون تطويرها، مما يعزز حالة من الجمود الفكري. كما أن رفض التعددية الفكرية يُنتج حالة من الإقصاء الداخلي، حيث يُعامل المفكرون والمجددون بريبة وشك، وقد يُتهمون بالخروج عن تعاليم الدين. في النهاية، يؤدي هذا النهج إلى عزل الجماعة عن التيارات الفكرية المتنوعة داخل العالم الإسلامي نفسه، مما يُضعف قدرتها على التأثير في المحيط الأوسع.

3. التقليد الأعمى في الممارسات الدينية والاجتماعية

في العديد من الجماعات الإسلامية، يتم تبني ممارسات دينية واجتماعية معينة وكأنها جزء أساسي من العقيدة، رغم أنها قد تكون نابعة من تقاليد ثقافية أو بيئية خاصة بزمان ومكان معينين. على سبيل المثال، يتم فرض أنماط معينة من اللباس أو السلوك الاجتماعي على الأفراد، ويتم تصويرها على أنها "الطريقة الشرعية الوحيدة"، رغم عدم وجود نص ديني قطعي يدعمها. هذا التقليد الأعمى يجعل الأتباع غير قادرين على التمييز بين العادات الاجتماعية والتعاليم الدينية الجوهرية، مما يؤدي إلى تحويل الدين إلى مجموعة من القواعد الشكلية بدلًا من كونه منظومة قيمية وروحية.

هذا النوع من السلوك القطيعي يُساهم في إغلاق باب التطوير الاجتماعي والثقافي داخل المجتمعات الإسلامية، حيث يصبح الالتزام بالممارسات القديمة شرطًا أساسيًا للقبول داخل الجماعة. أي محاولة لتحديث أو إعادة تفسير هذه الممارسات تُقابل بالرفض والتخوين وهكذا، تتحول بعض المجتمعات الإسلامية إلى كيانات منغلقة على ذاتها، تحكمها تقاليد متوارثة دون مراجعة نقدية، مما يعيق قدرتها على مواكبة العصر.

4. التأثر بالدعاية الجماعية والتعبئة العاطفية

تعتمد بعض الجماعات الإسلامية على الخطاب العاطفي الحماسي كوسيلة لحشد الأتباع وتوجيههم نحو أهداف محددة، يُستخدم في ذلك التكرار الإعلامي، والخطب الدينية الحماسية، والشعارات الرنانة التي تثير المشاعر أكثر مما تقدم حججًا عقلانية. هذا الأسلوب يُشجع الأفراد على اتخاذ مواقف دون تحليل منطقي، حيث يتم تحفيزهم عبر العاطفة بدلاً من التفكير النقدي. بهذه الطريقة، يمكن للجماعة توجيه أعضائها بسهولة نحو قرارات معينة، حتى لو لم تكن تصب في مصلحتهم الحقيقية.

عندما يصبح الأفراد رهائن للمشاعر الجماعية، فإنهم يفقدون القدرة على التقييم الموضوعي للأمور.

 يتم تصوير القضايا على أنها "معركة بين الحق والباطل"، مما يدفع الأتباع إلى رفض أي نقاش أو تحليل بديل.

 هذا الأسلوب يُستخدم أيضًا لتبرير تصرفات معينة، حيث يتم إقناع الأفراد بأنهم في "حالة استثنائية" تتطلب اتخاذ إجراءات قد لا تكون مقبولة في الظروف العادية.

 وبهذا، يصبح الأفراد أكثر عرضة للانقياد وراء قرارات قد تكون ضارة لهم وللمجتمع ككل.

5. تكوين مجتمعات منغلقة ورفض الآخر

تتبنى بعض الجماعات الإسلامية نهج الانعزال عن المجتمع الأوسع، حيث تعتبر نفسها الفرقة الناجية وغيرها من الجماعات أو التيارات الإسلامية منحرفة أو مضللة. هذه العقلية تُنتج شعورًا بالتفوق الأخلاقي والفكري، حيث يتم إقناع الأفراد بأن أي فكرة أو ثقافة خارج إطار الجماعة هي تهديد لعقيدتهم وهويتهم. 

