قالت الدكتورة رشا سالم، مدرس بقسم التصوير الجدارى بكلية الفنون الجميلة جامعة الاسكندرية، واحدى المشاركات فى بينالي مكتبة الإسكندرية لكتاب الفنان فى دورته الـ11، إن البينالى يُعد حدث هام فى مسيرة أى فنان فهو فاعلية فنية ترتبط ارتباطا وثيقا بروح المكتبة من خلال الحكاية أو السرد أو استخدام الكتابة او الحرف كرمز وقيمة من قيم العمل الفني والتعبير البصرى.
وأضافت رشا سالم فى تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز"، أنها شاركت بسبع أعمال مختلفة الأحجام ومنفذين بتقنية الفسيفساء بخامات مختلفة، تتنوع الخامات ما بين الخامات الطبيعية كالرخام والمايكا والحجر الهاشمى، وأيضا الخامات المصنعة كالزجاج والأزمالت واستخدمت السيراميك فى بعض الأعمال والخشب المفرغ بالليزر.
وعن فلسفة أعمالها المشاركة، اوضحت انها قدمت فى هذه الدورة أعمال منفذة بتقنية الفسيفساء مستوحى من فكرة رسوم الخرائط القديمة، حيث كانت خرائط الأقمار الصناعية مثيرا بصريا أساسيا بما احتوته من معطيات ظاهرية ملهمة بالتعامل مع الخامات الأساسية لتقنيات الفسيفساء .
وتابعت: " وتمثل تلك المعطيات البصرية من صور الأقمار الصناعية أساساً لتلك الأعمال ، فالتصوير من الفضاء ومن مسافات بعيدة يوحى بما يشبه قطع الفسيفساء على سطح العمل الجداري ، وتلك العلاقة بين اليابس والمسطحات المائية بما فيها من تباين فى الملمس واللون والخطوط والاتجاهات . فأصبحت تلك الصور التى تمثل كافة المنشآت والمسطحات المائية واليابس على سطح الكرة الأرضية من المشاهد المألوفة لدى الكافة ".
وأردفت: “قرأت بعض النصوص من كتاب الشريف الإدريسي باعتباره أول عالم جغرافيا قام برسم الخرائط من خلال أشهر مؤلفاته "نزهة المشتاق فى اختراق الآفاق”، حيث قمت بوضع الخريطة التى رسمها الإدريسي لهذا الكتاب ككجزء فى إحدى أعمالي وأخذت نص من نصوص هذا الكتاب وتوظيفه فى اللوحة مع الخريطة وهو " فأما الأرض فبسط مهادها وأرسى أطوادها وأخرج منها ماءها ومرعاها وأسكنها خلقه فبوأهم أملاكها وأجرى لها أفلاكها وعرفهم مسالكها وعلمهم منافعها ومضارها وهداهم إلى السير فيها برا وبحرا وسهلا و وعرا كل ذلك منه جلت قدرته بحكمة وتدبير ومشيئة وتقدير فتعالى من هذا ملكه وسلطانه و صنعه وبرهانه".
يذكر ان الدكتور احمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، افتتح بينالي مكتبة الاسكندرية فى دورته الـ11، 4 سبتمبر بقاعتي المعارض الشرقية والغربية بمقر مكتبة الإسكندرية، ومن المقرر ان يستمر حتى24 سبتمبر الجارى، بمشاركة 17 فنانًا وفنانة من مصر، وفنانة إيطالية وفنان من الأردن وثلاثة فنانين من التشيك، مع مشاركة خاصة لتكريم الفنان الراحل حازم المستكاوي.