ﻓﻲ ظﻞ اﺳﺘﻤﺮار اﻟﺤﺮب اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻄﺎع ﻏﺰة وﻟﺒﻨﺎن، دﻋﺖ دول اﻟﻮﺳﺎطﺔ ﺑﯿﻦ إﺳﺮاﺋﯿﻞ واﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﯿﻦ ﻟﻌﻘﺪ ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﺑﯿﻦ اﻟﺠﺎﻧﺒﯿﻦ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ وﻗﻒ إطﻼق اﻟﻨﺎر ﻓﻲ ﻗﻄﺎع ﻏﺰة وﻟﻮ ﻟﻤﺪة ﻣﺤﺪدة، وإﺟﺮاء ﺻﻔﻘﺔ ﻟﺘﺒﺎدل اﻷﺳﺮى واﻟﻤﻌﺘﻘﻠﯿﻦ ﺑﯿﻦ اﻟﺠﺎﻧﺒﯿﻦ، ﻋﻠﻰ أن ﺗﻜﻮن ﺑﺎدرة ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ وﻗﻒ ﺷﺎﻣﻞ ﻟﻠﺤﺮب اﻟﺪاﺋﺮة ﺑﯿﻦ إﺳﺮاﺋﯿﻞ واﻟﻔﺼﺎﺋﻞ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ وﺑﯿﻦ إﺳﺮاﺋﯿﻞ وﺣﺰب ﷲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ آﺧﺮ، ﻓﯿﻤﺎ ﺗﺪرس إﺳﺮاﺋﯿﻞ اﻟﻤﻘﺘﺮح ﺗﻤﮭﯿﺪًا ﻟﺘﻨﻔﯿﺬه.
وﻛﺸﻒ وﺳﺎﺋﻞ إﻋﻼم ﻣﺤﻠﯿﺔ ودوﻟﯿﺔ ﻋﻦ ﺑﻨﻮد اﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟﻤﻘﺘﺮﺣﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﺼﺮ واﻟﻮﻻﯾﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ وﻗﻄﺮ، ﻓﻲ ظﻞ ﺑﺪء ﻣﺒﺎﺣﺜﺎت وﻗﻒ إطﻼق اﻟﻨﺎر ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﻘﻄﺮﯾﺔ اﻟﺪوﺣﺔ ﺧﻼل اﻟﯿﻮﻣﯿﻦ اﻟﻤﺎﺿﯿﯿﻦ، ﺣﯿﺚ ﺗﻀﻤﻨﺖ ﻣﻼﻣﺢ اﻟﺼﻔﻘﺔ وﻗﻒ اﻟﻘﺘﺎل ﺑﯿﻦ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﯿﻦ واﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﯿﻦ ﻓﻲ ﻏﺰة ﻟﻤﺪة ٨٢ ﯾﻮ ًﻣﺎ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إطﻼق ﺣﺮﻛﺔ ﺣﻤﺎس ﺳﺮاح ﺣﻮاﻟﻲ ٨ أﺳﺮى إﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﯿﻦ.
ﻛﻤﺎ ﻧﺼﺖ ﺑﻨﻮد اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ إطﻼق إﺳﺮاﺋﯿﻞ ﺳﺮاح ﻋﺸﺮات اﻷﺳﺮى اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻮن واﻟﻤﻌﺘﻘﻼت اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ، ﻋﻠﻰ أن ﺗﺤﺪد ﺣﺮﻛﺔ ﺣﻤﺎس اﺳﻤﺎء اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﯿﻦ. وﻟﻢ ﺗﻜﺸﻒ اﻟﺼﻔﻘﺔ ﻋﻦ ﺗﺤﻘﯿﻖ ﺑﻐﺾ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺣﻤﺎس اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻤﻞ وﻗﻔﺎ ﺷﺎﻣﻼً ﻟﻠﻌﻤﻠﯿﺎت اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ ﻓﻲ ﻗﻄﺎع ﻏﺰة وﺿﺮورة ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻻﻧﺴﺤﺎب اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﻦ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺬي اﺣﺘﻠﺘﮫ إﺳﺮاﺋﯿﻞ ﺑﻌﺪ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻣﻦ أﻛﺘﻮﺑﺮ اﻟﻤﺎﺿﻲ ﻋﻘﺐ ﻋﻤﻠﯿﺔ طﻮﻓﺎن اﻷﻗﺼﻰ اﻟﺘﻲ ﻧﻔﺬﺗﮭﺎ اﻟﻔﺼﺎﺋﻞ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮطﻨﺎت ﻏﻼف ﻏﺰة.