يؤدي ذلك إلى بناء مجتمع مغلق يرفض الحوار والتفاعل مع الآخرين، مما يُضعف إمكانية التفاهم بين مختلف التيارات الإسلامية والمجتمعات الأخرى.

هذا الانغلاق الفكري يُعزز التعصب الداخلي ويمنع النقد الذاتي. 

عندما يرفض الأفراد الاستماع إلى وجهات نظر مختلفة، فإنهم يصبحون أقل قدرة على التكيف مع التغيرات، مما يؤدي إلى انفصالهم عن الواقع الاجتماعي والسياسي.

 كما أن رفض النقد الداخلي يجعل الجماعة أكثر عرضة للانحراف والتطرف، حيث لا توجد آليات لمراجعة الأفكار والتوجهات. في نهاية المطاف، يؤدي هذا السلوك إلى عزل الجماعة عن محيطها وتقليل تأثيرها الإيجابي في المجتمع، مما يجعلها في حالة مواجهة دائمة مع أي طرف يخالفها في الرأي.

وفي الاخير فان سلوك القطيع في بعض الجماعات الإسلامية يُشكل عائقًا أمام الاجتهاد والتطور الفكري، حيث يُعزز الامتثال الأعمى ويمنع التفكير النقدي. الحل يكمن في تشجيع النقاش الحر، وقبول التعددية الفكرية، وتعزيز ثقافة الاجتهاد، مما يسمح للمجتمعات الإسلامية بالتطور والتكيف مع التغيرات دون التخلي عن مبادئها الأساسية.

 

جماعة الإخوان وسلوك القطيع:

تعتبر جماعة الإخوان واحدة من أبرز الجماعات التي يظهر فيها سلوك القطيع بوضوح، حيث تعتمد على الطاعة المطلقة للقيادة، ورفض الاجتهاد المخالف لنهجها، والتعبئة العاطفية، والتحكم في الخطاب الإعلامي، وبناء مجتمع منغلق. هذا النمط من السلوك القطيعي يتجلى في مواقع التواصل الاجتماعي، الممارسات في الشارع، والقنوات الإعلامية التابعة للجماعة.

1. الطاعة المطلقة للقيادة

تعتمد جماعة الإخوان على هيكل تنظيمي صارم يُلزم الأعضاء بالطاعة العمياء لقرارات القيادة، حتى لو كانت تتعارض مع المعطيات الواقعية أو المنطقية. يُنظر إلى قادة الجماعة على أنهم أصحاب رؤية صائبة لا تحتمل النقد، ويتم تصويرهم على أنهم رموز ملهمة لا يجوز التشكيك في قراراتهم. هذه العقلية القطيعية تجعل الأعضاء يتبعون التوجيهات بشكل غير نقدي، حتى لو كانت نتائجها كارثية، كما حدث في مصر بعد عام 2013 عندما أصرّت الجماعة على مواجهة الدولة بأساليب لم تكن محسوبة العواقب.

على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر هذا السلوك في التفاعل الجماعي مع أي توجيه يصدر عن القادة، حيث يقوم أعضاء الجماعة بإعادة نشر نفس الرسائل والأفكار دون مساءلة، على سبيل المثال، عندما يصدر بيان من قيادة الإخوان حول موقف معين، سرعان ما تنتشر منشورات موحدة بين الأتباع تتبنى وجهة النظر ذاتها، دون أي تنوع في الطرح أو النقد الداخلي.

2. رفض الاجتهاد والتعددية الفكرية

تتبنى جماعة الإخوان نهجًا فكريًا مغلقًا لا يسمح بمساحة للاجتهاد خارج إطار أيديولوجيتها.

 أي محاولات لإعادة التفكير في استراتيجيات الجماعة أو تطوير رؤيتها السياسية تُقابل بالرفض، ويتم تصنيف أصحاب هذه المحاولات كـ"مخالفين" أو حتى "خونة".

 هذا السلوك يظهر بوضوح في طريقة تعامل الجماعة مع أعضائها المنشقين، حيث يتم شيطنة أي شخص يقرر الابتعاد عن الخط الفكري للجماعة، كما حدث مع شخصيات مثل ثروت الخرباوي، ومحمد حبيب، الذين تعرضوا لحملات تشويه واسعة بعد إعلانهم الخروج عن التنظيم.

