السبت 16 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

مصريات

كيف تعامل المصريون القدماء مع البُرص؟

كان نذير شؤم..

نقش مصري قديم
نقش مصري قديم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يُعد البُرص من أشهر الزواحف التي يعرفها البيت المصري بشكل عام، حيث أنه كثير التسلل إلى المنزل، وهو الأمر المزعج للغاية، ويكون بداية لحملة نظافة محمومة حتى يتم التخلص منه، ولكن هل الأمر بجديد أمّ أنّ له جذوره التاريخية؟

البُرص كان من الزواحف المعروفة عند قدماء المصريين، ووجدت صورته بين رموز الهيروغليفية بكثرة، ويُنطق بالهيروغليفية "عشا"، وتم رسمه في بعض الأحيان مفرود الأقدام وأسفله 3 علامات (III) وهي تعني الجمع، وكلمة "عشا" تدل في الهيروغليفية على الجمع، وتأتي بمعنى "كانوا" و"كثير وكمية، وعدد، وفي الغالب".

أدرك المصري القديم ما أدركه العلم الحديث، وهو أن البُرص مصدر ضرر للإنسان ويحمل له المرض، وقد وصفه المصري القديم أنه ثعبان له أرجل أي أنه بالنسبة لقدماء المصريين كان يحمل السم، وهو ما أثبته العلم الحديث الذي قال بأن البرص يحمل عدة طفيليات ينقلها ولا يتأثر بها، وقالت وكالة حماية الصحة ببريطانيا، إن الأطفال الأكثر احتكاكًا بالأبراص أكثر عُرضة للإصابة ببكتيريا السالمونيلا، وقال الأمريكي الدكتور برندان بوريل المتخصص بعلم الزواحف، إنه وجد عشرة أنواع من السالمونيلا بأحد الأبراص، وهي لا تتأثر بها ولكنها تنقلها وتحمل أيضًا طفيليات مثل الكريبتوسبوريديم، والديدان الدبوسية.

وأعتبر علماء المصريات أن وصف المصري القديم للبرص بأنه ثعبان بمثابة تصنيف دقيق، حيث أدرجه العلم الحديث ضمن الزواحف أي أن المصري القديم أدرك أن البُرص ما هو إلا زاحف بأرجل وهو تصنيف دقيق للغاية مُقارنة بمعارف وعلوم وثقافات هذه الحقبات التاريخية.

العجيب في الأمر أنّ هناك بردية محفوظة بمتحف برلين، ترجع للقرن الأول الميلادي مكتشفة بالفيوم، معروفة بـ "كتاب البُرص"، وتروي أن سقوط البُرص فأل شؤم ونبوءة نذير نحس، وذلك لأن البُرص يُجيد التسلق والزحف على الجدران، ومعنى سقوطه أن هناك أمر جلل وسئ قد يحدث.

واعتبر المصري القديم أن سقوط البُرص أمرًا يستحق التوقف حيث تبدأ البردية بكلمة "لو سقط"، وتحكي أنه لو حلم أحدهم بسقوط برص فسيحدث له في الواقع من الأمور السيئة، وتصنف البردية دلالات سقوط البرص وتعدد مساوئ هذا السقوط، أما وجود البرص في بيت المصري القديم بشكل عام ليس له علاقة بمستوى نظافة المسكن، فهو يتسلل بأي وقت، ولا يجتذبه نوع معين من القاذورات عكس بقية الزواحف التي تنتشر في أماكن مختلفة.