الإثنين 18 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

صور.. تاجر بلح: النخلة تنتج 250 كيلو.. و"الحياني" أشهر الأنواع

موسم حصاد البلح بالقليوبية
موسم حصاد البلح بالقليوبية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في أرض النيل الخصبة، يحتل البلح مكانة خاصة في قلوب المصريين وثروتهم الزراعية، فالبلح، أو "الذهب الأحمر"، ليس مجرد فاكهة موسمية تُزين موائد المصريين، بل هو جزء لا يتجزأ من التراث الاقتصادي والثقافي للبلاد.

تمتلك مصر واحدًا من أكبر أعداد أشجار النخيل في العالم، حيث تقدر الثروة بنحو 15 مليون نخلة، تنتج مجموعة متنوعة من أنواع البلح التي تلبي احتياجات الأسواق المحلية والدولية على حد سواء.

كما تمثل ثروة البلح مصدرًا هامًا للدخل القومي، حيث يتم تصدير كميات كبيرة من البلح المصري إلى الأسواق العالمية، لتكون سفيرًا للمذاق الفريد والجودة العالية، كما يسهم البلح في تأمين سبل العيش لآلاف الأسر العاملة في زراعة النخيل، وجنيه، وتعبئته، ما يجعله عمودًا فقريًا للاقتصاد الزراعي في العديد من المناطق الريفية.

ولا تقتصر أهمية البلح على الجانب الاقتصادي فقط، بل تتجاوز ذلك لتشمل جوانب صحية وغذائية، حيث يُعرف البلح بقيمته الغذائية العالية وفوائده الصحية المتعددة، ففي كل عام، ومع بداية موسم حصاد البلح، يتجدد الأمل ويعم الفرح في الريف المصري، حيث تتجسد في هذه الثروة قصة نجاح مستمرة وشاهد على أصالة وعراقة الزراعة المصرية.

يقول المعلم "محمد بوشه"، تاجر بلح، إن موسم حصاد البلح هو موسم خير وبركة للفلاحين والتجار وأنهم ينتظرونه من العام للعام،  لأنه مصدر رزق للجميع؛ مشيرًا إلى أن النخل يطرح بإنتاجية زائدة عامًا ويقل في العام التالي، وهكذا تباعًا.

وأضاف "بوشه"، أن النخلة تنتج ما يقرب من 250 كيلو بلح في الموسم الواحد، وأن الكيلو يخرج من الأراضي بسعر يتراوح من 10 إلى 13 جنيهًا، مرورًا بالتعبئة والنقل حتى يصل للمستهلك بسعر يتراوح من 20 إلى 25، ويستمر الموسم لمنتصف شهر أكتوبر.

وتابع: ويبدأ موسم حصاد البلح في المحافظات على فترات متفاوتة نتيجة الطقس والمؤثرات البيئية تبدأ من بداية شهر أغسطس وحتى أواخر أكتوبر، وأضاف أن أكثر أنواع البلح شهرة في مصر هو البلح "الحياني"، وأنه يتم عناية النخلة طيلة العام مرورًا بمراحل عدة استعدادًا لموسم الطرح، وبمجرد انتهائه يتم "تقليم" النخلة وقطع "السبايط" استعدادًا للموسم الجديد.

وأوضح أن النخلة شجرة طيبة مباركة، والبلح هو الفاكهة الوحيدة المتوافرة فترة واحدة خلال العام، ويحبها الجميع؛ مؤكدًا أنه في القرى يتم إهداء البلح للأقارب والجيران بكثرة كطقس تقليدي لا غنى عنه. 

وأكد "بوشه"  أن البلح يمثل ثروة اقتصادية وغذائية مهمة لها تأثير كبير على الاقتصاد المحلي والدولي؛ مؤكدًا أن تلك الزراعة عظيمة فمصر تنتج حوالي 1.7 مليون طن سنويًا من التمور.

وقال: وهو ما يمثل حوالي 18% من إجمالي الإنتاج العالمي للتمور مما يجعلها في مقدمة الدول المنتجة للتمور، متفوقة على دول أخرى معروفة بإنتاج التمور مثل المملكة العربية السعودية، وإيران، والعراق، والجزائر، ويُزرع فيها أكثر من 15 صنفًا من التمور مثل: الزغلول، والحياني، والسيوي، والبرحي، والمجدول. 

وأضاف "بوشه" أن النخل له أهمية كبيرة عند الفلاحين، خاصة في المناطق التي تعتمد بشكل رئيسي على زراعة النخيل، مثل واحات مصر والبلدان العربية الأخرى، فالنخلة ليست مجرد شجرة، بل تمثل مصدرًا مهمًا للرزق وبصمة أساسية في كل أراضي الفلاحين.

وتابع قائلًا: "النخلة كلها بركة وخيرها مبيخلصش"، فيستفيد الفلاحون من الثمار في المقام الأول، كما تستخدم الجذوع أحيانًا في البناء أو الحطب، ويستخدم السعف في في صنع الأدوات اليدوية مثل السلال والحصر والأقفاص، موضحًا أن الليف الذي يغطي الجذع يستخدم في صنع الحبال والمكانس وأحيانًا الفرش.

وشدد على  عن أن النخلة لها قيمة ثقافية وتراثية عميقة عند الفلاحين، وتُعتبر رمزًا للكرم والعطاء والصمود، كما توفر زراعة النخيل فرص عمل لأفراد الأسرة والمجتمع المحلي، بدءًا من زراعة النخيل ورعايتها، مرورًا بعمليات التلقيح والجني، وصولًا إلى النقل والتسويق.

وأشار إلى أن البلح يعتبر جزءًا من استراتيجية الأمان الغذائي للفلاحين، قائلًا "البلح موجود في كل بلد وكل بيت وكل الناس بتاكل منه مرة واتنين وعشرة".