يعتبر الكافيين أكثر الأدوية استهلاكا على وجه الأرض، لكن الكثير من الناس لا يعتقدون أنه يمكن أن يسبب الإدمان، حيث أن أغلب الذين يتناولونه يستمتعون بما يعطي من طاقة في الصباح، لكن الدراسات أثبتت أن الكافيين يسبب تطور أعراض انسحابية.
يعمل الكافيين كمحفز للجهاز العصبي المركزي، حيث يعطي شعورا بالسعادة متمثلا بالإحساس بالطاقة والانتباه والشعور بالصحة، كما أن بعض الأشخاص يكونون أكثر حساسية لآثار الكافيين، ويمكن أن يصابوا بالإعتماد على الكافيين أكثر من غيرهم.
تعتبر القهوة أكثر مصادر الكافيين استعمالا، لكنه يوجد أيضا في العديد من المشروبات والأطعمة الأخرى، لذلك قد يكون استهلاك الشخص للكافيين أكثر مما يعتقد.
ظهور أعراض انسحابية تدل على أن الشخص لديه اعتماد على الكافيين، أي أنه عندما لا يحصل الجسم على الكافيين فإنه لا يقوم بوظائفه بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى ظهور أعراض جانبية مزعجة، مما قد يجبر الشخص على العودة إلى استهلاك الكافيين للتخلص من هذه الأعراض، وتظهر هذه الأعراض بالعادة بعد 24 ساعة من التوقف عن تناول الكافيين، وتشمل:
• صداع
• تعب
• توتر
• غثيان و/أو تقيؤ
• عدم القدرة على التركيز
• آلام العضلات
• عصبية
غالبا ما تزول هذه الأعراض من تلقاء نفسها خلال 2 - 4 أيام، لكن الصداع قد يستمر لعدة أسابيع، كما تكون هذه الأعراض أكثرة حدة عند الأشخاص الذين يتناولون كميات أكبر من الكافيين ولفترات أطول، حيث قد يعاني البعض من أعراض شديدة لدرجة قد لا يستطيعون ممارسة نشاطاتهم اليومية كالذهاب للعمل وتأدية المسؤوليات الإجتماعية بدون الحصول على الكافيين.
يختلف الاعتماد عن الإدمان، حيث أن الاعتماد هو استجابة جسدية نتيجة التعرض المستمر لمادة أو دواء معين، لكن الإدمان هو اعتماد جسدي وذهني على المادة والذي يحدث حتى مع معرفة الشخص أن هذه المادة مؤذية له، وقد يرغب الشخص بالتوقف عن استعمالها لكنه لا يستطيع ذلك أبدا، وبالتالي فإن الاعتماد هو احتياج جسدي فقط، بينما الإدمان هو احتياج جسدي وذهني لهذه المادة.
بينما تشير الدراسات إلى أن الكافيين يسبب الاعتماد، إلا أن إدمان الكافيين ليس واضحا بشكل كامل، لكن هنالك بعض الدراسات التي تشير إلى أن اساءة استخدام الكافيين لفترات زمنية طويلة يؤدي إلى تطور علامات واضحة للإدمان، حيث أن 94% من المشاركين في هذه الدراسات لم يتوقفوا عن استعمال الكافيين بالرغم من علمهم بأنها ضارة عليهم، و 81% لم يستطيعوا التوقف عن تناول الكافيين رغم محاولتهم ذلك.
كما تشير الدراسات، فقد يحاول البعض التوقف عن تناول الكافيين لكنهم يشعرون بأن هذه المادة لها تحكم قوي عليهم بحيث أنهم لا يستطيعون التوقف عن تناولها بشكل كامل، فإن هؤلاء قد ينطبق عليهم تعريف إدمان الكافيين.
تأثير الكافيين على الجهاز العصبي
يصل الكافيين إلى الدم عن طريق المعدة والأمعاء، و يعبر الحاجز الدموي الدماغي ويعطي تأثيرا خلال 15 دقيقة فقط، حيث يقوم بتثبيط عمل الناقل العصبي ادينوسين ، مما يؤدي إلى زيادة النشاط العصبي في الدماغ وبالتالي يؤدي إلى حدوث زيادة مؤقتة في النشاط الذهني والانتباه، ويقلل من الدوار والتعب.
