ستموتُ وحدكَ
مثلما قَدْ عشتَ وحدكْ
ستخطُّ في سِفْرِ الختامِ قصيدةً
تبكي بها الأحلامُ،
رجفَ الأمنياتِ على طريقٍ
ثارَ ضدَّكْ
مُنذُ اصطفاكَ الشِّعرُ
ما ارتاحتْ قوافيكَ الحزينةُ،
كُنتَ آخرَ مَنْ يُغنِّي للحياةِ،
وكُنتَ ترسمُ للجمالِ مدائنًا
تنهارُ بعدكْ
تبكي الأراملُ واليتامى
والصِّغارُ الحالمونَ
وألفُ عُصفورٍ يُغنِّي للصَّباحِ
وألفُ عاشقةٍ نسينَ الآنَ
عهدكْ
وتُسجِّلُ الآنَ الأماسي في دفاترِ بردِها
"قَدْ عشتَ تمنحُنا المحبَّةَ في ليالينا الطَّويلةِ
حينما منحَتْكَ كفُّ الوحدةِ اللَّيلاءِ
بردكْ"
كُلُّ الَّذينَ استدفأوا مِنْ نارِ قلبكَ
واستراحوا فوقَ صدركَ
ضاعفوا في القلبِ وجدكْ
كُلُّ الَّذينَ ذكرتَهم فيمنْ ذكرتَ مِنَ الرِّفاقِ
ومَنْ وهبتَ لهم رؤاكَ
ومَنْ لهم أصفيتَ ودَّكْ
يتآمرونَ عليكَ سِرًّا
يحفرونَ الآنَ لحدَكْ
وهبوكَ أشواكَ الطَّريقِ
وأحرقوا بالحقدِ وَردكْ
كُلُّ الَّذينَ تقاسموا دمكَ الحرامَ
حسبتَهم -في الحربِ-
جُندكْ
ستموتُ وحدكَ
مثلما قَدْ عشتَ
وحدكْ.