شهد اليوم الثاني لمؤتمر الصحة والسكان والتنمية البشرية (PHDC '24)، والذي يعقد برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، تحت شعار «التنمية البشرية من أجل مستقبل مستدام»، بالعاصمة الإدارية الجديدة، وبالتعاون مع المشروع القومى للتنمية البشرية "بداية جديدة لبناء الإنسان"، جلسات موسعة بمشاركة الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، وعدد من الوزراء والمسؤولين وممثلين عن القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني.
استهل اليوم الثاني للمؤتمر، بجلسة حوارية تحت عنوان "رفع الطابع الطبي عن ختان الإناث وصحة ورفاهية الفتيات في مصر"، حاضر في الجلسة الدكتور عمرو حسن، مستشار الوزير لشئون التنمية السكانية والأسرية، والدكتورة سحر السنباطي، رئيس المجلس القومي للطفولة والأمومة، والدكتور جمال سرور، مدير المركز الإسلامي الدولي للدراسات والبحوث السكانية، ودينيس اولور ابيو، رئيس حماية الطفل بمنظمة اليونيسيف، والدكتورة NFISSATOU J، DIOP، مدير مشروع تمكين المرأة وعضو المكتب الإقليمي لغرب ووسط افريقيا لصندوق الأمم المتحدة للسكان.
قال الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إن الجلسة تضمنت عدة مناقشات حول وضع خطة فيما يتعلق بالقضاء على ختان الإناث في مصر والإشراف عليها والتعاون مع كافة منظمات المجتمع الدولى للعمل على توعية المجتمع بأضرار ختان الإناث ومناهضة العنف ضد الفتيات واتخاذ الإجراءات القانونية والملاحقة القانونية وتعريف الجمهور بعقوبة ختان الإناث.
تلاها جلسة حوارية بعنوان "مستقبل خدمات الرعاية الصحية والاستفادة من الابتكار والتكنولوجيا من أجل الصحة والتنمية المستدامة"، حاضر في الجلسة الدكتور محمد مصطفى عبد الغفار، رئيس الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية، والدكتور محمد صلاح زكي، مدير المعهد القومي لجراحة المسالك البولية، والدكتور محمد صالح، مدير المعهد القومي للكبد والجهاز الهضمي، والدكتور أحمد الأتربي، مدير مصنع الأطراف الصناعية بالمعهد القومي للجهاز الحركي.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية تُعتبر أحد الأذرع الأساسية للقطاع الصحي المصري، نظرًا لدورها الفاعل في تقديم الخدمة الصحية، إضافةً إلى دورها البارز في البحث والتعليم، وذلك من خلال مشاركة كوادرها في الأبحاث الطبية الحيوية، وتطوير علاجات وأدوية جديدة، وإجراء التجارب السريرية لاختبار الفاعلية والسلامة، فضلًا عن الدراسات الوبائية وأبحاث الصحة العامة، والدراسات المتعلقة بالعوامل السلوكية والاجتماعية والاقتصادية المؤثرة على الصحة، وفي هذا الإطار، أُنشئ مركز لدعم الباحثين بجميع وحدات الهيئة، ليكون نموذجًا متميزًا بين مراكز البحوث في مصر.
أعقبها جلسة بعنوان "الحلول المبتكرة لشؤون مستشفيات وزارة الصحة بالتعاون مع المجتمع المدني: تحديات قوائم الانتظار"، تناولت أهمية التعاون بين وزارة الصحة والسكان والقطاع الخاص والمجتمع المدني لإيجاد حلول مبتكرة لتقديم أفضل الخدمات الصحية للمواطنين، حاضر في الجلسة الدكتورة غادة توفيق، مستشار محافظ البنك المركزي للمسؤولية الاجتماعية، الدكتور خالد خلف، مدير مجمع الرعايات بمستشفى عين شمس العام، الدكتور هشام خضر، مدير مجمع الرعايات بمستشفى مبرة مصر القديمة.
وخلال الجلسة أكد الدكتور أحمد سعفان، مساعد وزير الصحة والسكان لشئون المستشفيات، على ضرورة التوأمة بين الوزارة والقطاع الخاص والمجتمع المدني في تقديم حلول مبتكرة وغير تقليدية لمواجهة تحديات قوائم الانتظار، مضيفا أنه تم التعاون مع مؤسسة تروس والبنك الأهلي لإنشاء مجمعات الرعاية المركزة بالمستشفيات، مشيرًا إلى أن هذا التعاون أسهم في إنشاء مجمع القناطر الخيرية الذي قدم خدماته لـ 560 مريضًا في غضون ستة أشهر، بالإضافة إلى تجهيز 60 سريرًا في مستشفى عين شمس العام بالتعاون مع البنك الأهلي.
