الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

صاحب مزارع نخيل.. موسم البلح بيزيد في حلاوته عن باقي المواسم

تاجر جملة
تاجر جملة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في قلب الريف المصري، ومع نسمات أواخر الصيف، يتجدد موسم حصاد البلح، هذا الموسم الذي يحمل في طياته عبق التاريخ وجمال الأرض وعراقة الماضي، وهو واحد من أبرز الفصول الزراعية التي تضيء بتفاصيلها الدقيقة حياة الفلاحين على امتداد الأراضي المصرية، يبدأ هذا الموسم كل عام كمشهد يتكرر منذ آلاف السنين، حيث تتدلى عناقيد البلح الذهبية من أعلى النخيل، في انتظار من يقطفها بأيدٍ خبيرة، تحمل على كاهلها عبء الحفاظ على واحدة من أقدم المهن في تاريخ الإنسانية.

موسم حصاد البلح ليست مجرد عملية زراعية روتينية، بل هو طقس اجتماعي وثقافي يحمل في طياته الكثير من الحكايات والمعاني، فهو تجسيد حقيقي للتراث المتوارث من جيل إلى جيل، حيث يتعلم الأطفال فنون صعود النخيل والعناية بالثمار من آبائهم وأجدادهم، في مشهد يعكس الاستمرارية والحفاظ على الأصالة في مواجهة كل تحديات العصر.

في كل عام، تجتمع الصحراء والأراضي المصرية مع النخيل في احتفالية تتجلى فيها ثروات الطبيعة وسعادة الفلاحين، حيث تمتزج فيها الجهود العمالية بالثروات الطبيعية، فمن الواحات الغناء إلى الأراضي الصحراوية القاحلة، ويتجلى مشهد الحصاد حيث يسعى الفلاحون لجني ثمرة تعبهم وعملهم الجاد، حيث تبدأ هذه الفترة المميزة بتوقيتها الخاص، عندما يتحول لون البلح إلى الذهبي والرطب ويتدلى بفرح من عراجين النخيل، معلنًا بداية موسم يملؤه الأمل والبركة.

ويشكل موسم حصاد البلح في مصر نقطة تحول هامة ليس فقط للاقتصاد الزراعي، بل أيضًا لثقافة المجتمعات المحلية التي تعتمد على النخيل كرمز للثبات والعطاء، ووسط أجواء من النشاط والحيوية، يعمل الفلاحون في هذا الموسم بكل تفانٍ واحترافية، مجسدين تاريخه الطويل وإرثه العريق.

يقول الحاج "رمضان أبو المجد"، صاحب مزارع نخيل بمحافظة القليوبية وتاجر تتعدد ألقاب النخل منذ بداية زراعته وحتى يعلو ويرتفع في الآفاق، فالنخلة هو الاسم العام للشجرة التي تثمر البلح والتمر، والجمّارة وهي النخلة الصغيرة أو النخلة غير المثمرة.

والعرجون وهو الجزء المتفرع من النخلة الذي يحمل الثمار، والليف وهو الألياف التي تحيط بجذع النخلة، وتستخدم في صنع الحبال وبعض المنتجات اليدوية، وأخيرًا السعف وهو أوراق النخلة الطويلة والشائكة التي تستخدم في صنع السلال والحصير.

وأضاف "رمضان" أن البلح أيضًا له ألقاب وأسماء عديدة، تختلف حسب مرحلة نضجه وأيضًا حسب المناطق واللهجات العربية المختلفة، أولهما الطلع وهو المرحلة الأولى من ظهور الثمرة، حيث تكون صغيرة وغير ناضجة.

والحصرم وهو البلح الأخضر الذي لم ينضج بعد ويكون طعمه حامضًا، والخلال هو المرحلة التي يبدأ فيها البلح بالنضج ولكن يبقى صلبًا ولونه أخضر أو أصفر، والبسر وهو البلح الذي بدأ يتغير لونه إلى الأصفر أو الأحمر، ويصبح طريًا بعض الشيء لكنه ليس ناضجًا تمامًا.

وهناك الرُطَب وهو البلح الذي أصبح طريًا وبدأ يكتسب حلاوة النكهة، ولكنه لم يصل بعد إلى المرحلة النهائية من النضج، وأخيرًا التمر وهو المرحلة النهائية للبلح بعد أن يصبح جافًا ومليئًا بالسكر، وقابلًا للتخزين لفترة طويلة.

وأعرب عن امتنانه بموسم حصاد البلح قائلًا "موسم البلح بيزيد في حلاوته شوية عن الباقي" مشيرا الى ان .كل مواسم الحصاد هي مواسم خير وبهجة وبركة

وشدد الحاج "رمضان أبو المجد" على أن زراعة النخيل هي عادة متأصلة ومتوارثة عند كل الفلاحين، فحتى من يمتلك أرضا زراعية صغيرة يسعى لزراعة النخل كسمة أساسية لأرضه، وأن النخل يقوم بالطرح بعد 3 سنوات فقط من زراعته وفي بعض الأحيان يصل طوله إلى 9 أمتار.

وأكد أن زراعته سهلة ولا تتطلب الكثير من الجهد والرعاية، فهي شجرة مباركة "تؤتي أكلها كل حين" وتفيض بالخير على الجميع، معربًا عن امتنانه للرئيس السيسي في الاهتمام بزراعة النخيل خلال السنوات الماضية من خلال مشروع "المليون ونصف المليون فدان"، وتوفير المبيدات الحشرية للقضاء على الآفات التي تصيب النخل مثل "الديدان والسوسة الحمراء".

وأوضح "أبو المجد"، أن الديدان قد تصيب النخل دون أن يشعروا وتتغذى على "لُب النخلة" وتأكل جوفها لمدة تتراوح بين 5 إلى 7 أشهر حتى تتجوف وتتهاوى، وقد لا يشعرون بها في معظم الأحيان لأنها تتغذى على النخلة من الداخل، وقد ترتفع النخلة كثيرًا فتسقط بفعل الرياح وتقلبات الجو، وقد تنكسر في موسم الحصاد عندما يتسلقها طالع النخل.