وﻛﺸﻔﺖ وﺳﺎﺋﻞ إﻋﻼم إﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ أﺑﺮزھﺎ ﺻﺤﯿﻔﺔ ﯾﺪﯾﻌﻮت اﺣﺮوﻧﻮت، أن ﺗﻞ أﺑﯿﺐ ﻗﺪ ﺗﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ ھﺪﻧﺔ ﻣﺆﻗﺘﺔ ﻟﻜﻦ ﺣﻤﺎس ﺗﺘﻤﺴﻚ ﺑﮭﺪﻧﺔ أوﺳﻊ، ﻓﯿﻤﺎ ﯾﻄﺎﻟﺐ اﻟﺒﻌﺾ ﺑﺎﻟﻀﺮورة أن ﺗﺸﻤﻞ اﻟﺼﻔﻘﺔ ﺗﺤﻘﯿﻖ وﻗﻒ ﺷﺎﻣﻞ ﻹطﻼق اﻟﻨﺎر، ﻛﻤﺎ ﺗﻄﻠﺐ إﺳﺮاﺋﯿﻞ إﺑﻌﺎد رﻣﻮز ﺣﻤﺎس ﻋﻦ ﻗﻄﺎع ﻏﺰة ﻟﺨﺎرﺟﮫ ﻧﮭﺎﺋﯿﺎ.
ﯾﺄﺗﻲ ذﻟﻚ ﻓﻲ ظﻞ ﺗﻘﺎرﯾﺮ إﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻋﻦ وﺟﻮد ﺧﻼﻓﺎت ﺟﻮھﺮﯾﺔ ﺑﯿﻦ رﺋﯿﺲ اﻟﻮزراء اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ ﺑﻨﯿﺎﻣﯿﻦ ﻧﺘﻨﯿﺎھﻮ ووزﯾﺮ دﻓﺎﻋﮫ ﯾﻮآف ﺟﺎﻻﻧﺖ، ﺑﺴﺒﺐ اﻟﮭﺪف ﻣﻦ اﻟﺤﺮب وطﺒﯿﻌﺔ اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ ﻓﻲ ﻗﻄﺎع ﻏﺰة، ﻓﻲ ظﻞ ﻣﻄﺎﻟﺒﺎت ﻣﻦ أھﺎﻟﻲ اﻷﺳﺮى اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﯿﻦ ﻟﺪى اﻟﻔﺼﺎﺋﻞ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺔ ﺑﻀﺮورة اﻹﺳﺮاع ﻓﻲ ﻋﻘﺪ ﺻﻔﻘﺔ ﺗﺒﺎدل أﺳﺮى ﺑﯿﻦ اﻟﺠﺎﻧﺒﯿﻦ وإﻧﮭﺎء اﻟﺤﺮب اﻟﻤﺴﺘﻤﺮة ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ﻛﺎﻣﻞ.
وﻧﻘﻞ ﻣﻮﻗﻊ أﻛﺴﯿﻮس اﻷﻣﺮﯾﻜﻲ اﻹﺧﺒﺎري ﻋﻦ ﻣﺼﺎدر إﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ، إن وزﯾﺮ دﻓﺎع ﺟﯿﺶ اﻻﺣﺘﻼل اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ ﯾﻌﺎرض ﻧﺘﻨﯿﺎھﻮ ﻓﻲ ﻓﻜﺮة اﺳﺘﻤﺮار اﻟﺤﺮب اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻄﺎع ﻏﺰة، وأﻧﮫ طﻠﺐ ﻣﻦ ﻧﯿﺘﻨﯿﺎھﻮ اﻻﻧﺨﺮاط ﻓﻲ ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﺟﺎدة ﺑﺸﺄن اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ ھﺪﻧﺔ ﻓﻲ ﻏﺰة، واﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺻﻔﻘﺔ ﻟﺘﺒﺎدل اﻷﺳﺮى ﻣﻊ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﻲ، واﻻﻧﺼﯿﺎع ﻟﻠﻤﻘﺘﺮﺣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻣﮭﺎ دول اﻟﻮﺳﺎطﺔ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺼﺪد.
