ما فتئت تسمعنى حديثها اليومى فى نفس الميعاد وفى نفس الوقت تقريبا وبنفس الأسلوب ذاته عندما تقترب من أذنى وتهمس لى مؤكدة أنها عندما تقدمت للاقتران بها لم تتردد فى القبول علي الرغم من أنه لم يكن بيننا قصة حب أو مقابلات خاصة مثل شباب الجيل ولكنها لمست فى الاحترام والأخلاق والطيبة والالتزام الدينى، وكان ذلك يكفيها وكفيلا لشخصيتها أن تعتبرنى الشخص المناسب لمرافقتها إياها بقية العمر وأنها لم تفكر أبدا فى الحياه الرغدة التى كانت تنتظرها حيال موافقتها على شخصى .
كنت أستمع لكلامها – وأستمتع - يوميا دون ملل .
لا أنكر أنه كان يروق لى حديثها بل وكنت أنتظره بشغف كانت تدغدغنى حروفه‘ تهز مهد مشاعرى، تضمنى كبنت النسيم‘ تطوحنى فى الهواء، وتضعنى برفق على منصة أحلامى، أشعرتنى أننى احسنت الاختيار- فأصفها بخير متاع الدنيا-عن جدارة .
جعلتنى أضعها فى مكانة سامقة. لم تتغير تلك الصورة إلا بعد نشوب أول خلاف بيننا. هنالك صارت كالزعابيب.
تجردت ملامحها من رقتها، وزعيقها جعل صوتها أجش، لم تعد هى هى .
لم اتعجب من ذلك، ولم احزن بل عزرتها ولكن ما هالنى، وأثر فى حقا وملح ايامى السابقة اعترافها بأنها نادمة على التسرع فى الاقتران بى، وأنها لو تريثت قليلا، وأمهلت نفسها هنيهة لكان نصيبها رجلا يمتلك الملايين.
هبطت على الجملة الأخيرة كالصاعقة زلزلتنى.
انتظرتها حتى صمتت وقلت لها خسارة .
فقالت على ما.
- كم كنت أتمنى أن يكون من تتمنيه بدلا منى، ونصيبك غيرى مع رجل يحفظ كتاب الله، وورع، تقى فيحفظك، ويصونك، ويرعاك، أن يكون الدين هو مقياس اختيارك، وترمومتر موافقتك.
خجلت من نفسها وانصرفت .
لم يعتذر أحد منا للآخر.
مرت أيام فنسينا الخلاف، مع متطلبات الحياة اليومية – نسينا الخلاف تماما- حتى أنها عادت تسمعنى كلامها السابق‘ وكدت أصدقه ثانية.
بل وانتظره، وعدت اسميها بنت النسيم مره أخرى، وخير متاع الدنيا أيضا.
حتى نشب خلاف آخر .
تجردت ملامحها من رقتها‘ وعاد صوتها أجش، وأسمعتنى اعترافها ثانية؛ بندمها على التسرع فى الموافقة على، وأنها لو تريثت قليلا، وأمهلت نفسها هنيهه.
لكان نصيبها رجلا يمتلك الملايين.
نظرت لها شزرا فاستدركت.
رجل يمتلك الملايين‘ ويحفظ كتاب الله.