الثلاثاء 24 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

اقتصاد

أبوبكر الديب يكتب: أفريقيا وحصاد 3 سنوات من مبادرة التنمية الصينية

أبوبكر الديب
أبوبكر الديب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

منذ 3 سنوات، أطلق الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة التنمية العالمية داعيا إلى بناء توافق حول السعي لتحقيق التنمية ودفع النمو المشترك والمساعدة في تسريع تنفيذ أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030.
تلك المبادرة التي اطلقت خلال الدورة الـ 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة وحظيت بدعم أكثر من 100 دولة والعديد من المنظمات الدولية بما في ذلك الأمم المتحدة وانضمت اليها فعليا أكثر من 80 دولة.
واليوم شاركت في مؤتمر العمل العالمي من أجل التنمية التشاركية بالقاهرة وسلطت الضوء علي استفادة أفريقيا من هذه المبادرة الصينية.
فطبقا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة توجد في القارة السمراء 30% من احتياطيات المعادن في العالم و8% من الغاز الطبيعي و12% من احتياطيات النفط، و40% من الذهب، و90% من الكروم والبلاتين  واحتياطيات ضخمة من الكوبالت والماس والبلاتين واليورانيوم و65% من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم، و10% من مصدر المياه العذبة المتجددة فضلا عن الثروة البشرية والسوق الاستهلاكي الذي يزيد عن 1.4 مليار مستهلك.
وفي رأيي فان مبادرة التنمية العالمية تسعى إلى تعزيز الشراكات العالمية لتكون أكثر عدلا وتوازنا وتحمي المزيد من الناس من آثار الجوع والفقر والصراع وهو أمر بالغ الأهمية في ظل التحديات والتوترات التي يواجهها العالم فهي تركز على الحد من الفقر والأمن الغذائي وتمويل التنمية وتغير المناخ والتنمية الخضراء والاقتصاد الرقمي، وذلك من بين مجالات وقطاعات رئيسية أخرى وتتوافق مبادرة التنمية العالمية بشكل كبير مع أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، وأجندة الاتحاد الأفريقي لعام 2063 وإستراتيجيات التنمية للدول الأفريقية.
واري ان العالم بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى ممارسات تنموية وتعاونية خلاّقة، تتضافر فيها الجهود وتتكامل الإمكانيات للتصدي للمشاكل التي تواجه الدول وبخاصة النامية منها وعلي الاخص القارة الأفريقية وحيث ان الانتعاش الاقتصادي العالمي ما زال هشا وضعيفا والتحديات الأمنية والجيو سياسية آخذة في الارتفاع   وتراجع السلام والتنمية والأمن والحوكمة
فان مبادرة التنمية العالمية تعد مبادرة مهمة للغاية بعد مبادرة "الحزام والطريق"، من اجل التعاون التنموي في العالم، وتؤكد على مفهوم وضع الشعب فوق كل الاعتبارات وفي هذا الاطار تهدف المبادرة الي إعادة توجيه التنمية العالمية نحو مرحلة جديدة من التوازن والتنسيق الشامل لمواجهة الصدمات العالمية، وتعزيز شراكات إنمائية عالمية أكثر توازنا من خلال التعاون متعدد الأطراف للإسراع في تنفيذ أجندة التنمية المستدامة 2030.
وطرحت المبادرة أيضا خطة لتضييق الفجوة بين الجنوب والشمال ومعالجة عدم التوازن في التنمية، وإقامة علاقات دولية تستند إلى قاعدة المصلحة المشتركة والمنفعة المتبادلة للدول والشعوب مع مراعاة الظروف الموضوعية للشعوب وتلبية أولوياتها الوطنية واحترام هويتها وثقافتها وهو ما يساهم في تنشيط الاقتصاد العالمي. 
ومن خلال الانضمام إلى هذه المبادرة، يمكن للدول الجنوب وخاصة إفريقيا الاستفادة من تجارب الصين الناجحة حول تنسيق تخطيط التنمية، وتوفير الطاقة، وخفض الانبعاثات، وضمان الأمن الغذائي، ما يدفع خطة التنمية المستدامة في دول الجنوب.
وطرح الرئيس الصيني شي جين بينغ في السنوات الأخيرة ثلاث مبادرات لتحسين الحوكمة العالمية والاستجابة للتغيرات العالمية، وحل المشكلات البشرية، وتقديم التوجيه الاستراتيجي لبناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية هي مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية وحظيت بتوافق واسع في الآراء وصارت عامل قوة في المجتمع الدولي لتعزيز التعاون ومواجهة التحديات وخلق مستقبل أفضل.
وتلتزم مبادرة التنمية العالمية بمبدأ إعطاء الأولوية للتنمية وجعل الناس محورا رئيسيا لها، وبما أنها تتميز بالشمولية ومدفوعة بالابتكار وتعمل على التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة وكونها تلتزم بالتوجيهات نحو العمل فهي تتماشى تماما مع خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 وتعمل علي الحد من الفقر وتعزيز الأمن الغذائي والتصنيع والاتصال في العصر الرقمي وتعمق التعاون العملي وتعزز تبادل المعرفة الإنمائية من أجل إفادة البلدان النامية.
وقد أظهرت الصين مساهمتها في التنمية العالمية وخاصة أنها تمثل أكبر دولة نامية في العالم، وذلك من خلال اتباعها سياسات متعددة تسعى إلى النهوض بالمجتمع وخاصة في مجال القضاء على الفقر في كامل بقاع البلاد وتطبيق سياسات شاملة للحفاظ على الأهداف التي حققتها سياسة القضاء على الفقر في الصين. 
وتجاوز حجم الاستثمار المباشر للصين في إفريقيا 40 مليار دولار بنهاية عام 2023، مما يجعلها واحدة من المصادر الرئيسية للاستثمار الأجنبي في إفريقيا، حسبما أفادت به وزارة التجارة الصينية.
وحققت التجارة الثنائية بين الصين وإفريقيا رقما قياسيا بلغ 282.1 مليار دولار في عام 2023
وبدأت الصين إقامة روابط تجارية رئيسية مع الدول الأفريقية منذ عام 1999، عندما أطلق الحزب الشيوعي الصيني استراتيجيته "الخروج". وانعقد منتدى التعاون الصيني الأفريقي لأول مرة في عام 2003 وهو الآن عبارة عن منصة شراكة بين الصين و53 دولة أفريقية.
وعلى مدى العقدين الماضيين، عززت الصين بشكل كبير التجارة مع أفريقيا وصبّت مليارات الدولارات في بناء الطرق والسكك الحديدية والموانئ في جميع أنحاء القارة.
وعلى مدى العشرين سنة الماضية، أصبحت الصين أكبر شريك تجاري لأفريقيا، والمستثمر الأكبر في البلدان الأفريقية، وقد تجاوزت قيمة التجارة مع الدول الأفريقية في عام 2022 نحو 250 مليار دولار وشمل ذلك استيراد الصين للمواد الخام مثل النفط والمعادن من القارة، وتصدير السلع المصنعة إليها.
وتوجد حاليا قرابة 3000 شركة صينية في أفريقيا، وفقا للمنتدى الاقتصادي العالمي.
وأجرى الرئيس الصيني شي جين بينج 5 زيارات إلى دول أفريقية منذ عام 2013.