وﻧﻘﻞ أﻛﺴﯿﻮس أن وزﯾﺮ اﻟﺪﻓﺎع اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ ﻗﺎل إﻧﮫ ﻓﻲ ﺣﺎل اﺧﺘﺎرت إﺳﺮاﺋﯿﻞ ﻋﺪم اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ اﺗﻔﺎق ﻓﻲ ﻏﺰة، ﻓﺈن ھﺬا ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮫ أن ﯾﻮرط اﻟﺠﯿﺶ ﻓﻲ ﻗﻄﺎع ﻏﺰة، ﺑﻌﺪ ﻣﺮور ﻋﺎم ﻛﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮب اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ ھﻨﺎك.
وأﺷﺎر ﺟﺎﻻﻧﺖ إﻟﻰ أن اﻟﺘﻮﺻﻞ ﻻﺗﻔﺎق ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮫ أن ﯾﻘﻠﻞ اﻟﺘﻮﺗﺮات اﻹﻗﻠﯿﻤﯿﺔ ﻣﻊ إﯾﺮان وﺣﺰب ﷲ، ﺑﺪ ًﻻ ﻣﻦ ﺗﻔﺎﻗﻢ اﻟﺘﻮﺗﺮات ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ أﻧﺤﺎء اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ، ﻣﺎ ﻗﺪ ﯾﻨﺬر ﺑﺤﺮب إﻗﻠﯿﻤﯿﺔ. ﻛﻤﺎ اﺗﺨﺬت ﺣﻜﻮﻣﺔ رﺋﯿﺲ اﻟﻮزراء اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ إﺟﺮاءات ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮭﺎ اﻟﺘﺼﻌﯿﺪ ﺿﺪ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻛﺎﻻﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة وﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ، ﺣﯿﺚ ﺻﻮت اﻟﺒﺮﻟﻤﺎن اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ "اﻟﻜﻨﯿﺴﺖ" ﻋﻠﻰ ﺣﻈﺮ ﻋﻤﻞ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻏﻮث وﺗﺸﻐﯿﻞ اﻟﻼﺟﺌﯿﻦ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﯿﻦ اﻷوﻧﺮوا، وھﻮ ﻣﺎ أﺛﺎر ﻏﺼﺐ اﻷﻣﯿﻦ اﻟﻌﺎم ﻟﻸﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻧﻄﻮﻧﯿﻮ ﺟﻮﺗﯿﺮش، واﻟﺬي اﻋﺘﺒﺮ اﻹﺟﺮاء ﺗﺠﺎوزا ﻓﻲ ﺣﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪوﻟﻲ واﻹﻧﺴﺎﻧﻲ، ﺧﺎﺻﺔ وأن اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺗﺪم اﻟﻌﻮن ﻟﻠﻤﻮاطﻨﯿﻦ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﯿﻦ.وﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻗﺮار اﻟﺤﻈﺮ ﺳﯿﺘﻢ إﻟﻐﺎء اﻻﻣﺘﯿﺎزات واﻟﺤﺼﺎﻧﺎت اﻟﻤﻤﻨﻮﺣﺔ ﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻏﻮث وﺗﺸﻐﯿﻞ اﻟﻼﺟﺌﯿﻦ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﯿﻦ اﻷوﻧﺮوا ﻛﻮﻛﺎﻟﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻸﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة، وﺣﻈﺮھﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻷراﺿﻲ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺔ اﻟﻤﺤﺘﻠﺔ، وﻣﻨﻊ اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﯿﻦ واﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﯿﺔ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ ﻣﻦ اﻻﺗﺼﺎل ﺑﮭﺎ.
وﺗﻌﺘﻤﺪ اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﺴﯿﻖ ﻣﻊ ﻗﻮات اﻟﺠﯿﺶ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ وﻋﻠﻰ ﺗﺼﺎرﯾﺢ اﻟﺪﺧﻮل اﻟﺼﺎدرة ﻓﻲ اﻟﻘﺪس ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻷراﺿﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺪﻣﮭﺎ.