أبو محمد الجولاني، قائد تنظيم هيئة تحرير الشام، يُعد من أبرز الشخصيات المثيرة للجدل في المشهد السوري، وُلد في سوريا ويُعتقد أنه من محافظة دير الزور، ارتبط اسمه بتنظيم القاعدة وكان من أبرز قادة جبهة النصرة قبل أن يُعلن انفصاله عن التنظيم الأم وتشكيله لهيئة تحرير الشام، يُعرف بخطابه الذي يوازن بين الأيديولوجيا الجهادية ومحاولات كسب الدعم الشعبي في المناطق التي تسيطر عليها هيئته.
المسار الجهادي
أبو محمد الجولاني، واسمه الحقيقي أحمد حسين الشرع، وُلد عام 1981 في سوريا، برز كأحد أبرز قادة الحركات الجهادية في سوريا، وتحديدًا كزعيم لجبهة النصرة، تأثرت أيديولوجيته الجهادية بشكل كبير خلال فترة وجوده في العراق، حيث انضم إلى تنظيم القاعدة في منتصف العقد الأول من الألفية. هناك، أصبح مقربًا من أبو مصعب الزرقاوي، مؤسس تنظيم القاعدة في العراق .
مع اندلاع الحرب الأهلية السورية عام 2011، عاد الجولاني إلى سوريا وأسّس جبهة النصرة عام 2012 كامتداد لتنظيم القاعدة في العراق، سرعان ما أصبحت الجبهة واحدة من أقوى فصائل المعارضة المسلحة، مستفيدة من تكتيكات التفجيرات الانتحارية، وحرب العصابات، وحملة إعلامية قوية لتعزيز نفوذها.
مع مرور الوقت، قاد الجولاني جبهة النصرة إلى فك ارتباطها بتنظيم القاعدة عام 2016، وإعادة تشكيلها تحت اسم "جبهة فتح الشام"، ولاحقًا "هيئة تحرير الشام"، كان هذا التحول محاولة لتخفيف الطابع الجهادي العالمي للجماعة وإظهارها كقوة محلية تسعى لتحقيق أهداف الثورة السورية، أثار هذا التحول خلافات داخلية وانتقادات من بعض الحركات الجهادية الأخرى.
دوره في النزاع السوري وعلاقاته الإقليمية والدولية
تحت قيادة الجولاني، لعبت جبهة النصرة، ثم هيئة تحرير الشام، دورًا محوريًا في النزاع السوري، سيطرت الجماعة على أجزاء كبيرة من شمال غرب سوريا، لا سيما محافظة إدلب، وحكمتها عبر نظام إداري شبه مستقل يعرف بـ "حكومة الإنقاذ" والان استولت علي العاصمة دمشق.
على المستوى العسكري، اشتهرت الجماعة بكفاءتها التكتيكية، مما جعلها خصمًا رئيسيًا للنظام السوري والقوات كما دخلت في صراعات مع فصائل المعارضة الأخرى والجماعات الجهادية المنافسة مثل داعش.
إقليميًا ودوليًا، كانت علاقات الجولاني متوترة مع معظم القوة، حيث تعرضت هيئة تحرير الشام لضغوط دولية، بما في ذلك إدراجها على قوائم الإرهاب، في السنوات الأخيرة، حاول الجولاني تحسين صورته عالميًا، حيث ظهر في مقابلات صحفية ودعا إلى دعم دولي للشعب السوري، ساعيًا إلى تقديم نفسه كزعيم لحركة سياسية محلية وليست جماعة إرهابية.