استقبل المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، صباح اليوم الخميس، وفدا من أبناء الرعية الأرثوذكسية من منطقة الجليل والذين يزورون مدينة القدس، وذلك في كنيسة القيامة.
وقال رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، إننا سعداء بلقائكم في هذه المدينة المقدسة وهي مدينة ايماننا وحاضنة اهم مقدساتنا والمدينة التي نحن ساكنون فيها ولكنها ساكنة في قلوبنا وفي قلوبكم وفي قلب كل انسان مؤمن في هذا العالم .
وأضاف “ حنا" أن مدينة القدس مرتبطة بالايمان المسيحي وبالتاريخ المسيحي حيث أن أهم الأحداث الخلاصية تمت فيها وفيها تأسست الكنيسة الاولى ومنها انطلقت رسالة الايمان الى مشارق الارض ومغاربها ، ولكننا في نفس الوقت نحترم خصوصية القدس وهي مدينة تختلف عن اية مدينة اخرى في هذا العالم، فهي المدينة المقدسة في الديانات التوحيدية الثلاث وهي المدينة الحاضنة لاهم مقدساتنا المسيحية والاسلامية لا سيما كنيسة القيامة والمسجد الاقصى .
وأكد “حنا”، رفضه لاي خطاب اقصائي ايا كان شكله وايا كان لونه فهذه هي أرض المحبة والسلام ، والسلام مُغيب عن ديارنا بسبب غياب العدالة وبسبب وجود احتلال غاشم يستهدف ابناء شعبنا الفلسطيني في كافة تفاصيل حياته .
واستطرد “ حنا”، اقول للمسيحيين في هذه الديار لا تتأثروا بالخطاب المشبوه الذي يريدكم ان تتحولوا من كنيسة الى طائفة ويريدكم ان تتقوقعوا وان تنعزلوا عن محيطكم الإنساني والوطني.
وتابع : نحن كنيسة ولسنا طائفة والكنيسة شيء والطائفة شيء اخر، والكنيسة تحثنا على المحبة والتي لا حدود لها وتحثنا على احترام كرامة الانسان وحريته ومن منطلقات ايمانية وانسانية واخلاقية من واجبنا ان نطالب بوقف الحرب وان تتحقق العدالة في هذه الارض لكي ينعم شعبنا الفلسطيني بحرية طال انتظارها .
واشار “حنا” إلى أنه هنالك نفر من الذين لا يتحلون بالوعي والنضوج الكافيين والذين يوجهون سهامهم لاي شخصية دينية مسيحية تدافع عن الحقوق الفلسطينية الثابتة باعتبار ان هذا شأن سياسي لا يجوز ان يتدخل به رجال الدين .
وتابع : انا اقول لهؤلاء من قال لكم ان قضية الشعب الفلسطيني هي قضية سياسية فحسب ومن قال لكم أننا يجب ان نتجاهل وان نغمض اعيننا امام المظالم التي يتعرض لها شعبنا ، عودوا الى رشدكم والى انسانيتكم والى مسيحيتكم الحقة لكي تكتشفوا أن الدفاع عن حقوق الانسان والدفاع عن المظلومين انما هو من قيمنا ومن ادبياتنا واخلاقنا المسيحية السامية .
واستطرد ، ان تكون مسيحيا متجاهلا لانتهاكات حقوق الانسان والمظالم التي يتعرض لها شعبنا هذا يعني انك لست مسيحيا حقيقيا ، وما اكثر اولئك الذين يدعون الانتماء للمسيحية وهم لا يعرفون منها شيئا سوى بعض الشعارات والكلمات التي يرددونها كالببغاوات دون ان يعرفوا معناها وفحواها ، كتلك السيدة التي قالت في احدى تعليقاتها " بأن مملكتي ليست من هذا العالم " وتقصد بذلك اننا لا يجوز ان نهتم بقضية الارض والانسان لان وطننا في السماء وهذه مغالطة خطيرة جدا لان السيد المسيح اتى الى هذا العالم لكي يباركه ويقدس الانسان فيه ولو اراد لنا ان نفكر فقط باورشليم السماوية كما يقولون لما كانت هنالك حاجة لكي يأتي ويتجسد وينتقل من مكان الى مكان مبشرا بقيم المحبة والسلام .
وأكد المطران عطا الله حنا، رفضه للتفسيرات المغلوطة للكتاب المقدس وفي اغلبها تفسيرات مسيسة تأتي خدمة لاجندات بعيدة كل البعد عن القيم المسيحية .
وتابع، من كان مسيحيا حقا احب وطنه واحب شعبه واحب كل انسان في هذا العالم فنحن نحب كل انسان وندعو بالخير لكل انسان ولا يجوز ان نكره اي انسان في هذا العالم بناء على انتمائه الديني او العرقي او لون بشرته ، وبدلا من ان تتحدثوا عن اورشليم العلوية تحدثوا عن اورشليم الارضية التي حولها الاحتلال الى مدينة تمارس فيها العنصرية والكراهية بسبب قمعه وظلمه لابناء شعبنا.
وطالب المطران عطا الله حنا ، بإن ينادوا بأن تتوقف الحرب التي يتعرض لها أهلنا في غزة فهذا ما يجب ان ينادي به كل مسيحي ونادوا بالحرية والعدالة والكرامة لشعبنا الفلسطيني .
واختتم المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس ، كونوا مسيحيين حقيقيين وليس حملة لشعارات مسيحية خالية من اي مضمون وخالية من المفاعيل العملية ، فالمسيحية ليست ايمانا فحسب بل هي فكر وسلوك وقيم ورحمة ومحبة لا حدود لها.