تعد ظاهرة التنمر في المدارس من أبرز التحديات التي تواجه الأطفال والمراهقين في عالمنا المعاصر، وتتسبب هذه الظاهرة في آثار نفسية وسلوكية خطيرة قد تؤثر على حياة الضحايا لفترات طويلة، كما أنه من الضروري اتخاذ خطوات فعّالة لحماية الأطفال من التنمر وتعزيز بيئة مدرسية آمنة وداعمة.
وتقدم لكم "البوابة نيوز" مجموعة من الطرق الفعالة التي يمكن للمدارس والأسر والمجتمع اتباعها لحماية الأطفال من هذه الظاهرة المؤلمة، وفقًا لما تم نشره بموقع “يونيسيف مصر” تحت عنوان “نصائح لآباء وأمهات المُتنمَر عليهم”، بشعار “يحدث للجميع، ويوقفه الجميع”.
1- أهمية الوعي والتثقيف
يُعتبر الوعي بمشكلة التنمر الخطوة الأولى نحو معالجتها، فيجب على المدارس تنظيم ورش عمل ومحاضرات تثقيفية للطلاب والمعلمين حول التنمر؛ إذ تُساعد هذه الأنشطة في تعريفهم بمفهوم التنمر وأشكاله المختلفة، سواء كانت لفظية أو جسدية أو عبر الإنترنت، ومن خلال رفع مستوى الوعي، يُمكن للطلاب التعرف على التنمر في حال حدوثه، والتصرف بشكل صحيح للتصدي له.
2- إنشاء بيئة مدرسية آمنة
تعد بيئة المدرسة أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر على وقوع التنمر، فينبغي على إدارات المدارس العمل على خلق بيئة تشجع على الاحترام والتسامح بين الطلاب، ويمكن تحقيق ذلك من خلال وضع قواعد واضحة للسلوكيات المقبولة وغير المقبولة، وتطبيق عقوبات مناسبة على حالات التنمر، كما يُمكن تخصيص أماكن آمنة للطلاب الذين يشعرون بالخوف أو التهديد، مما يمنحهم شعورًا بالأمان.
3- تعزيز التواصل بين الطلاب والمعلمين
يلعب التواصل الجيد بين الطلاب والمعلمين دورًا حيويًا في الحد من التنمر، فيجب على المعلمين أن يكونوا متاحين للاستماع إلى مشكلات الطلاب ومخاوفهم، وكذلك إنشاء قنوات للتواصل، مثل صناديق الاقتراحات أو جلسات الاستماع، يمكن أن يعزز الثقة بين الطلاب والمعلمين، كما ينبغي تشجيع الطلاب على الإبلاغ عن حالات التنمر دون خوف من العواقب، مما يسهم في الحد من الظاهرة.
4- تشجيع الأنشطة الجماعية
تعتبر الأنشطة الجماعية وسيلة فعالة لبناء صداقات وتعزيز روح الفريق بين الطلاب، ويمكن للمدارس تنظيم أنشطة رياضية، ثقافية، وفنية تشجع على التعاون والتواصل بين الطلاب من مختلف الخلفيات، فمن خلال تعزيز العلاقات الإيجابية، يمكن تقليل الفجوة بين الطلاب وتخفيف مشاعر العزلة التي قد تجعل بعضهم عرضة للتنمر.
5- تدخل الأسر والمجتمع
لا تقتصر مسؤولية مكافحة التنمر على المدارس فقط؛ بل يجب أن يكون للأسر والمجتمع دور فعال أيضًا، فيجب على الأهل تعزيز قيم الاحترام والتعاطف في منازلهم، والتحدث مع أطفالهم عن أهمية احترام الآخرين، ومن المهم أيضًا مراقبة سلوكيات الأطفال، وخاصة عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يمكن أن يحدث التنمر الإلكتروني، كما يتعين على الأهل تعزيز الحوار المفتوح مع أطفالهم لمساعدتهم على التعبير عن مشاعرهم ومخاوفهم.
6- التعاون مع المنظمات المجتمعية
يمكن أن تلعب المنظمات غير الحكومية والمجتمعية دورًا مهمًا في مكافحة التنمر، فينبغي على المدارس التعاون مع هذه المنظمات لتنظيم برامج توعوية ودعم نفسي للطلاب الذين يتعرضون للتنمر، كما يمكن لهذه المنظمات توفير تدريبات للمعلمين والأهل حول كيفية التعرف على علامات التنمر وكيفية التعامل معها بشكل فعّال.