أيضا نتيجة تثبيط الأدينوسين، يقلل الكافيين من وصول الدم إلى الدماغ، مما يسبب الصداع والتقليل من دقة أداء الحركات التي تحتاج إلى دقة .
بالإضافة إلى ما سبق، يؤثر الكافيين على الجهاز العصبي بشكل يجعله يزيد من نبضات القلب، ويزيد من الشعور بالعطش والجوع، كما يزيد من القلق و العصبية، والأرق، ويوسع من المجاري الهوائية، ويرخي المصرة الشرجية .
أعراض زيادة الكافيين
يمكن ترتيب أعراض زيادة الكافيين تصاعديا من أكثرها شيوعا إلى أكثرها حدة والتي ترتبط بالمراحل المتقدمة والجرع الأكبر من الكافيين كما يلي:
• عصبية وعدم ارتياح.
• زيادة في نبضات القلب.
• غثيان.
• قلق.
• خفقان.
• أرق.
• تعرق.
• دوار.
• تقيؤ.
• توقف القلب.
أعراض إدمان الكافيين
• عدم الراحة.
• صعوبة النوم.
• عصبية.
• وخز في العضلات.
• عدم ترابط بين الأفكار والحديث.
• احمرار الوجه.
• زيادة في نبضات القلب.
• اضطراب المعدة.
• زيادة في التبول.
عند التوقف عن تناول الكافيين، عادة ما تكون الأعراض الانسحابية عند مدمني الكافيين عكس أعراض الإدمان لديهم، كالشعور بالتعب والدوار، وصعوبة التركيز، والشعور بالاكتئاب، كما قد يعانون من أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا مثل الغثيان والتقيؤ وآلام أو تصلب العضلات.
يؤثر الكافيين على القلب، حيث أنه يزيد من نبضات القلب وقد يؤدي إلى حدوث اعتلالات في النبض، كما أنه يرفع من ضغط الدم، لذلك لا ينصح الأشخاص المصابين بمشاكل القلب والأوعية الدموية بتناوله، كما أنه يؤثر على كثافة العظام مما يزيد من خطر الإصابة بـ هشاشة العظام.
اشعر باني عندما أنظر إلى شيء، فأنا أراه فقط ولكني لا أستوعبه، وهذا حدث فجأة ولا أعرف إذا كان السبب هو ضعف نظر أثر حتى على استيعابي أم بسبب فقر الدم كما قال لي البعض أم بسبب الإجهاد، صحيح باني أقرأ كثيرا ولكني أنام جيدا، حتى إني أكل أكثر من المعتاد بكثير، الموضوع مؤثر على دراستي بشكل كبير
صداع الكافيين
قد يعاني أي شخص، وليس فقط من يعاني من إدمان الكافيين، يتناول الكافيين بشكل منتظم من صداع الكافيين، وهو صداع يبدأ عادة في منطقة ما خلف العيون ثم ينتشر إلى منطقة الجبين وقد يزيد عن ذلك. قد يسبب هذا الصداع عند البعض نوبات الشقيقة ، لكنه يكون عند الأغلبية صداع متوسط الشدة، ونختلف شدته بناءا على مسببه.
المسبب الأول لصداع الكافيين هو الإنسحاب، حيث أن نقصان كمية الكافيين الذي يحصل عليها الشخص ولو بمقدار بسيط (30- 100 مليجرام ) يمكن أن يسبب صداع بسيط، لذلك فإن الأشخاص الذين لا يحصلون على جرعتهم اليومية من الكافيين، أو يتناولون كمية أقل من الكافيين، أو يحاولون التخلص من إدمان الكافيين، هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا الصداع.
يسبب تناول الكافيين بشكل متقطع حدوث الصداع بشكل أكبر من تناوله بصورة منتظمة، أيضا تناول كميات كبيرة من الكافيين في فترة قصيرة قد يؤدي إلى حدوث صداع الكافيين كأحد أعراض زيادة الكافيين.
قد يعاني بعض الأشخاص من حساسية مفرطة للكافيين ، أو يحدث لديهم تفاعلات تشبه التفاعلات التحسسية عند تعرضهم لجزيئات الكافيين، مما يؤدي إلى إصابتهم بالصداع، لكن هذه الحالة نادرة الحدوث.
