الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

حفل للأطفال الأيتام بقرية طحانوب| الأمهات: أطفالنا ينتظرونه بفارغ الصبر.. ويؤكدون: بهجة لقلوب صغيرة

حفل الأيتام بطحانوب
حفل الأيتام بطحانوب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

هنا في إحدى قرى القليوبية، تختلط بساطة الحياة بعظمتها، حيث جاء حفلة الأطفال الأيتام كمشهد مُضيء في سماء تعتريها الغيوم، فمن وجهة نظر الأمهات الأرامل، كانت هذه الحفلة أكثر من مجرد يوم ترفيهي؛ كانت نسمة أمل تهب على قلوب أنهكتها مشقة الحياة، فقد وجدت الأمهات متنفسًا لأطفالهن، لحظات تحمل في طياتها الفرح والابتسامة التي طالما افتقدوها. 

كل أمٍّ في هذه الحفلة شعرت بأن قلبها يُشرق، فقد وجدت في هذه الفعالية روح التكافل والتراحم، وروح المجتمع الذي لم ينسَ واجبه تجاه أبنائه الأيتام، كانت مشاعرهن مزيجًا من الفرح والامتنان.

فقد أعطى هذا اليوم لأطفالهن أكثر مما يتخيلون؛ أعطاهم شعورًا بأنهم محبوبون ومُقدّرون، وأعطاهم الأمل بأن الحياة، رغم قسوتها، لا تزال تحمل في جعبتها لحظات من الفرح النقي، وبعيون يملؤها الامتنان، نظرت الأمهات إلى أطفالهن وهم يركضون ويلعبون.

كأنهم استعادوا طفولتهم المفقودة ولو لبضع ساعات، فوثقوا بذاكرتهن لحظات نادرة من السعادة، تنعكس في ضحكات الأطفال البريئة، وكأن الحفل جاء ليُعيد إليهم جزءًا من طفولتهم التي سُرقت في غفلة من الزمن. 

ففي صباح يوم مشرق، حيث تلونت السماء بأطياف البهجة والفرح، توجهت السيدة "ن. محمد"، وهي أرملة فقدت زوجها منذ سنوات، بصحبة أطفالها الثلاثة إلى الملعب الذي يقام فيه الحفل الترفيهي للأطفال الأيتام بقرية طحانوب، توجهت مع أطفالها الثلاثة حاملين مشاعر مختلطة بين الفرح والحزن.

فرحةٌ غمرتهم بأن هناك من يشعر بهم ويقدم لهم دعمًا معنويًا وليس ماديًا فقط وكأن هذا اليوم أُقيم خصيصًا ليُدخل السعادة إلى قلوبهم الصغيرة، وحزنٌ طفيف يذكرها بغياب الأب عن مشاركة هذه اللحظات.

وتقول، ودموع الامتنان تنهمر من عينيها، "أرى في هذا الحفل لمسة من العطاء، وفرصة للأطفال لتذوق طعم الفرح الذي حُرموا منه"، وأضافت "شكرًا لكل من جعل هذا اليوم ممكنًا، لقد منحتم أطفالي لحظاتٍ لا تُقدر بثمن، لحظات شعروا فيها أنهم ليسوا وحدهم".

أما أطفالها، فقد أشرقت وجوههم بالابتسامات، وعبرت ابنتها الكبرى عن فرحتها، قائلة "اليوم رائع وقد لعبت كثيرًا وتعرفت على أصدقاء جدد"، أما ابنها الأوسط، فكان مشغولًا بلعب الكرة مع الأطفال الآخرين الذين كانوا يركضون في الملعب بكل حماس. 

وأعربت السيدة "ج. خالد" عن امتنانها بفكرة الحفلة ووجهت العرفان للقائمين عليها، قائلة "لم أكن أتخيل أن هناك من سيهتم بإدخال السرور على قلب أطفالي بهذا الشكل، فهذا اليوم يعني لي الكثير، لأنه يشعرني بأنني لست وحدي في مواجهة الحياة، وأن هناك من يشاركنا في حمل هذا العبء".

كانت كلماتها تعبر عن مزيجٍ من الشكر والتقدير لكل من ساهم في إقامة هذا الحفل، ولأنها شعرت في تلك اللحظة بأن مجتمعها لم ينسها، وأن أبناءها الأيتام يحظون بعناية واهتمام من قِبل أهل الخير.

كانت الفقرات الترفيهية تتوالى، من عروض الموسيقي والعرائس إلى الألعاب التفاعلية والمسابقات، وكلها صُممت بعناية لإدخال البهجة إلى قلوب الأطفال، وبمثابة بداية صفحة يملؤها التفاؤل والأمل بمستقبل يحمل لهم كل الخير ويؤكد لهم أن يحظوا بحب واهتمام واحترام جميع من حولهم.