أحد العاملين: عرضت على عمرو منسي فكرة تنفيذ أول متحف عائم في العالم وأتمنى تنفيذها
على بعد خطوات من هذا الصرح الشامخ الذي تم تشييده ليكون المسرح الرئيسي الذي تقام عليه أهم فعاليات مهرجان الجونة السينمائي، توجد خلف هذا المسرح منطقة تسمى "زرزارة"، والتي تعد المقر الرئيسي لأولئك العاملين بخدمات المهرجان من أعمال معمارية أو الأمن والسلامة، وأيضا سائقي التوك توك وسيلة المواصلات داخل مدينة الجونة.
تضم منطقة زرزارة مقهى شعبيا أسعاره تناسب هؤلاء العاملين الذين يتجمعون عليه وقت راحتهم لتناول بعض الأطعمة الشعبية والمشروبات كالشاي والقهوة وتدخين الشيشة، ويتسامرون حول الأحداث اليومية التي يمرون بها.
فهذا يروي كيف نجا هو وزملاؤه من سقوط ذلك اللوح الخشبي الضخم أثناء تركيبه، وذاك يتحدث عن فرحته البالغة بإنجاز مهمته قبل ميعاد التسليم، وثالث يروي لهم تفاصيل الصورة التي التقطها مع النجمة يسرا حينما فوجئ بها أمامه، وآخر مشغول بالاطمئنان هاتفيا على أسرته بالصعيد.
ترتسم علامات الرضا والسعادة على الوجوه، فالجميع سعيد بأن نسبة الأخطاء في أعمالهم بعد تركيب هذه الألواح الضخمة لتشييد البهو المبهر، وتركيب الكراسي تكاد تكون منعدمة، فهم هؤلاء الجنود المجهولون الذين لا تراهم في الصورة، ولكنهم صانعو هذه الصورة، يجلسون خلف الكاميرات، ويستمتعون بنجاحاتهم بطرق بسيطة للغاية.
بعيدا عن الكاميرات والسجادة الحمراء واللقاءات التليفزيونية والأجواء المبهرة والفساتين المبهجة قادتني قدماي لتلك المنطقة، فجلست على هذا المقهى الشعبي البسيط، والتقيت بعض العاملين، ومنهم المهندس قاسم نشأت الذي يعمل في مجال التأمين الشامل ضد الحرائق ووصلات الكهرباء سواء قبل تنفيذ هذا الصرح المعماري الضخم أو أثناء فعاليات المهرجان.
وعن هذه المنطقة قال إن زرزارة منطقة خلف المهرجان عبارة عن شاليهات يقطنها فريق العاملين بالمهرجان أو ممن يعملون بمدينة الجونة من أمن وفرق إطفاء وسائقي التوك توك وغيرها من العمالة الذين يتواجدون بصفة دائمة هناك من العاملين بالعديد من القطاعات الأخرى.
هذه المنطقة عبارة عن وحدات سكنية من طابق واحد، ويتمنى القاطنون بها أن تحصل على اهتمام مؤسسي هذه المدينة الضخمة.
وحول طموحات بعض العاملين خلف كواليس هذا المهرجان الضخم قال المهندس قاسم نشأت إنه تقدم بفكرة مهمة لعمرو منسي الشريك المؤسس للمهرجان الذي أعجب بها كثيرا، على أمل أن تكون هناك جلسة معه عقب نهاية المهرجان للحديث معه عن تفاصيل هذه الفكرة.
وهى عبارة عن تصميم متحف عائم متنقل ليكون أول متحف عائم في العالم، وهو عبارة عن سفينة يتم تصميمها على الشكل الفرعوني، وداخلها غرفة مصممة بطريقة الهليوجرام، وتعتمد بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي، يتقابل فيها السائح مع الفرعون حيث يتحدث معه باللغة الهيروغليفية حيث يوجد مترجم بشري.
كما توجد مطاعم في محيط المتحف يتم فيها تقديم الأكلات الفرعونية القديمة، كما يتم الاعتماد على العجلات الفرعونية القديمة كوسيلة مواصلات، مشيرا إلى أن هذه الفكرة لو تم تنفيذها سوف تجلب أرباحا ضخمة للمهرجان والمدينة.
من جانبه؛ قال المهندس علاء بهنسي، الذي يعمل بمجال السلامة والصحة المدنية، أنه يحمد الله كثيرا لأنهم نجحوا في تشييد هذا المكان منذ أن استلموه بحيرات وقطعا خرسانية حتى تم تسليمه بهذا الشكل بدون إصابات أو تلفيات أو حرائق بنسبة نجاح تصل إلى 99 %، حتى لا تضيع فرحة الحاضرين.
وأشار "بهنسي"، إلى أن شيفتات العاملين في هذا المجال قبل المهرجان وأثناء الفعاليات عبارة عن العمل على مدار 24 ساعة مقسمة كل شيفت حوالي 8 ساعات، واستمر هذا العمل حتى ختام المهرجان.