تشخيص إدمان الكافيين
قد يتم الخلط بين أعراض إدمان الكافيين واضطرابات أخرى نتيجة تشابهها، لذلك من المهم إخبار الطبيب أو المعالج النفسي بكمية الكافيين التي يتناولها المريض ومدى تكراره لتناولها، مع وصف دقيق للأعراض التي يعاني منها ووقت ظهورها، وما إذا كانت تتحسن مع تناول الكافيين أم لا.
يجب حساب كمية الكافيين الفعلية المتناولة بشكل يومي، حيث أن هنالك العديد من مصادر الكافيين غير القهوة، وتشمل هذه المصادر القهوة والشاي والشوكولاتة والمشروبات الغازية والمشروبات المنشطة، بالإضافة إلى الحلويات التي تحتوي على القهوة وبعض الأدوية والمكملات الغذائية التي تستعمل للتنحيف، لذلك ينبغي الحرص على معرفة كمية الكافيين الموجودة في الأطعمة أو الأدوية قبل تناولها.
ينبغي على المريض تسجيل أي عرض يشعر به عند تناوله للكافيين أو عند عدم حصوله على جرعة يومية اعتيادية من الكافيين، وأن يفكر بالأعراض النفسية التي يشعر بها عندما لا يحصل على الكافيين، وما إذا كان لا يستطيع متابعة يومه دون الحصول على الكافيين.
علاج إدمان الكافيين
في حال كنت تعتمد على الكافيين بكثرة وتشعر بأنك لا تستطيع متابعة يومك دون الحصول عليه، يمكنك اتباع الخطوات التالية لتساعدك على التقليل من الاعتماد على الكافيين:
إبدا بتقليل الكافيين من نظامك الغذائي شيئا فشيئا ولا توقفه مرة واحدة بشكل مفاجئ، لكي تتجنب حدوث الأعراض الانسحابية.
بدل المشروبات الغنية بالكافيين بمشروبات تحتوي كميات أقل، مثلا بدل القهوة بالشاي، أو الشاي بـ الشاي الأخضر.
خفف مشروباتك الغنية بالكافيين بنسبة 50% باستخدام الماء.
بدل أحد مشروباتك اليومية التي تحتوي على الكافيين بمشروب آخر خالي من الكافيين، مثل شاي الأعشاب أو مشروب الليمون والعسل الساخن.
قم بممارسة التمارين الرياضية أو المشي بشكل يومي، حيث أنها منشط طبيعي للجسم والجهاز العصبي المركزي، وتزيد من إنتاج الجسم لمواد كيميائية تعطيك شعورا جيدا وتساعدك على التخلص من الأعراض الانسحابية.
تناول الأطعمة الصحية واحظ بقسط كافي من النوم.
في حال كنت تشعر بأنك لا تستطيع التوقف عن تناول الكافيين، أو كنت تشعر بأن الأعراض التي لديك تبدو مقلقة، وبالأخص إن كنت تعاني من مشاكل في القلب والأوعية الدموية، أو في حال كنتِ إمرأة حامل أو تحاولين الحمل أو مرضعة، ينبغي مراجعة الطبيب لمناقشة الخيارات المتاحة.
وفي حال كنت تتناول كميات كبيرة من الكافيين لمساعدتك على التغلب على بعض المشاكل العاطفية، مثل الاكتئاب أو التوتر، ينبغي أيضا مراجعة الطبيب لمناقشة العلاج الأفضل لحالتك، مما يساعدك على التخلص من إدمان الكافيين.
أيضا قد يتداخل إدمان الكافيين مع أنواع أخرى من الإدمان، مثل إدمان السكر، لذلك من الضروري تشخيص وتقييم الحالة للكشف عن أي مشاكل أخرى محتملة.
قد ينصحك الطبيب المختص بتجريب أفكار جديدة تساعدك على التغلب على إدمان الكافيين، وفي حال عدم نجاحها يمكن اللجوء إلى استشاري إدمان والحصول على بعض الجلسات، حيث يقوم بتعليمك على استخدام قواك العقلية لمساعدتك على التحكم برغبتك الشديدة للكافيين.