أضاف "سعفان"، أنه تم تنفيذ شراكات ناجحة مع منظمات المجتمع المدني في مختلف المحافظات لتوفير أسرة العناية المركزة وخدمات الرعاية المركزة للأطفال وغسيل الكلى في حالات الطوارئ، وقد أسهمت هذه الشراكات في توفير 520 سريرًا في وحدات العناية المركزة للأطفال في 27 محافظة، وإجراء 1620 عملية مفاصل، كما أشار إلى تعاون الوزارة مع البنك المركزي لتوفير 250 مليون جنيه لدعم 600 سرير في المستشفيات، وتأسيس لجنة زكاة وزارة الصحة التي جمعت 400 مليون جنيه على مدار 6 سنوات.
وبعدها شهد الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، جلسة نقاشية حول "التعليم كركيزة أساسية في عملية التنمية البشرية"، شارك في الجلسة نخبة من المتحدثين البارزين، منهم الدكتور مصطفى رفعت، أمين عام المجلس الأعلى للجامعات، الذي ألقى كلمته نيابة عن الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور هاو جاوجين ياو، خبير الاقتصاد التعليمي بمنظمة اليونيسيف، والدكتورة هدى بركة، مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتنمية المهارات التكنولوجية، والسيدة/ شيريا تيواري، مساعد مدير مشروع التعلم الإلكتروني باليونسكو-معهد ماهاتما غاندي للسلام والتنمية المستدامة.
خلال كلمته، أكد الدكتور مصطفى رفعت، أن التعليم الجيد والعادل يعد أساسًا لتحقيق التنمية البشرية ورفاهية الشعوب، موضحًا أن وزارة التعليم العالي والمجلس الأعلى للجامعات يعملان على تطبيق سياسات تهدف إلى تعزيز المساواة في التعليم، وتحديث المناهج لتجهيز الطلاب بمهارات مرنة تتوافق مع متطلبات سوق العمل المحلي والدولي، بهدف تحقيق أهداف التنمية البشرية المستدامة.
وأشار رفعت إلى أن دمج التعليم المرن ضمن الاستراتيجية التعليمية هو خطوة رئيسية في جهود الوزارة، بالإضافة إلى التوسع في البرامج التعليمية المتخصصة التي تركز على الصناعة والتوجيه المهني، مشيرًا إلى إطلاق الوزارة "الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي" في مارس 2023، والتي ترتكز على ثلاثة محاور رئيسية: "رؤية مصر 2030"، التحول نحو "جامعات الجيل الرابع"، وتعزيز العلاقة بين التعليم العالي وخطة التنمية الشاملة للبلاد.
وفي الجلسة الختامية شهد الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، نقاشات حول "الشراكة لنظام صحي من أجل استدامة النظام الصحي"، وحاتم الورداني، رئيس مجلس إدارة شركة أسترازينيكا مصر، والسيد/ عبد العالي البلغيتي العلوي، الكاتب العام لوزارة الصحة بالمغرب.
وأوضح الدكتور خالد عبد الغفار، أن تقرير الشراكة من أجل استدامة النظم الصحية وقدرتها على الصمود في مصر يُعَدّ نتاج تعاون متعدد القطاعات يجمع بين وزارة الصحة والسكان والشراكة العالمية، تحت إشراف كلية لندن للاقتصاد، ويعتبر هذا التقرير شهادة جريئة على الالتزام بمستقبل الصحة والتنمية البشرية ليس فقط في مصر، بل في جميع أنحاء العالم، كما أنه يتضمن رؤية تتلاقى فيها الحكومات والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني لصياغة طريق لا يقهر نحو أنظمة صحية أقوى وأكثر قدرة على التكيف.