على مواقع التواصل الاجتماعي، يُلاحظ كيف يتم مهاجمة أي شخص يحاول تقديم رؤية نقدية للجماعة، حتى لو كان من داخلها. 

تُستخدم أساليب مثل التخوين، والتشكيك في النوايا، والتشهير الشخصي لإسكات أي صوت مختلف. كما تُمارس نفس الأساليب في الشارع، حيث يتم إقصاء المخالفين من الأنشطة الاجتماعية والدعوية للجماعة، مما يعزز مناخ الطاعة القطيعية.

3. التعبئة العاطفية والدعاية الإعلامية

تعتمد جماعة الإخوان المسلمين بشكل كبير على الخطاب العاطفي كأداة لتوجيه الأتباع.

 يتم استخدام المظلومية الدائمة، واستدعاء المشاعر الدينية، وتوظيف القصص المؤثرة لتأجيج المشاعر وتوجيه الجماهير نحو أهداف محددة. يظهر ذلك بوضوح في الخطب والمنشورات التي تركز على فكرة أن الجماعة تتعرض لـ"الاضطهاد" و"المؤامرات"، مما يدفع الأفراد إلى الانجراف وراء العواطف بدلاً من التفكير العقلاني.

في قنواتهم الإعلامية، مثل قناة "مكملين" و"الشرق" و"وطن"، يتم تقديم محتوى يعتمد على التكرار والتعبئة العاطفية، دون تقديم تحليلات عميقة أو طرح وجهات نظر متنوعة.

 تُستخدم الموسيقى المؤثرة، والصور الدرامية، واللغة العاطفية لحشد التأييد، مما يجعل المشاهدين يتبنون المواقف المطروحة دون تمحيص.

4. بناء مجتمع منغلق ورفض الآخر

تحرص الجماعة على خلق بيئة اجتماعية معزولة، حيث يشعر الأعضاء بأنهم جزء من كيان منفصل عن المجتمع العام. يتم تعزيز فكرة أن الجماعة وحدها تملك "الطريق الصحيح"، بينما يُنظر إلى الآخرين، سواء كانوا تيارات إسلامية أخرى أو معارضين سياسيين، على أنهم مضللون أو أعداء.

في الشارع، يظهر هذا الانعزال في شكل تجمعات مغلقة، حيث يُفضل أعضاء الجماعة التعامل مع بعضهم فقط، سواء في الأنشطة الاقتصادية أو الاجتماعية أو حتى الزواج. 

على مواقع التواصل الاجتماعي، يتجلى هذا الانغلاق في رفض متابعة أو التفاعل مع أي مصادر إعلامية خارج منظومة الجماعة، والاكتفاء بالمحتوى الذي تقدمه منصاتهم الخاصة.

خاتمة

يُشكل سلوك القطيع إحدى أخطر الظواهر التي تؤثر على الفكر والمجتمع، حيث يؤدي إلى التبعية العمياء وانعدام القدرة على التحليل المستقل. 

في الجماعات الإسلامية، مثل الإخوان المسلمين، يظهر هذا السلوك من خلال الطاعة المطلقة للقيادة، ورفض النقد الداخلي، وتوظيف الإعلام في التوجيه العاطفي، مما يعزز بيئة فكرية مغلقة تعوق أي إمكانية للتجديد أو الإصلاح.

لمواجهة هذه الظاهرة، من الضروري تعزيز التفكير النقدي، وتشجيع الاجتهاد، وفتح المجال للنقاش الحر داخل المجتمعات، بما يضمن تطوير الفكر الإسلامي بما يتناسب مع تحديات العصر. إن الخروج من دائرة الامتثال الأعمى نحو التحليل الواعي والاختيار المستقل هو السبيل الوحيد لبناء مجتمعات أكثر نضجًا، ووعيًا، وانفتاحًا على التعددية الفكرية، بعيدًا عن التبعية القطيعية التي تكرس الجمود والتطرف.