تمر الثواني والدقائق والساعات وتمر الأيام والشهور والسنوات كلمح البصر، كأنهم أوراق تقلبها الرياح، ولكن بعض الصفحات تبقى محفورة في قلب الذاكرة، وبعض الحبر يترك أثراً لا يمحى.. وفي احتفالنا بمرور 10 سنوات على صدور العدد الورقي الأول لجريدة «البوابة»، عاصرت منها 7 سنوات، أتذكر كل تفصيله كبيرة كانت أو صغيرة وكل من عاصرت من زملاء وأصدقاء، منذ تلك اللحظة التي جئت فيها «البوابة»، قادماً من تجارب صحفية لم يكتب لي التوفيق فيها.
التحقت بالعمل داخل «البوابة» في شهر أكتوبر عام 2017م، وجمعني بالدكتور عبد الرحيم علي، رئيس مجلسي الإدارة والتحرير، جلسة في مكتبه بالدور الرابع، دار بيننا حديث لأول مرة أتذكر جيداً ما قاله لي نصًا: «بص يا ابني نورت بيتك ومكتبي وفوني مفتوحين 24 ساعة، والبوابة حلم حلمت بيه لسنين طويلة وتعب وشقا وعمر شد حيلك يلا وولادي زادوا واحد».
كلمات «عبد الرحيم علي»، كانت دافعاً لي للقفز بركاب صحفيين لهم ثقلهم يعملون بالجريدة، ولهم أقلامهم الحرة التي هي بمثابة سوط يجلد ظهور العابثين بأمن الوطن من أقصاه لأقصاه، لا يعيرون انتباهاً للتهديدات التي تصلهم بسبب كشفهم للحقائق، فمنذ اليوم الأول لي أيقنت أن «البوابة» لم تكن مجرد منصة لنقل الأخبار والأحداث، بل هي صوت لمن لا صوت له، ومنبراً للحوار، ودرعاً حصيناً يحمي الوطن، وسيفًا مسلولاً يريق دماء كل من تسول له نفسه المساس بهوية الوطن ومقدراته.
قدمنا في «البوابة» تغطية شاملة ومتنوعة للمسائل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ولم نتردد في طرح القضايا الشائكة والمواضيع الحساسة وكل ما يهم المواطن، حتى وإن كانت تتعارض مع التيار السائد، فتلك كانت مبادئ «البوابة» ومن يعمل بها، بداية من رئيس مجلسي إدارتها وتحريرها وصولاً بمراسليها بالمحافظات.
لم تكن رحلة «البوابة» مفروشة بالورود، فما بين اقتحام لمقرها الرئيسي الكائن 57 مصدق - الدقي، في شهر أغسطس عام 2013 ومصادرة لأعدادها في شهر أبريل عام 2017، وما بين تهديدات وضغوطات، وما بين محاولات إغتيال لرئيس مجلس إدارتها، ظلت «البوابة» وفيةً لمبادئها وقيمها وثوابتها.
وبمناسبة مرور 10 سنوات على صدور العدد الورقي الأول لجريدة «البوابة»، أود أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لزملائي وأصدقائي أسرة تحرير جريدة «البوابة»، وكل من ساهم في إنجاح هذا المشروع موجوداً كان أو من لم يمهله القدر أن يكمل الرحلة معنا، أو من ارتقت أرواحهم لبارئها وعلى رأسهم أخي وصديقي وأستاذي عمرو عبد الراضي، مدير التحرير وأحد أعلام الصحفيين الشباب، والزميل العزيز إبراهيم أبو راس، محرر شئون الأزهر الشريف، والزميل العزيز أسامة عيد، المتخصص في الشأن القبطي، والزميل العزيز محمد العدس، المحرر البرلماني الكبير.
وعهداً أن نواصل المشوار بكل عزم وإصرار.. وكل عام ومؤسستنا فى تقدم وازدهار.