الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

سيئو الطباع

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

للطبيب النفسي جاي كارتر كتاب بعنوان " أشخاص سيئو الطباع" وعنوان فرعي: كيف تمنعهم من جرح مشاعرك دون أن تهبط لمستواهم" يبدأ المؤلف بمقوله مشهورة لروبرت باين وهي أشباه هتلر بيننا كل يوم، ويشير الكاتب إلى أن سيئي الطباع يسعون للتحقير من شأن الأشخاص وإنجازاتهم، ويعلل السبب لتقديرهم المتدني لذواتهم، ولتعاستهم، ومعاناتهم النفسية. 
وبينما يشعر الذي يحقر من شأن الآخرين بالدونية، فهو يسعى لجعل الآخر يشعر بالدونية مثله، ويقوم بإلقاء التلميحات السلبية نحوه أو نحو عمله، ويستمر مثل البعوضة يلح حتى يستسلم الآخر له بدعوى أنه صديق ويسعى للمساعدة، فيحاصر الآخر بانتقادات ليشل حركته فيستسلم له ويسيطر عليه، وهو لا يألو جهدًا حتى يتحكم في أصحاب القرار ويعتبر شخصية مهوسة بالسيطرة على الآخرين، وحينما لا يقدر السيطرة على الآخرين يشعر بالفزع وعدم الطمأنينة.
ويعتبر أدولف هتلر مثال نموذجي للمحقر المهووس بالسيطرة، يتحدث بلباقة يستخدم المنطق يضفي مصداقية على أكاذيبه، وهدفه التدمير وإضفاء الفوضى الخلاقة في الإنجازات والعلاقات رغم أنه لا يبدو عليه هذا، وإزاء تعطشه المريض للسلطة يتوغل وينتشر برفق وهدوء يبث سموم تعوض النقص الذي لديه، فهناك من يتلذذ ويستمتع بمضايقة الآخرين، وهذه النوعية من الشخصيات تكون بشعة جدا إذا ما احتلوا مناصب إذ يسيئون استغلال السلطة. 
والأكثر مهارة وحنكة منهم يبدون ودودين لفترة طويلة، حتى يحين وقت الترقي في الإدارة، وهنا يتطور الموقف فتظهر كل أمراضهم النفسية على السطح، ويؤكد المؤلف أنه قد يمثل عليك دور الصديق الصدوق وهو لا شيء سوى خائن للأمانة، يسعى لتشويه صورتك أمام الآخرين وتشويه الآخرين لديك.
ويقترح مؤلف الكتاب عددًا من الأساليب لمواجهة مثل هؤلاء، أهمها المواجهة، لتقول له أنك على علم بألاعيبه، واقتراح أن يفكر في أسلوب أكثر عملية ليعالج به نفسه، أيضًا اتباع وسيلة عكس الإسقاط فمثلا عندما يعمد شخص ما إلى اتهامك بهتانا، تحرى ما إذا كان قد فعل نفس الشيء الذي اتهمك به. وإذا هددك أحد بشيء ما، هدده بنفس الوسيلة، فـالأرجح أنه يهددك بالشيء، الذي يرهبه أكثر من أي شيء آخر. فإن اتهمك أحدهم أنك متحيز ضده، أسأله من المتحيز؟ 
وعامة، الأشخاص سيئو الطباع معروفين لدى الجميع ومكروهين من كل من يتعامل معهم، بينما يخافهم البعض ويخشى مواجهتهم، يواجههم البعض الآخر فيكشف ضعفهم الشديد ونفسيتهم الهشة ويفضح حقيقة ضعفهم ويحجمهم.