وتابع الدكتور خالد عبدالغفار أنه من خلال التخطيط الاستراتيجي والجهود التعاونية، تم تنفيذ الحلول ومعالجة وتسليط الضوء على المواضيع الرئيسية، ومنها: العمل مبكرًا لصالح المرضى من خلال المبادرات القارية العابرة للحدود مثل مبادرة القلب الصحي في أفريقيا ومبادرة رعاية مرضى السرطان في أفريقيا، وقيادة التحول الرقمي من خلال اعتماد تقنية الذكاء الاصطناعي كجزء من مبادرة لحياة 100 مليون شخص، كما تم تحسين التحليلات الصحية باستخدام التكنولوجيا مثل "Clinithink"، لتوليد رؤى قائمة على الأدلة من السجلات الطبية الإلكترونية، وبناء نماذج تمويل مستدامة للرعاية الصحية، مع التركيز مؤخرًا على الأمراض النادرة من خلال رعاية الوزارة لقرار جمعية الصحة العالمية ووجه الشكر لشركة أسترازينيكا على التبرع الأخير بمبلغ 3 ملايين دولار لدعم توصيات سياسة PHSSR القابلة للتنفيذ.
وعلى هامش فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر، أطلق الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان، والدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، والسيدة/ غادة والي المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، مبادرة "تعزيز أنظمة الوقاية للأطفال" (CHAMPS)، وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز قدرة الأطفال وحمايتهم من تعاطي المواد المخدرة منذ الولادة وحتى المراهقة، وبناء مستقبل أكثر صحة لهم وللشباب.
وأشاد نائب رئيس مجلس الوزراء بجهود كافة العاملين في تنفيذ هذه المبادرة، مؤكدًا أهميتها في توفير مستقبل صحي وواعي لأطفال مصر، باعتبارهم بناة المستقبل.
وأضاف أن الاستثمار في الأطفال منذ الصغر يسهم في بناء شخصية قادرة على اتخاذ قرارات حياتية سليمة، وأن القيادة السياسية حريصة على تقديم الحماية النفسية لجميع الأطفال المصريين، وتأتي هذه المبادرة في اتساق مع أهداف المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان المصري"، والتي تهدف إلى الاستثمار في رأس المال البشري لتحقيق التنمية المستدامة.
ومن جانبها، رحبت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، بالدكتور خالد عبد الغفار، وهنأته بحصول مصر على الإشهاد الدولي بخلوها من مرض الملاريا من منظمة الصحة العالمية، وتهنئته بإطلاق النسخة الثانية من المؤتمر، وأوضحت أن المبادرة تركز على تعزيز أنظمة الوقاية للأطفال من سن الولادة حتى 18 عامًا، لمواجهة مشكلات المخدرات والعنف، وهي قضايا عالمية تهدد السلم المجتمعي.
وشددت غادة والي، وكيل السكرتير العام للأمم المتحدة، والمدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، على أهمية التجربة المصرية في معالجة الإدمان ومكافحة المخدرات، خاصةً في السنوات الأخيرة، ورحبت بمشاركة مصر في مبادرة "CHAMPS"، معتبرة أن هذا التعاون يعكس الشراكة الوطيدة بين مصر والمكتب في مواجهة التحديات المرتبطة بالمخدرات، حيث تعتبر فئة الشباب والأطفال الأكثر عرضة لمخاطر الإدمان.
يمثل المؤتمر العالمى للسكان والصحة والتنمية البشرية ومبادرة «بداية جديدة لبناء الإنسان» ركيزتين أساسيتين فى استراتيجية مصر الشاملة للتنمية البشرية وتحسين الخصائص السكانية حيث يتوافق كلاهما مع رؤية «مصر 2030» ومخرجات الحوار الوطني، وتعزز هذه الاستراتيجية المجموعة الوزارية للتنمية البشرية.
عن المؤتمر
المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية (PHDC'24) هو حدث دولي يُعقد في الفترة من 21 إلى 25 أكتوبر 2024 في العاصمة الإدارية الجديدة، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي كجزء من استراتيجية مصر الشاملة للتنمية البشرية، بالتعاون مع المجموعة الوزارية للتنمية البشرية، وتحت رعاية مبادرة "بداية " للتنمية البشرية ويهدف إلى تعزيز وتحسين الخصائص السكانية كجزء من رؤية مصر 2030.
يمثل المؤتمر منصة ديناميكية لتبادل الأفكار وتشكيل الشراكات بين الحكومات، المنظمات الدولية، القطاع الخاص، ومؤسسات المجتمع المدني. يشمل جدول أعمال المؤتمر أنشطة متنوعة تمتد على مدار خمسة أيام، تشمل جلسات تفاعلية، ورش عمل، وحوارات حول موضوعات محورية متعلقة بالتنمية البشرية، الرعاية الصحية، والتعليم، وخلق فرص العمل.