الإثنين 18 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

الصحة العالمية: مقتل وإصابة 6% ونزوح 90% من سكان غزة وإقامتهم بمخيمات مكتظة

جانب من الأوضاع الإنسانية
جانب من الأوضاع الإنسانية في غزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قالت المدير الإقليمي لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية الدكتورة حنان بلخي إن النزاع في غزة خلال 12 شهرًا أدى لمقتل أو إصابة 6% من مجمل السكان، لافتا إلى أن كثيرًا من المصابين من النساء والأطفال الذين يواجهون الآن إعاقات دائمة.

وأشارت بلخي - خلال مؤتمر صحفي عقدته اليوم /الثلاثاء/ بشأن أهم الأحداث بإقليم شرق المتوسط - إلى نزوح 90% من سكان غزة وإقامتهم بمخيمات مكتظة، تقل فيها فرص الحصول على الغذاء والماء والرعاية الصحية، وهم يتنقلون بشكل متكرر، وقد صدرت أوامر إخلاء أخرى خلال الأيام القليلة الماضية.

وأضافت أن القوى العاملة الصحية في غزة تتضاءل، حيث لقى ما يقرب من ألف عامل صحي حتفهم وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، مؤكدة أن غزة تعد واحدة من أخطر الأماكن التي تعمل فيها الأمم المتحدة وشركاؤها، إذ قتل 289 من موظفي الأمم المتحدة منذ أكتوبر 2023.

وأوضحت أنه يعمل حاليًا أقل من نصف المستشفيات وبشكل جزئي؛ بسبب تضرر البنية الأساسية، ونقص الوقود، والإمدادات، والموارد البشرية، وانقطاع إمكانية الوصول إلى الخدمات، والهجمات المستمرة على المرافق الصحية، لافتة إلى أنه طلب من ثلاثة مستشفيات أخرى في شمال غزة إخلاؤها في اليومين الماضيين.

وتابعت "أن توفير الرعاية الصحية في هذه الظروف يعد مهمة شاقة، وعلينا أن نشيد مرة أخرى بالعاملين الصحيين في غزة، الذين يواصلون العمل ببطولة في ظل ظروف لا يمكن تصورها"، لافتة إلى أنه من بين 15 ألفًا و600 طلب إجلاء طبي، جرت الموافقة على 5130 طلبًا فقط، وترتب على ذلك ترك الآلاف من سكان غزة، الذين تقطعت بهم السبل، بلا رعاية أساسية.

ولفتت إلى مواجهة 96% من السكان انعدام الأمن الغذائي، وازداد سوء التغذية الذي كان منعدمًا تقريبًا في غزة لا سيما بين صفوف الأطفال، ولا تزال فاشيات الإسهال والتهاب الكبد A مستمرة، وتفاقمت بسبب تردي خدمات الصرف الصحي وظروف الازدحام الشديد، وأدى ذلك أيضًا إلى عودة ظهور شلل الأطفال، ولا تزال مخاطر اندلاع فاشيات أخرى قائمة في ظل انخفاض معدلات التمنيع.

ونوهت بأنه على مدار الـ12 شهرًا الماضية، دعت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها مرارًا وتكرارًا لإنهاء الصراع في غزة، ومع ذلك، لا يزال الوضع يتفاقم في الأرض الفلسطينية المحتلة وفي جميع أنحاء الإقليم.

وحول الوضع في لبنان، أعربت الدكتورة حنان بلخي عن قلقها أيضًا بسبب تزايد العنف في لبنان، لافتة إلى أنه منذ أكتوبر من العام الماضي، قتل أو جرح ما يقرب من 12 ألف شخص، ونزح أكثر من 540 ألف شخص داخليًا.

وأشارت إلى تضرر البنية الأساسية الصحية بشدة، إذ تحققت المنظمة من 36 هجومًا على المرافق الصحية منذ أكتوبر الماضي، وقد أودت هذه الهجمات بحياة 77 عاملًا صحيًا وأصابت 74 آخرين من بينهم 28 قتيلًا ومصابين اثنين في يوم واحد الأسبوع الماضي.

ونوهت بأن حماية المدنيين والرعاية الصحية واجب قانوني وأخلاقي لا بد من التمسك به، ولا يمكن أن تظل الهجمات على مرافق الرعاية الصحية إحدى العلامات البارزة للصراع في هذا الإقليم.

وحول الوضع في السودان، قالت الدكتورة حنان بلخى إننا نواجه أكبر أزمة في العالم تتعلق بالجوع والنزوح، فهناك أكثر من 10.8 مليون نازح داخلي، و25.6 مليون شخص في حاجة ماسة إلى الغذاء والرعاية الصحية، حيث يعاني النظام الصحي في السودان من تراجع مستمر.

وأشارت إلى توقف 75% من المرافق الصحية في الخرطوم عن العمل، وتفيد التقارير بأن الوضع أسوأ في ولايات غرب دارفور، حيث يموت الأطفال والأمهات الذين يعانون من سوء التغذية بسبب عدم الحصول على الرعاية، وتنتشر الكوليرا في أنحاء كثيرة من البلد.

وتابعت أن العاملين بمجال الإغاثة يواجهون تحديات هائلة؛ نتيجة لتكرار حالات منع وصولهم والظروف الأمنية الخطيرة، وإذا لم يكن هناك تدخل فوري، فستحصد المجاعة والمرض عددا لا يحصى من الأرواح.

وفي السياق، نوهت بأن حملة التطعيم ضد شلل الأطفال التي أجريت مؤخرا في غزة ووصلت لـ560 ألف طفل، وفتح معبر "أدري" لدخول السودان الذي سمح بإيصال الإمدادات الحيوية إلى المجتمعات المحلية المعزولة، يعكس أنه يمكن إحداث أثر كبير حتى في خضم الأزمة.

وقالت "ولكن هذه اللحظات نادرة، والحاجة إلى بذل جهود متواصلة أصبحت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، ويجب إعطاء الأولوية للحلول السياسية قبل أن يجتاح النزاع الإقليم بأسره".

وأشارت إلى أن هناك أكثر من 100 مليون شخص "أي شخص واحد من كل 6 أشخاص" يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية في إقليم شرق المتوسط اليوم، مضيفة "لا يمكننا أن نترك الأجيال المقبلة تتحمل العواقب الطويلة الأجل، فالمسؤولية تقع على عاتق الذين يمكنهم إنهاء العنف وتحقيق الاستقرار من أجل السلام، ولكنهم تأخروا كثيرا في التحرك".